قصص بوليسية

قصة ذئب موسكو | قصص

ADVERTISEMENT

عاش فاسيلي كوماروف طفولة بائسة وقاسية للغاية ، لأب مدمن على الكحوليات وسيئ السلوك وأم لا تُخيّر عنه ، وكان والد فاسيلي قاسٍ للغاية ويضربه ليلاً ونهارًا ضربًا مبرحًا ، وبسبب تلك النشأة السيئة والقاسية أدمن فاسيلي على الكحوليات عند بلوغه السابعة عشر ، حيث ارتكب أولى جرائمه عندما قتل شخصًا وتم إلقاء القبض عليه ، وأودع السجن ثلاثة أعوام بتهمة القتل غير المتعمد ، حيث كان فاسيلي تحت تأثير الكحول .

وعند الإفراج عنه كان فاسيلي قد بلغ العشرين من عمره ، وكان وقت الإفراج عنه إبان الحرب الروسية اليابانية التي اندلعت في عام 1905م ، فذهب فاسيلي إلى الجبهة ولكنه قام بسرقة أحد المستودعات العسكرية فتم إيداعه بالسجن لعام جديد ، وكان قد تزوج ولكن توفت زوجته أثناء حبسه بسبب إصابتها بالكوليرا.

تم إطلاق سراح فاسيلي مرة أخرى ، وتزوج للمرة الثانية أيضًا من أرملة ولديها طفلين وتدعى صوفيا ، وهي من أعانته كثيرًا في جرائمه فيما بعد ، وكان فاسيلي دائم الشجار معها وضربها بشدة هي وطفليها ، وعقب اندلاع الثورة البلشفية التحق فاسيلي إلى صفوف الجيش الأحمر ، ولكن أسره جنود الجيش الأبيض ثم تم إطلاق سراحه ، ليقوم بتغيير اسمه وينتقل للعيش في موسكو .

اندلعت حربًا أهلية داخل روسيا وكان لها أكبر الأثر على حياة المواطنين بها ، حيث أودت بحياة 13 مليون روسي ، وتسببت في حدوث مجاعة كبرى عام 1921م ، وكان فاسيلي أحد من تأثروا بها.

بعد أن انتقل فاسيلي إلى موسكو تظاهر بأنه تاجرًا للأحصنة ، ولكنه في الحقيقة كان يذهب إلى قرية مجاورة له يسرق منها الأحصنة ، ويبيعها في قريته بثمن باهظ ، ولكنه توقف عن الأمر عقب إلقاء القبض عليه لعدة مرات متتالية ، وإثر ما حدث من مجاعة لجأت روسيا آنذاك إلى استحداث خطة جديدة تعرف باسم خطة النيب ، والتي جعلت الفلاحين يسحتفظون بأجزاء كبرى من الإنتاج ، مع السماح للمستثمرين الأجانب بالتواجد في روسيا مما أنعش الحياة الاقتصادية مرة أخرى ، ونجحت الخطة بالفعل .

وكان من أثر ذلك أن أصبح الفلاحون يعيشون حياة مزدهرة مرة أخرى ، وأخذت ثرواتهم في النمو تدريجيًا ، مما بدّل نظرة فاسيلي لهم حيث كان هو عاطلاً عن العمل ومدمن على الخمور ، في حين يرفل الفلاحون في الثراء ، وهنا بدأ فاسيلي أولى جرائمه بقتل جاره الفلاح ديمتري ، والذي كان يملك مزرعة خاصة به وذهب إلى فاسيلي من أجل شراء حصانًا يساعده على الانتقال من منزله إلى المزرعة دون عناء قطع المسافة الكبيرة سيرًا على الأقدام .

ورحب به فاسيلي في البداية وأجلسه مع زوجته صوفيا ، التي قدمت له مشروبًا ما ، وعندما اطمأن فاسيلي أنه قد شعر بالدوار باغته بمطرقة فوق رأسه ، وأخذ يضربه بها إلى أن تهشمت تمامًا ، ثم جره إلى الداخل وقام بتقطيعه الجثة وحصل على ما بجيوبه من أموال ، ثم جلس يصلي حتى يعفً الله عن تلك الروح البريئة!

وكان فاسيلي يقوم بقتل الشخص ثم يضع البقايا البشرية في حقيبة جلدية ، ويرميها بنهر موسكو ومع تعدد لبلاغات ومشاهدة تلك الحقائب انتشر الذعر بين السكان المحليون وأدرك رجال الشرطة أنهم أمام سفاح جديد .

ولسوء حظ فاسيلي شاهدت إحدى السيدات قريبها الذي قتل وهو يهم بدخول منزل فاسيلي ، وأبلغت الشرطة ولكن فاسيلي علم بالأمر وأقنعها بأن تذهب إلى منزله ليخبرها بمكان قريبها ، وبعد أن انطلت عليها خدعته وذهبت ، حدثت بينهما مشادة كلامية هجم على إثرها فاسيلي على المرأة وخنقها ، ثم قتلها كما اعتاد وقذفها بالمياه .

ومع تنمر الشرطة به قرر فاسيلي أن يدفن الجثث بدلاً من قذفها بالمياه ، وكانت زوجته صوفيا تساعده في عملية الدفن إلى أن قتلها هي الأخرى عقب مشاجرة بينهما ، وكاد أن يقتل أحد أبنائها لولا أن هددهم بالقتل فتراجعوا جميعًا خوفًا منه .

مع تزايد البلاغات ضد فاسيلي قامت الشرطة بمراقبته ، ثم تحركوا لتفتيش منزله ، وما أن رآهم فاسيلي حتى شحب وجهه ولكنه كان قد أخفى جرائمه بمهارة ، ومع الراحة التي علت وجهه عاد أحد الضباط ليفتش باحة المنزل الخلفية ، وهنا أسقط في يد فاسيلي الذي ما بدأ رجال الشرطة بحفر الباحة الخلفية حتى تحجج بأنه ذاهب إلى المرحاض ، وقفز من النافذة وفر هاربًا.

بالطبع مع استخراج الكم الهائل من جثث الضحايا وانتشار الأخبار بموسكو ، تربص به السكان كثيرًا وانتظروا محاكمته ، وتم إلقاء القبض عليه بعد فراره إلى قرية مجاورة ، وتم الحكم عليه رميًا بالرصاص وتنفيذ الحكم في يونيو من عام 1923م.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby