قصص اسلامية

قصة الجساسة | قصص

ADVERTISEMENT

لقد خص الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله الكرام بأعجب القصص ؛ لاسيما سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء ومبعوث البشرية جمعاء ، ولم ينس الله سبحانه وتعالى أن يجعل للصحابة الأوفياء نصيبًا من دروس المعجزات والعبر التي تثبت قلوبهم ، وتبث فيها الطمأنينة ؛ كلما أوشك أحدهم على إضعافها .

ومن بين هذه القصص قصة عجيبة حدثت مع أبو تميم الداري حينما خرج في رحلة بالبحر ، رأى فيها نبًأ يقين ؛ قصه على الرسول صلّ الله عليه وسلم ، ففسره له ، وكانت المفاجأة ، فذات يوم ركب أبو تميم الداري سفينة يومًا مع ثلاثين رجلًا من قومه ، فضلوا في طريقهم في البحر ، وعلت الأمواج ، واشتدت الريح ، فاتجهت السفينة بهم إلى جزيرة مجهولة ، فنزلوا جميعًا إلى الشاطئ .

وهناك قابلتهم دابة غريبة الشكل ، يغطي الشعر كل جسدها . فسألوها : من أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة وأخبرتهم أن هناك رجلًا ينتظرهم في مكان بالجزيرة ، ودلتهم على مكانه.

فانطلقوا مسرعين حتى وصلوا ، فوجدوا فيه إنسانًا ضخمًا ، غريب الهيئة والشكل ، يداه مربوطتان في عنقه ، وهو موثوق بالحديد ما بين ركبتيه إلى كعبيه ؛ فوقفوا أمامه مندهشين ، وقالوا : ويلك ، من أنت ؟ فقال : أخبروني من أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ثم أخبروه بأمره ، قال : أخبروني عن نخل بيسان وهو نخل يطرح بأرض الشام ، هل يثمر ؟ فقالوا : نعم .

قال : أما إنه يوشك أن لا يثمر ، ثم قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ، وهي بحيرة بالشام ، هل فيها ماء ؟ ، فقالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، ثم قال : أخبروني عن عين زغر بالشام ، هل في العين ماء ؟ هل يزرع أهلها بماء العين ؟

فقالوا : نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ويقصد بقوله النبي محمدًا صلّ الله عليه وسلم ؟ ، فقالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال : أقاتله العرب ؟! فقالوا : نعم.

قال : كيف صنع بهم؟ فأخبروه أنه قد انتصر عليهم وأطاعوه ، فقال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عني ، إني أنا المسيخ ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قريًة إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة ،

ويقصد بطيبة المدينة المنورة ، فهما محرمتان علي ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف يصدني عنها ، فلما عاد أبو تميم إلى المدينة ، أسلم ، وحكا ذلك للنبي صلّ الله عليه وسلم ، فقال  الرسول صل الله عليه وسلم : هذه طيبة ، وذاك الدجال ، وقد روى هذا الحديث عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم  الإمام مسلم في صحيح مسلم.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby