قصص امثال

قصة لا تحاول اجتياز الجسور قبل أن تصل إليها

ADVERTISEMENT

ليس هناك ما يدعو للقلق حول شيء لم يحدث حقًا ، فلا يجب أن نقلق بشأن المشاكل إلا حينما تأتي إلينا وتلقي بجرابها ، لأننا إذا واصلنا التفكير على هذا المنوال لن ننعم بحياة سعيدة ، لذا علينا أن نواجه الواقع كما يحدث بعيدًا عن التوقعات والتكهنات السلبية .

كما يقول المثل الإنجليزي Do not cross your bridges before you come to them ، وقد تم استخدام كلمة الجسور هنا للدلالة على المشاكل والعقبات ، فنحن لا نعبر الجسر إلا حينما نصل إليه ، وهكذا ينبغي أن نفعل مع المشاكل نعالجها فقط حينما نواجهها .

قصة المثل :
لم تكن أرتشانا جيدًا في الرياضيات ، وكانت تدرك ذلك فعانت من الخوف الشديد أثناء تعلم تلك المادة ، الأمر الذي جعلها تصاب بالتوتر دائمًا قبل امتحان مادة الرياضيات ، وكان من المقرر أن تبدأ الامتحانات نصف السنوية خلال بضعة أيام ، وكانت الرياضيات هي المادة الثانية في الاختبارات بعد مادة العلوم .

وكانت السيدة سسينس والدة أرتشانا قلقة من رؤية ابنتها في حالة التوتر تلك ، خاصة قبل امتحان المادة الأولى مادة العلوم ، فقررت التحدث مع ابنتها لإنهاء تلك المشكلة ، فذهبت إليها وقالت لها : أرتشانا أليس عليك أن تبدأ دراسة مادة العلوم الخاصة بك ؟

لماذا تضيعين كل هذا الوقت في القلق حول امتحان الرياضيات الذي لم يأتي بعد ؟ لقد ذاكرتي جيدًا وأنا متأكدة من أنك سوف تحصلين على علامات كاملة ، فحينما تبذلين قصارى جهدك في المذاكرة حتمًا ستكون النتيجة إيجابية ، لذلك لا تضيعين وقتك وابدئي في دراسة الموضوعات الأخرى .

قلت أرتشانا بنبرة سلبية : ولكن ماذا لو لم أكن قد أعدت نفسي بالقدر الكافي ، أو جاءتني مسائل صعبة في الاختبار أو حتى نسيت بعض النظريات الأساسية ، فقالت والدتها : عزيزتي إن القلق حول كل تلك الأمور لن يجعلها أسهل بل على العكس ستزداد تعقيدًا ، وبدلًا من قلقك من الرسوب في مادة الرياضيات بطريقتك تلك ستفقدين علامات في المواد الأخرى ، لأنك تهدرين وقتك في قلق لا معنى له .

وبعدها بأيام قلائل جاءت الاختبارات ، وللأسف لم تكن أرتشانا راضية عن أدائها في تلك الاختبارات ، رغم أنها فعلت ما بوسعها ، وعلى العكس من مخاوف أرتشانا جاءت ورقة الرياضيات سهلة للغاية ، وسجلت بها أرتشانا علامات جيدة ، لكنها أضاعت الكثير من الوقت في القلق بشأن تلك المادة فأثر ذلك على اختبار العلوم الذي لم تسجل به علامان جيدة .

وهنا أدركت الفتاة غباءها وأنها دون داع تسببت في فقدان بعض الدرجات ، وقررت أنها لن تفعل ذلك في المستقبل بل ستعد جيدًا لجميع الاختبارات ، وتعلمت أرتشانا الدرس جيدًا فالقلق من المشكل الوهمية لا يساعد في شيء بل يزيد الأمر سوءًا ، وضيق الأفق دائمًا ما يهدر الوقت والطاقة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby