قصص اسلامية

قصة أبي بكر مع ابنه في المعركة

ADVERTISEMENT

على مقدار تقواكم ، وعلى مقدار صبركم ، وعلى مقدار إيمانكم ، وعلى مقدار صدقكم العهد مع الله في الصفقة التي عقدها ، تكون معونة الله لكم .

معونة الله للمؤمن :
إذًا فالمؤمن القوي هو الذي يقدر أن يحدد مقدار معونة الله له ، فإن أرادها معونة قوية فليقبل بتقوى قوية ، وإن أرادها معونة قوية فليقبل بإيمان قوي ، لأن القوة العددية حين تلقى القوة الإيمانية ، لا يمكن أن تثبت معها أبدًا .

الحرب الإسلامية :
ولذلك نجد أن الحرب الإسلامية الإيمانية ابتدأت في بدر ، وحينما ابتدأت في بدر ماذا كان عدد المسلمين ؟ وماذا كانت عدتهم ؟ وماذا كان عدد المعسكر المقابل وهم الكافرون؟ ألف أمام ثلاثمائة وكذا ، وعدد كثير أمام عدد قليل ، وعدد متوافرة أمام عداد قليلة ، ولكن الله أراد أن يستهل معركة الإيمان الأولى استهلالاً يثبت الإيمان في نفوس المسلمين ، وهو أنهم يجب ألا يستقلوا قوتهم ، أنهم غير معزولين عن الله ، وإنما موصولون بالله .

أبو بكر الصديق وابنه في المعركة :
وبعد ذلك يأتي واقع المعركة الذي يحقق مبادئ يجب أن ننتبه إليها ، فما هي هذه المبادئ ؟! مثلًا : أبو بكر الصديق كان في صف رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وابنه قبل أن يسلم كان في صف الكفار ، وبعد ذلك يؤمن ، وبعد أن آمن يقول : يا أبت لقد لقيتك يوم بدر ، فلويت وجهي عنك ، أي أنه يقول : كان من الممكن أن أقتلك ، ولكني صرفت وجهي عنك ، فيقول له أبوه أبو بكر : أما والله لو رأيتك في المعركة لقتلتك .

موقفان من المعركة :
موقفان : الموقف الأول موقف يمثل الحق لا يجامل ، والموقف الثاني موقف يمثل الباطل حين يلقي الحق فيتخاذل ، كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، منطقي في عقيدته ، وكلام ابنه منطقي أيضًا مع عقيدته ، لأن ابن أبي بكر الصديق حين يلقى أباه ، أباه له حق الأبوة عنده ، وهو ليس على دين حق يغار عليه .

فحين يقارن : يقارن بين حق أبيه وحق ماذا ؟ لو كان مؤمنا بأن عقيدته التي يقاتل عليها عقيدة حقه لهان أبوه في نظره ، ولكنه حينما قارن حق أبيه لم يجد حقًا مقابلاً ليقارنه به ، بل وجد باطلاً ، فوجد حق أبيه أفضل من لا حق يقف في صفه .

موقف أبي بكر لابنه :
وأبو بكر رضي الله عنه كان أيضًا منطقيًا مع عقيدته ، لأنه الحق الإيماني ، وابنه لا يغني عنه من الله شيئًا ، إذن فقد قارن بين حق لابنه وحق لربه ، فآثر أن يكون مع حق الرب ، وإن كان ذلك على حق الابن ، فقال : لو تراءيت لي في المعركة لقتلتك !

أسس العقيدة الإيمانية :
تلك هي العقيدة الإيمانية حين تقاتل لكلمة الله ، فيجب ألا يستقر في الذهن أبدًا إلا كلمة الله ، ولا أنساب ولا أحساب ولا صلات ، لأن صلة الإنسان بربه أولى من صلته بمن خلق الله .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby