قصص بوليسية

قصة السفاحة تمارا سامسونوفا | قصص

ADVERTISEMENT

إذا ما سألت أحدهم ما المشهد الذي قد يجعلك تتأثر باكيًا ، فقد تجد من يقول لك بأنه الطفل إذا بكى ، بينما يرد آخر أنه العجوز إذا بكى ، فهذا الأخير لم يعد له حول ولا قوة بعد أن كان يصول ويجول طوال حياته ، وأن العجائز هم منبع البركة في هذا الكون ، ولكن هل ينطبق هذا الحديث على كل العجائز ؟

تمارا سامسونوفا :
ولدت تمارا في إحدى المقاطعات الروسية وتدعى آجور ، وذلك في عام 1947م ، وتخرجت من كلية اللغات وعاشت وعملت في رحاب مدينة سانت بطرسبرغ ، ثم تزوجت من شخص يدعى إليكسي سامسونوفا.

عملت تمارا موظفة بأحد الفنادق الراقية حيث كانت تعمل مترجمة ، ولها كاريزما خاصة لدى النزلاء ، عقب ذلك تنقلت تمارا بين عدة وظائف ولكنها لم تكن تمكث فيها طويلاً ، وظلت بهذا الحال حتى تقاعدت من العمل .

في عام 2000م ، أبلغت تمارا جهاز الشرطة عن اختفاء زوجها ، وبحثت الشرطة كثيرًا عن الزوج المفقود إلا أنهم لم يعثروا له على أدنى ألأثر ، وبعد مرور فترة على هذا الاختفاء ، بدأت تمارا في تأجير إحدى الغرف داخل منزلها لبعض الزبائن من الشباب والشابات ، وفقًا لرواية جيرانها ، وكانت دائمًا ما تخرج لجلب احتياجاتها من الطعام ليلاً ! وكان لتمارا بعض التصرفات الغريبة ، فقد رأتها إحدى جيرانها ذات مرة تسير بثياب النوم في ردهة العمارة ، غير مبالية بالطقس والبرد القارص .

وفي مرة أخرى كانت تقف تتحدث إلى إحدى جاراتها ، وكانت ودودة ولكنها فجأة بدأت تنظر بغرابة وتتحدث وكأنها لا ترى جارتها ، مما دفع العديد ممن تعاملوا معها يتشككون في قواها العقلية .

إليونوفا :
كانت تعيش عجوز مسنة في شقة قريبة من تمارا سيدة تدعى إليونوفا ، تعرفت إليها تمارا قبل وقت قصير وتوددت إليها فترة ما ، حتى دعتها إليونوفا بالمكوث معها في شقتها بدلاً من الإقامة وحدها .

بالفعل انتقلت تمارا للعيش مع إليونوفا التي ما لبثت أن انطوت بعيدًا عن صديقاتها الأخريات من الجيران ، حتى شعرت إحداهن بالقلق نحو إليونوفا فذهبت لتطرق باب منزلها ، ولمحت بأعينها جوال أليونوفا والهاتف الأرضي وكلاهما لا يعملان .

وفتحت لها تمارا باب المنزل وادعت في البداية أن إليونوفا قد خرجت لقضاء بعض احتياجات المنزل ولم تعد حتى الآن ، وعندما سألتها الصديقة عن هاتفها لماذا تركته ، أخبرتها تمارا برواية أخرى بشأن سقوط إليونوفا أرضًا في حالة إغماء ، وعندما استفاقت خرجت !

الجريمة :
خرج أحد الجيران بصحبة كلبه يتجول بالمنطقة التي تعيش بها تمارا وإليونوفا ، وما لبث الكلب أن انطلق في نباح طويل عند مرورهم بجوار مكب النفايات الخاص بالعمارة التي تعيش بها العجوزتان ، وقبل أن يلحق به الرجل كان الكلب قد فتح إحدى الحقائب البلاستيكية وأخرج منها بقايا بشرية ، مما دفع الرجل لإبلاغ الشرطة .

عقب قدوم رجال الشرطة لم يجدوا سوى بقايا أرجل وجزء من الحوض وبعش الشعر ، الذي ينم عن جثة لسيدة عجوز ، وبالمزيد من البحث لم يعثر الشرطيون على أية بقايا بشرية أخرى ، حيث تمنوا إيجاد الرأس للتعرف على الضحية ، ولكنهم حصلوا على الكاميرات التي قد تم تركيبها في العمارات المجاورة لمكب النفايات ، آملين في مشاهدة من ألقى بقايا الجثة .

بالفعل عقب تفريغ كاميرات المراقبة ، بينت الأشرطة وجه الفاعل ، وكانت تمارا التي خرجت لتلقي بعض الحقائب البلاستيكية وكانوا سبعة ، ولم يتبق منهم سوى الحقيبة التي عُثر عليها ، فقد كانت سيارة تحميل القمامة قد حملت بقية الحقائب الأخرى .

بالقبض عليها اعترفت تمارا بجريمتها ، وأنها كانت تعيش سعيدة داخل منزل إليونوفا ، ولكنها كانت قد تشاجرت معها ، بشأن من يغسل كوبًا من الشاي ، وقامت إليونوفا بطرد تمارا وطالبتها بالعودة إلى منزلها ، ولكن تمارا رفضت ذلك ، فقامت الأخيرة بإعداد طبقًا من السلطة المحبب لإليونوفا ووضعت لها به خمسون قرصًا منومًا قامت بطحنهم جيدًا .

عندما بدأت إليونوفا في فقدان وعيها ، قامت تمارا بسحبها نحوها المطبخ ، وتقطيع جثتها وهي حية ، حيث فصلت الأطراف عن بقية الجسد ، ووضعت اليدين والرأس على قدر فوق النار لطهيهما ، ثم وضعت باقي الجسد داخل حقائب بلاستيكية وتخلصت منها.

بتفتيش منزل تمارا وجد المحققون كتب للسحر الأسود والشعوذة ، وظنوا أن هذا الأمر ربما قد يكون هو السبب في عدم رغبتها بالعودة إلى منزلها ، فقد تكون شقتها قد سُكنت بكيان مظلم أو شيء من هذا القبيل.

وبالمزيد من التفتيش حول تمارا تبين أنها قد أدخلت مصحة الأمراض العقلية لثلاث مرات خلال حياتها ، وأنها قد ارتكبت عشرون جريمة قتل ، كان ضحاياها من النزلاء الذين كانت تستأجرهم غرفة بشقتها ، بالإضافة إلى شكوك الشرطة بشأن زوجها المختفي أيضًا ، وتم إلقاء القبض على تمارا وتوجيه تهمة القتل العمد إليها ، وجرى التحقيق معها ومحاكمتها .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby