قصة ما تسمع عنه قد يكون كذب

كل يوم يمر على الإنسان في حياته ؛ تزداد انتشار الأخبار والأحاديث حول كل الأشياء المختلفة في الحياة ؛ فهناك مواضيع وأمور وقضايا لا حصر لها ؛ كما أن هناك ألسنة ولغات لا تُعد ولا تُحصى ؛ فالجميع يتحدثون في كل مكان ؛ وهناك مَن يُصدق كل ما يسمع ؛ وهناك مَن يصدق بعضه ؛ كما يوجد مَن لا يصدق أي خبر يسمعه .

قدماء الصينيين أثبتوا من خلال خبراتهم أنهم من الحكماء ؛ حيث وضعوا الكثير من الأمثلة والأقاويل الشعبية التي تتميز بالحكمة وتقديم النصائح التي تتعلق بأمور الحياة ، ومن بين الأمثلة الشعبية الصينية الشهيرة المثل الذي يقول باللغة الصينية 耳听为虚，眼见为实。 ؛ ويُترجم إلى اللغة الإنجليزية بمعنى What you hear about may be false; what you see is true ؛ ومعناه باللغة العربية ” ما تسمع عنه قد يكون كذب ولكن ما تراه حقيقة”.

يوضح المثل الصيني قضية هامة والتي تتعلق بتصديق كل الأخبار التي يسمعها الإنسان ؛ لذلك يُخبر المثل أن ما تسمعه من أحاديث وأخبار قد تكون كذب أو خطأ ؛ بينما ما تراه عيناك حقيقة ؛ لأن الرؤية البصرية دائما لا تكذب لأنها ترى ما يحدث ؛ ولكن قد يسمع الإنسان خبر غير صحيح أو كاذب فيبني عليه أحداث وأوهام وأقاويل .

قدّم الشعب الصيني حكمة تعبر عن فلسفة الحياة العامة في كل مكان وزمان ؛ لأن الخبر إذا كان كاذبًا قد يؤدي إلى كوارث فعلية إذا تم التصديق به ؛ وذلك لقوة الكلمة وقدرتها على التأثير ؛ لذلك وجب على الإنسان ألا يُصدق كل ما يسمع عنه ؛ بل عليه التأني حتى لا يقع فريسة للأحاديث الكاذبة أو الخاطئة ، ولكن ما تراه العين فهو حقيقة حتمية لابد من التسليم بها ؛ لذلك فإن ما تسمعه قد يكون خطأ ولكن ما تراه حقيقة .