قصص اسلامية

قصة إسلام ثابت بن قيس

ADVERTISEMENT

رجل كريم ، وصحابي جليل كرَّمه النبي صلَّ الله عليه وسلم أيما تكريم ، كان من الثلة التي فازت بكل المكارم حيث كان من الصحابة الذين علموا بأنهم من أهل الجنة وهم أحياء يرزقون ، إننا على موعد مع ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه .

كان رضي الله عنه مفوهًا ، فصيحًا ، قوامًا بالكلمة الفاضلة ، منحه الله عزَّوجل لسانًا قؤولًا ، وقلبًا عقولًا ، ولسانًا بليغًا ، كما عُرِفَ عنه حبه للشعر ، والخطابة ، والكتابة .

قصة إسلامه :
أرسل الرسول صلَّ الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى المدينة المنورة يُقرئ أهلها القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، ويفقههم في الدين ، وعندما نزل بالمدينة أقام عند أسعد بن زرارة من بني النجار ، وكان أسعد من النفر الذين أسلموا يوم عرض النبي دعوته ومن الذين حضروا بيعة العقبة الأولى والثانية.

بدأ مصعب بن عمير رضي الله عنه يدعو الناس لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام بأسلوب لبق وفطن ، فكان يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، وذات يوم سمع ثابت بالداعية المكي الذي ينزل بدار أسعد ، وما كاد يسمع القرآن الكريم يرتله مصعب بن عمير حتى أصاخ إليه بسمعه وقلبه.

أسرت معاني القرآن وروعته قلب الصحابي الجليل رضي الله عنه ، وما لبث أن شرح الله صدره للإسلام ، فانطلق ينطق بالشهادة ، وانضوى تحت لواء الإسلام ، كما أسلمت أمه في ذلك الوقت ، وكان معروفًا عنها أنها ذات عقل وافر ، وحكمة ، وروية .

وعندما أسلمت حبيبة بنت سهل تزوجها رضي الله عنه ، وحين قدم الرسول صلَّ الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مهاجرًا ، وآخى بين المهاجرين والأنصار كان نصيبه في المؤاخاة هو عامر بن أبي بكير .

كان الصحابي الجليل رضي الله عنه خطيبًا ، مفوهًا ، إذا خطب في الناس قبع كلامه في القلب مباشرة بلا تردد ولا تلعثم ، وعندما شرح الله صدره للإيمان ، وعلم بمجيئ النبي صلَّ الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة قام يستقبله مع باقة عطرة من فرسان قومه ، وخطب الناس بمجرد وصوله صلَّ الله عليه وسلم للمدينة ؛ فأصبح منذ ذلك اليوم خطيب النبي صلَّ عليه وسلم .

بشرى الشهادة والجنة :
لم يحمل رضي الله عنه إلا القلب ، الخاشع ، المخبت ، كما عُرِفَ عنه الخشية والخوف من كل ما يُغضب الله عزَّ وجل ، وإذا به في يوم من الأيام يقول للحبيب صلَّ الله عليه وسلم عن خشيته بأنه قد هلك ، كان يرى أنه يحب أشياء قد نهى الله عن حبها ، ومثال على ذلك حب أن يُحمد بما لا يفعل ، وحب الخُيلاء فطمأنه النبي صلَّ الله عليه وسلم ، وبشره البشرى العظيمة بالشهادة والجنة .

شهيد يبحث عن الشهادة :
فما زال يبحث عن الشهادة في مظانها ..ففي كل غزوة يغزوها يقول في نفسه : لعلي أنال الشهادة هنا .. وظل هكذا متلهف شوقًا لهذا اليوم الذي يلقى فيه الله عزَّوجل شهيدًا في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله .

إلى أن جاءت حرب الردة التي كان فيها حاملًا للواء الأنصار ،  وكانت الدولة الإسلامية فيها ضد مسيلمة الكذاب في عهد الصديق رضي الله عنه ،  والتي وصل فيها الأمر أن اقتحموا فسطاط خالد بن الوليد ، وهمّوا بقتل زوجته أم تميم .

فما إن رأى الصحابي الجليل ذلك حتى حنَّط وكفَّن نفسه ، وبدأ يشحن المسلمين للقتال مرة أخرى بعد فتور العزيمة ، والتي نتجت عن الضعف والوهن الذي دب بين صفوف المسلمين ، فرجع المسلمون للقتال يقاتلون ويُقتلون حتى أراد الله أن يستشهد الصحابي الجليل في هذه الحرب .

وهكذا نال الشهادة في سبيل الله مع ثلة من الصحابة رضوان الله عليهم ، وكأن دماءهم التي سالت على أرض المعركة كانت بداية النصر الكبير من الله عزَّوجل لمن خرجوا من ديارهم لا يرجون إلا أن تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الذين كفروا السُفلى .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby