بوح القصيد

الفرق بين الشعر والنثر – انستا عربي

ADVERTISEMENT

يُعتبر الشعر مختلفاً تماماً عن النثر فلا يُمكن الخلط بينهم بأي حال من الأحوال ، فكل واحد منهم يُعتبر فن مستقل عن الفن الآخر ، فكلاً منهما له المميزات والخصائص التي تفرقه عن الفن الآخر ، ولذلك يتم دراسة كلاً منهم على حدا ، وقد أعددنا هذه المقالة خصيصاً للتعريف بالفرق بين الشعر والنثر ، نرجو أن يكون ما فيها مفيداً في هذا الشأن .

المقصود بالشعر

إن للشعر العديد من الخصائص والأساليب الفنية التي تجعل له قيمة ومكانة مميزة وبصفة خاصة قديماً عند العرب ، فكان الشعر واحداً من أهم فنون الأدب بالجزيرة العربية قديماً ويتميز الشعر باستخدام الكلام المقفى والموزون بإيقاع موسيقي معين يقع على الأسماع فيطربها ويجعلها تستمتع بالاستماع إليه ،  ويتناول العديد من الأغراض الشعرية فهناك غرض الغزل ،  أو المدح ، أو الهجاء ، أو غيرها من الأغراض خلال العديد من العصور مثل العصر العباسي والأموي والجاهلي  ، فقد تعددت المدارس الشعرية المختلفة التي اختلفت عن بعضها في الظروف والمقومات الخاصة بكلاً منها .

المقصود بالنثر

بالنسبة للنثر فيستخدم بعض الكلمات البسيطة للتعبير عن بعض الموضوعات بطريقة جميلة ، حيث يتم استخدام الكلمات بشكل مباشر بدون اتباع أسلوب القافية والتقيد به ، كما هو الحال بالنسبة للشعر ، فلا يتم سماع أي صوت طربي من خلال النثر مثل الشعر الذي يلتزم بالقافية وبالأوزان ، والشخص الناثر هو من يقوم بكتابة النثر وليس كل شخص يستطيع كتابة النثر فهو ملكة لدى بعض الأشخاص دون غيرهم لما للنثر من متطلبات خاصة به .

الفرق بين الشعر والنثر

نستطيع التمييز بين عدد كبير من الاختلافات فيما يخص فني الشعر والنثر ، فكل منهما يُعبر عن حالة فريدة من الأدب تختلف عن الأخرى ، فهذه الفروقات جلية نستطيع تمييزها بوضوح ، وسنتعرض بالسطور التالية لبعض هذه الاختلافات والتي نذكر منها التالي :

  • لكي يُحدث الشعر الإيقاع الموسيقي أو الطربي المعروف به يجب أن يسير وفق قافية أو وزن معين ، وذلك على خلاف النثر حيث لا يتم السير وفق قافية أو وزن معين ، ولذلك فإن الشعر يُعتبر أصعب في كتابته بالمقارنة مع النثر .
  • يُعتبر الشعر فن مُمتع بشكل كبير عند مقارنته مع النثر بالنسبة للعديد من الأشخاص بسبب الإيقاع الموسيقي المميز له ، والذي يظهر من خلال القصيدة الشعرية وهذا لا يحدث فيما يخص النثر .
  • حفظ الشعر الموروث الأدبي العربي فكان ديوان العرب على مر العصور ، حيث كان ينقل الثقافة والأمجاد والطباع والتقاليد الاجتماعية الخاصة بهم ، ولم يكن للنثر ذلك الشأن بالعصور القديمة بل كان الشعر في المرتبة العليا لجميع الفنون الأدبية على اختلاف أشكالها وأنواعها .
  • يُعتبر فن الغناء مرتبط بالشعر لدرجة كبيرة ، فيعتمد الغناء على الشعر بشكل أساسي بينما لا يمكن غناء النثر لعدم احتوائه على أي من الإيقاعات الموسيقية التي يحتوي عليها الشعر .

بالنسبة للنثر

من أي مقلاع يطير النيزك الكوني مشتملاً

بشال حريره الناري وهو يشق في لحم الظلام

سبيله ويُجرر الحبب الدخاني المضيء وراءه

فالأُفق طاووس يُرفرف في متاهات الفلك :

المجد لك

اهبط خفيفًا، وانطفئ شيئًا فشيئًا

وانتشر كحلاً يفتق أعين الأحياء والموتى

لكل آية مما يخط جناحك المنثور في

الألواح تَنبض في جوارح مَن هلك

أو ترفع السدف الثقيلة عن بصيرة مَن يرى الأشكال

تشغب بين صمت الصخر والإزميل

أو تتسمَّع المكنون من سر الغواية

بالنسبة للشعر

مادام يحكمنا الجنون سنرى كلاب الصيد تلتهم

الأجنة في البطون

سنرى حقول القمح ألغاماً وضوء الصبح ناراً في العيون

سنرى الصغار على المشانق في صلاة الفجر جهراً يـُصلبون

ونرى على رأس الزمان عويل خنزير قبيح الوجه

يقتحم المساجد والكنائس والحـُصون

وحين يحكمنا الجنون لا زهرة بيضاء تـُشرق

فوق أشلاء الغصون

لا فرحة في عين طفل نام في صدر حنون

لا دين … لا إيمان … لا حق … ولا عرض مُـصون

وتـهُون أقدار الشعوب وكل شيء قد يهون

ما دام يحكمنا الجنون

أطفال بغداد الحزينة يسألون

عن أي ذنبٍ يقتلون

يترنحون على شظايا الجوع

يقتسمون خبز الموت. . . ثم يودعون

شبح الهنود الحمر يظهر

في صقيع بلادنا

ويصبح فينا الطامعون

من كل صوبٍ قادمون

من كل جنسٍ يزحفون

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby