قصص حروب

قصة حروب تيمورلنك في خوارزم وبلاد الجتا

ADVERTISEMENT

بعد أن نجح تيمورلنك في الاستيلاء على ما وراء النهر ، سعى إلى تأمين حدوده الشمالية والغربية ، فكان عليه أن يتحرك في خوارزم ، وبلاد جتا أي بلاد الجغتاي .

الاستيلاء على خوارزم :
قام تيمورلنك بأربع حملات إلى خوارزم ، أسفرت عن إخضاع تلك البلاد إلى نفوذه ، وكانت الحملة الأولى قد انطلقت من عاصمته سمرقند عام 1372م ، وعبر صحراء قزيل – كوم ، واستولى على أول مدن خوارزم وهي مدينة كاث ، ثم اجتازت قواته نهر قارون ، أحد فروع جيجون ، وحاصرت أوركنج حيث مات حسين صوفي ، المستولي على خوارزم أثناء الحصار .

وتوصل أخوه يوسف صوفي ، الذي خلفه في الحكم ، إلى عقد اتفاقية صلح مع تيمور ، تعهد بموجبها أن يحكم خوارزم ، وكيلاً عن محمد جهانكير بن تيمور ، وإعادة مدينة كش إلى تيمور ، فاقتنع هذا الأخير بما حققه من مكاسب ، وعاد إلى عاصمته سمرقند .

وجاءت الحملة الثانية في عام 1373م ، وكان سببها تراجع يوسف صوفي عن التزاماته تجاه تيمور ، ومهاجمة بلاد كش ، فاستأنف تيمور الحرب ضده عام 1373م في شهر رمضان ، وأجبر يوسف على الرضوخ لمشيئته ، ثم عاد إلى سمرقند بعد أن قرر تزويج ابنه محمد جهانكير ، من الأميرة خان زاده إبنة شقيق يوسف صوفي .

لم تمض سوى ثلاثة أعوام ، حتى قاد تيمورلنك حملة ثالثة في عام 1376م ، ورافقه فيها ابنه محمد جهانكير ، وما أن وصل إلى كاث ، إحدى المدن الرئيسة في خوارزم ، حتى بلغه أن طائفة من قبيلة جلاير تتحضر للإغارة على سمرقند ، مستغلة قيام حركة معارضة لتيمور في المدينة ، فأعاد ابنه على رأس قواته لمواجهة المغيرين ، وقمع حركة التمرد ، ثم لحق به إلى سمرقند .

ثم كانت حملة تيمورلنك الرابعة في عام 1379م ، حيث استغل يوسف صوفي انشغال تيمورلنك بحربة ضد القبيلة البيضاء ، في المجرى السفلي من نهر سيحون أو سرداريا ، وأغار على بخاري ، فسار تيمور من زنجير- سراي ، في شوال من عام 1379م ، وظهر بالقرب من أورجنح (أوركنج) ، عاصمة يوسف صوفي ، وجرت معركة على مقربة من أسوار المدينة (معركة أورجنح) ، والتي أسفرت عن احتلال تيمور لأورجنح بعد حصار دام ثلاثة أشهر وستة عشر يومًا ، ونهبها وقتل أعدادًا كبيرة من سكانها ، ثم عاد إلى سمرقند .

توفى يوسف صوفي بعد أيام قليلة من سقوط عاصمته وتهديمها ، وبذلك تمت سيطرة تيمورلنك على خوارزم ، وضمها إلى مملكته في ما وراء النهر .

الاستيلاء على بلاد الجتا :
أغار تيمورلنك بحملته الأولى عام 1370م ، على بلاد الجغتاي الشرقية أو بلاد الجتا ، عقب استيلائه على خوارزم ، فقام بإرسال حملة استكشافية إلى ألماتو وهي فيرني حاليًا ، شمال بحيرة إيسيق- كول ، عادت بعد أن عقدت هدنة مع خان الجغتاي .

ثم قام تيمورلنك بحملته الثانية في نهاية عام 772هـ ، وذلك بعدما نقض تيمور الهدنة المعقودة مع ملك الجغتاي ، وتحرك من ما وراء النهر ، إلى بلاد الجغتاي وعبر نهر سيحون ، واحتل مدينة سيرام الواقعة على نهر آريس ، أحد روافد نهر سيحون ، ونشر نفوذه وسيطرته حتى مسيرة شهر ، وعاد إلى بلاده محملاً بالغنائم الوفيرة .

وكانت حملته الثالثة قد انطلقت عام 1375م ، حيث قاد تيمور حملة ضد قمر الدين خان الجغتاي ، وانطلقت الحملة من سيرام إلى تلاس ، ومنها إلى توقماق الحالية الواقعة على المجرى السفلي لنهر تشو ، فتراجع قمر الدين أمام القوة الغازية ، حتى مدينة بركة إيغوريان أو آرشال أطر ، وجرت بين الطرفين معركة قاسية بالقرب من مدينة كاستيك عند الحوض الأعلى لنهر إيلي ، في السفوح الشمالية لجبال ألاتاو ، فلاذ قمر الدين بالفرار تجاه نهر إيلي.

التقى تيمورلنك ولده محمد جهانكير عند بركة إيغوريان ، وأمر قواته بملاحقة قمر الدين ، فبلغوا ضفاف نهر إيلي ، ثم عاد وتوجه نحو نارين ، وقام بعمليات شمال غربي كاشغر ، بينما تابع محمد جهانكير تقدمه في جغتاي الشرقية ، ووصل إلى معاقل الجتا في أوش-كرمان ، وعاد ووالده إلى سمرقند.

وفي عام 1375م كانت أيضًا الحملة الرابعة لتيمورلنك ، أغار قمر الدين على أندكان (أنديجان حاليًا) ، وهي إحدى مدن فرغانة الهامة ، وتقع جنوب نهر سيحون ، وكانت تحت حكم عمر شيخ ابن تيمورلنك الثاني ، وفوجيء عمر شيخ بالهجوم ، فتراجع عن المدينة إلى الجبال المجاورة ، فدخلها قمر الدين ونهبها .

انطلق تيمورلنك من بلاد سمرقند إلى بلاد قمر الدين (بلاد الجتا) ، وتحرك نحو الشمال عبر سهول فرغانة ، حيث انضمت إليه قوات عمر شيخ ، وبلغت القوات التيمورية ، في ملاحقتها قوات قمر الدين ، قرية آتباشي الواقعة على نهر آتباشي .

تلاها في العام نفسه انطلاق الحملة الخامسة ، حيث عبر تيمور نهر سيحون إلى منطقة بحيرة إيسيق-كول ، واشتبك مع قمر الدين في الشعاب الجبلية ، إلى الغرب من البحيرة ، ولحق به حتى كوجقار تكامشي ، عند الطرف الغربي من بحيرة إيسيق – كول ، إلا أنه آثر العودة إلى سمرقند ، بعد أن وصلته أنباء قدوم توقتميش ، أحد أمراء البيت الحاكم في بلاد القبجاق ، وعهد إلى إبنه عمر شيخ ، بملاحقة قوات قمر الدين ، فتتبعتها حتى سهل كوراتو ، على امتداد نهر إيلي في مجراه السفلي ، واضطرها للفرار إلى الصحراء .

وفي عام 1383م انطلق تيمور في حملة سادسة تأديبية لقمر الدين ، وصل فيها تيمور إلى ما بعد بحيرة إيسيق- كول ، ولم يفلح في الإمساك بخصمه ، وعاد إلى سمرقند ، وبحلول عام 1390م قرر تيمورلنك حسم الصراع مع مملكة الجتا ، كي يتفرغ لمواجهة خان القبجاق ، بعد أن لجأ إلى توقتميش ، سليل جوجي بن جنكيز خان ، فارًا من وجه أروس خان حاكم بلاد القبجاق ، فزحف آل فوشون بالقرب من نهر سيحون ، إلى الشمال وسلك الطريق القريب من الضفة اليسرى لنهر تشو ، ووصل إلى آي كوز ومنها انتقل إلى موقع في الشمال يدعى قراغوجور .

حيث أقام فيه مركزًا لقيادته ، وأرسل من هناك عدة حملات عسكرية ، ضد مملكة الجتا وكان أهمها ؛ حملة قادها عمر شيخ جنوبًا ، وصلت إلى قوبق في وادي نهر إيميل ، والثانية سارت نحو الشمال الشرقي ، وبلغت ضفاف المجرى الأعلى من نهر آرتيش .

غادر تيمورلنك قراغوجور إلى سراي أوروم ، مقر الخان الجغتائي على نهر إيميل ، وطارده شرقًا حتى وصل إلى جاليش ، قرب مصب نهر يلدوز في بحيرة باغراش-كول ، ثم عاد إلى سمرقند .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby