قصص اطفال

قصة التلميذ المجتهد | قصص

ADVERTISEMENT

مرّ تلميذ بإحدى السيدات ، وهو يبكي ، فسألته عن سبب بكائه ، فقال : إم المعلم أمرنا بحفظ قصيدة كبيرة ، ووعد من يتقن حفظها ويجيد إلقاءها بمكافأة عظيمة ، ولكني بطيء الحفظ ، وأخشى وصول المكافأة لغيري ، مع رغبتي الشديدة في الحصول عليها .

نصيحة السيدة للطفل الباكي :
فقالت له السيدة ، ألم تر هذا النمل ، كيف يحاول الصعود فوق الشجرة ، مع بطء حركته ، وبعد المسافة عليه ؟ ولكن باجتهاده المستمر وتركه جميع ما يشغله ، وصل إلى مقصده ، فإذا حفظت كل يوم جزءًا من القصيدة ، تاركًا كل ما يشغلك ، غير مبال بما تظن ، من بطء الحفظ ، فإنك تنال المكافأة لا محالة .

التلميذ المجتهد :
فعمل التلميذ بهذا الرأي السديد ، واستمر في الحفظ من جديد ، حتى حفظ القصيدة كلها حفظًا جيدًا ، ولما أتى وقتُ الامتحان ، أجاب التلميذ المجتهد إجابة ، أعجبت المعلم والتلاميذ ، فنال المكافأة ، وحاز الثناء الجميل .

حكم في التراث العربي عن الاجتهاد :
وقد جاء في الحكم : لكل مجتهد نصيب ، وجاء أيضًا : ومن جد وجد ، والحكمة القائلة أيضًا : ومن سار على الدرب وصل .

الفرق بين التلميذ المتعلم والتلميذ الجاهل :
ويروى أيضًا ، أنه سأل معلم تلميذًا بليدًا ، متقدمًا في السن ، فقال له : من خلقك؟! ..فاحتار التلميذ في أمره ، وأخذ يلتفت يمينًا وشمالاً بدون أن يجيب ! فكرر المعلم السؤال ، وألح في طلب الجواب ، فأجاب التلميذ مترددًا : لقد خلقني أبي وأمي .

الله خلقني :
فاستغرب المعلم من هذا الجواب ، وتعجب من جهل هذا التلميذ ! ثم سأل تلميذًا آخر صغير السن السؤال نفسه ، فأجابه : إن الله خلقني ، وصورني ، وأحسن صورتي ، بدليل قوله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) صدق الله العظيم .. الآية 4 من سورة التين .

لقد أحسنت الجواب :
فقال له المعلم : لقد أحسنت الجواب أيها التلميذ النبيه ، ثم قال للتلميذ الكبير : هذا أصغر منك سنًا ، وقد أحسن الجواب فلماذا لم تجب قبله ؟ ..قال : لأني ولدت من زمن طويل ، ولذلك نسيت من خلقني ، أما هذا الولد الصغير ، فولد في عهد قريب ، ولذلك لم ينس من خلقه .

إنشاد قول الشاعر:
فضحك المعلم والتلاميذ ، وحكموا بجهله ، وسخافة عقله ، وأنشد قول الشاعر :

 أخو العلمِ حيٌ خالدٌ بعدَ موته .. وأوصالُهُ تحت الترابِ رميم ..
.. وذو الجهل ميتٌ وهو ماش على الثّرى .. يظن منَ الأحياءِ وهو عديم ..

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby