قصص اطفال

قصة العمل للكل | قصص

ADVERTISEMENT

يحكي أنه في قديم الزمان ، عن كسرى أنوشُروان ، ملك الفرس مر على شيخ وهو يغرس شر الزيتون ، فوقف الملك بُرهة يفكر فيما عساه أن يدور بخلد ذلك الرجل الهرم !.

ملك الفرس والرجل الهرم :
فقال الشيخ : أيها الملك ، قد غرس من قبلنا فأكلنا ، ونغرس ليأكل من بعدنا ، فقال كسرى : زه .. وكان في عرفهم ، إذا قالها الملك لإنسان أُجيز ذلك الإنسان بقدر معين من الفضة .. فدفع ذلك القدر إلى الشيخ على الفور .

الملك والجائزة :
فقال : أيها الملك ، كيف رأيت غرسي ، فما أسرع ما أثمر ، فقال الملك : زه ، مرة ثانية ، فأعطى الشيخ جائزة أخرى ، فقال الشيخ : أيها الملك كل شجرة تثمر في العام مرة ، وشجري أثمر في لحظة مرتين ، فقال الملك : زه .. فأجزل له ثالثة ، ثم مضى كسرى ، وقال لأصحابه : انصرفوا فإذا وقفنا لم يكف الشيخ ما في خزائننا .

الفائدة للكل :
وقد كان الشيخ في عمله مثالاً لما ينبغي أن يكون عليه كل إنسان في عمله ، حتى يعمل الكل لفائدة الكل ، وبدون ذلك لا ينتظم للمجموع الإنساني أمر، ولا يخطو الكون خطوة الكون في سبيل الرقي .

عليّ بن أبي طالب والعمل :
ويضرب لنا أيضًا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، مثالاً رائعًا للعمل ، فقد حكى سيدنا عليّ بن أبي طالب عن نفسه قائلا : جعت بالمدينة جوعا شديدًا ، فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة ( موضع قريب من المدينة ) ، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مَدَرًا (حصى) فظننتها تريد بله ، لتصنع منه طينًا هي في حاجة إليه ، فجئتها وأعطيتها كل دلو بتمرة .

أجر العمل :
فمددت شتة عشر ذنوبًا ( أي دلوًا من الذنب) ، حتى ملحت يدي ( أي يبست ) ثم جئتها ، فقلت بكلتا يدي ، هكذا بين يديها ( وبسط يديه جميعًا ) فعدّت لي ست عشرة تمرة ، فجئت النبي صلّ الله عليه وسلم فأخبرته ، فأكل معي ، وقال خيرًا ودعا لي .

تواضع سيدنا عليّ :
فانظر كيف تواضع سيدنا عليّ بن ابي طالب رضي الله عنه ، حين اشتغل للمرأة بالأجر ، وكيف خدمها ولم يعتمد عليّ أحد في الحصول على التمر منها وكيف اشترك معه النبي صلّ الله عليه وسلم في أكل التمر ، لأنه مال حلال .

المال الحلال :
ونستخلص من ذلك : أن الانسان ينبغي له ألا الأكل إلا من عرق جبينه ، ومن مال حلال ، وألا يستحي من عمل يستنفذ منه أجرًا ، وأن يجتهد في العمل للحصول على نفقاته.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby