قصص امثال

قصة زرغبًا تزدد حبًا | قصص

ADVERTISEMENT

تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثّال العربية الشهيرة ،  التي تناقلت عبر الأجيال ، ولكل مثّل عربي قصة حدثت في الماضي ، فمنها ما قيل في بيت شعري قديم ، ومنها ما قيل مباشرة بسبب حدوث قصة ما ، وانتشر المثّل وتناقلته الأجيال ، ومن تلك الأمثال هو المثّل العربي الشهير ، القائل  زرغبا تزدد حبًا وقصة هذا المثّل كالآتي .

قائل المثّل العربي الشهير :
أول من قال ذلك هو معاذ بن صرم الخزاعي ، وكانت أمه من عك ّ ، وكان فارس خزاعة .

قصة المثّل :
وكان معاذ يكثر زيارة أخواله ، قال : فاستعار منهم فرسًا ، وأتى قومه ، فقال له رجل يقال له جحيش بن سودة وكان له عدوًا : أتسابقني على أن من سبق صاحبه أخذ فرسه ؟  فسابقه ، فسبق معاذ ، وأخذ فرس جحيش ، وأراد أن يغيظه فطعن أيطل الفرس بالسيف فسقط ! ، فقال جحيش : لا أمّ لك ! قتلت فرسًا خيرًا منك ومن والديك ؟ فرفع معاذ الشيف فضرب مفرقه فقتله ، ثم لحق بأخواله .

الانتقام والقتل :
وبلغ الحي ما صنع ، فركب أخ لجحيش وابن عم له ، فلحقاه فشدّ على أحدهما فطعنه فقتله ، وشدّ على الآخر فضربه بالسيف فقتله… فقال في ذلك :

 ضربت جحيشًا ضربة لا لئيمة .. وكنت بصاف ذي طرائف مستك..
.. قتلت جحيشًا بعد قتل جواده .. وكنت قديما في الحوادث ذا فتك ..
.. قصدت لعمرو بعد بدر بضربة .. فخر صريعا مثل عائرة النسك ..
.. لكي يعلم الأقوام أني صارم .. خزاعة أحدادي وأنمي إلى عك ..
.. فقد ذقت يا جحش بن سودة ضربتي .. وجربتني إن كنت من قبل في شك ..
.. تركت جحيشًا ثاويًا ذا نوائح .. خضيب دم جاراته حوله تبكي ..
.. ترن عليه أمه بانتحابها .. وتقشر جلدي محجريها من الحك ..
.. ليرفع أقوامًا حلولي فيهم .. ويزري بقوم إن تركتهم تركي ..
.. وحصني سراة الطرف والسيف معقلي .. وعطري غبارالحرب لا عبق المسك ..
.. تتوق غداة الروع نفسي إلى الوغى .. كتوق القطا تسمو إلى الوشل الرك ..
.. ولست برعديد إذا راع معضل .. ولا في نوادي القوم بالضيق المسك ..
.. وكم ملك جدلته بمهند .. وسابغة بيضاء محكمة السك ..

الهروب عند الأخوال :
قال فأقام في أخواله زمانًا ، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة من فتيانهم يتصيدون ، فحمل معاذ على عير ، فلحقه ابن خال له يقال له الغضبان ، قال: خل عن العير ، قال : لا ولا نعمة عين ، فقال له الغضبان : أما والله لو كان فيك خير ، لما تركت قومك فقال معاذ : زرغبا تزدد حبا ، فأرسلها مثلاً .

العودة للديار وقبول الدية :
ثم أتى قومه فأراد أهل المقتول قتله ، فقال لهم قومه : لا تقتلوا فارسكم وإن ظلم ، فقبلوا منه الديّة .

الأبيات الشعرية التي قيلت للمثّل :

ومن هذا المثّل قال الشاعر: .. إذا شئت أن تقلى فزر متواترًا ..
.. وإن شئت أن تزداد حبّا فزر غبا ..
وقال شاعر آخر على هذا المثّل : .. عليك بإغباب الزيارة إنها ..
.. تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا…
.. فإني رأيت الغيث يُسأم دائما ..
.. ويُسأل بالأيدي إذا هو أمسكا ..

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby