حكم استخدام البرامج المقرصنة – انستا عربي

من المعروف أن كل البرامج الموجودة على الانترنت مباحة للتحميل والانتفاع بها ، ولكن هل تساءلت يوما عن البرامج المقرصنة ، فدعونا نتعرف على حكم استخدام تلك البرامج .
عناوين
حكم استخدام برامج الكمبيوتر الأمريكية المقرصنة
إذا كان الحكم متعلقا كون تلك البرامج أمريكية المنشأ فعندها يكون مباح العمل بها أوقرصنتها ، فهنا لابد من معرفة أنه ليس من الصحيح أن نخلط بين الدين والسياسية ، فلن يكون الحكم مخالفا في حالة إن كانت البرامج أمريكية المنشأ أو عربية المنشأ .
أما في حالة أن تكون تلك البرامج موجودة بالفعل على الانترنت فهناك عدة أقوال قد أباحت العمل بها على اختلاف مصدرها بغرض الانتفاع ، ولكن الرأي الأرجح والأحوط والذي نوصي باتباعه – إلا في حالة الحاجة الماسة أو الضرورة – هو أن تترك تلك التعاملات مع مثل تلك البرامج أولى .
وكان هناك موقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن كان لأهل مكة عنده ودائع ، فقد قام بردها كلها وأودع حقوقهم إليهم مرة أخرى ، على الرغم من كفرهم وأنهم كانوا يفسدون في الأرض ، ولم يقل أنهم كفار فيمكن أن نأخذ حقهم .
ووفقا للآية الكريمة فقد قال تعالى : ” لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ” ، وهذا يعني أن يتم التعامل مع غير المسلمين بموجب الحقوق والواجبات السليمة والعدل .
حكم تحميل البرامج من الانترنت بدون شراء
يعتبر تحميل البرامج من الانترنت بدون أن تشتري تلك البرامج ، وفي حالة إن كانت تلك البرامج مدفوعة ، فيكون تحميلها غير محبب ومكروه وقد يصل إلى حكم التحريم .
على اعتبار أن تلك البرامج المدفوعة والموجودة على الانترنت لتحميلها بكل سهولة ، ولكن كانت على سبيل الانتفاع بها للجميع ، إلا أنها تعتبر محرمة تنزيلها ، لأن ذلك يعتبر انتهاك لحقوق المبرمج لمثل تلك البرامج ومجهوده ووقته في عمل مثل تلك البرامج .
قد تكون حجة البعض أن تلك البرامج الموجودة على الانترنت لا توفرها بعض الشركات للدول العربية ، أو يكون أصحابها مشركين وغير مسلمين ، ولكن الحكم قد كان واضحا وضوح الشمس بأن تحميلها يعتبر مكروه وحرام .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من سبق إلى مباح فهو أحق به ” ، يؤكد بالطبع أن كل من كان له حق في شيء أو أقر وسجل حق الملكية الفكرية لبرنامج أو شيء معين ، يكون له الحق فيه سواء ببيعه أو توزيعه وما إلى نحو ذلك .
حكم العمل ببرامج مقرصنة
على اعتبار أن تلك البرامج المقرصنة حرام استخدامها ، فيمكن القول أن العمل بتلك البرامج أو الانتفاع منها والكسب من ورائها يعتبر حرام أيضا ، أما للأمانة الدينية فهناك عدة أقوال تحلل إمكانية العمل بتلك البرامج في حالة عدم القدرة على الدفع والحاجة الشديدة إلى استعمالها ، وفي حالة أن يكون استخدام أدوات مقرصنة هي السبب في القدرة على المواصلة في العمل والله أعلم .
هناك رأي آخر يقول بأن أصحاب الملكية الفكرية للبرامج أو الأدوات هم الوحيدون المسئولون عن البحث وراء تلك المسائل ، بمعنى أنه ليس هناك إثم على الشخص الذي يقوم بتحميل تلك البرامج ، لأنه كان من الأولى على صاحب الملكية الفكرية والحقوق أن يعمل على غلق تلك الوسائل الممكنة ومنع التحميل من جميع الجهات الغير سليمة .
حكم تهكير البرامج المدفوعة
كما تم ذكر أن تحميل البرامج المدفوعة هو شيء غير مباح قد يصل لحد التحريم ، إلا أن القيام بقرصنة وتهكير مثل تلك البرامج التي تكون مدفوعة في الأصل هو شيء مكروه أيضا ولا يستحب العمل به .
فعندما تفكر في تهكير أحد البرامج المدفوعة بغية تحقيق هدف ما أو في حالة حاجة ضرورية لك وحدك فهنا أجازت الفتاوى حدوث ذلك على كراهته ، أما في حالة أن يتم العمل على ذلك بغية التجارة والتربح من وراء انتهاك تلك الحقوق فهو حرام شرعا .