قصص حروب

قصة فوز يوغودايو في المعركة

ADVERTISEMENT

في عهد الامبراطور شيراكاوا الذي دام منذ العام 1073م حتى العام 1086م ، عاش جنرال اسمه يوغودايو ، بنى قلعة خاصة به ، وأسس جيشًا له في براري ياماتو ، غير بعيد عن جبل كازاغي ، حيث خيم الامبراطور غودايو في العام 1380م ، وسط القلاع الصخرية نفسها ولقي حتفه .

خوف وهروب :
ومازال حتى اليوم كل من يتواجد في المكان حيث تمر السكك الحديدية في كازاغي ، في وادي كيزوغاوا ، يذهل من روعة المشهد ، في هذا الموضوع بنى يوغودايو قلعته ، وبعد مرور بضعة أشهر ، هاجمه شقيق زوجته الذي يكرهه أيما كراهية ، وتغلب عليه تاركًا له ما لايتجاوز العشرين محاربًا ، على قيد الحياة ، فهرب يوغودايو معهم إلى جبل كازاغي ، واختبأوا في كهف يومين كاملين خوفًا من أن يجدهم شقيق زوجته ، وفي اليوم الثالث ، أدرك يوغودايو أنه غير ملاحق ، فخرج يمتع نظره بالمشهد الخلاب .

الكهف :
وفجأة رأى نحلة عالقة في خيوط العنكبوت تحاول الهروب جاهدة ، لكن محاولتها باءت بالفشل لا بل زادت الأمور سوءًا ، أشفق يوغودليو على النحلة ، فما كان منه إلا أن حررها من أسرها وتركها تطير قائلاً : طيري أيتها النحلة ! طيري نحو الحرية ! طيري نحو القفير ، ليت باستطاعتي أن أطير مثلك .

الحلم :
ان تحرير الأسرى يزرع في القلب البهجة ، حتى عندما نكون تحت رحمة أحد الأعداء ، كما هو حالي ، في تلك الليلة حلم يوغودايو أن رجى متشحًا بالأسود والأصفر ، ألقى التحية عليه ، وقال له : سيدي جئت لأقول لك إنني أرغب في مساعدتك ، واتمام مهمتي التي أتيت من أجلها صباح اليوم ، فأجاب يوغودايو في حلمه : ومن تكون حضرتك ؟

قال له الرجل : أنا النحلة التي حررتها من خيوط العنكبوت ، وأنا ممتن لك أيما امتنان ، وقد فكرت بخطة ، تخولك التغلب على عدوك واستعادة ثروتك الضائعة ، فأجاب يوغودايو : كيف لي أن أتغلب على عدوّى ، وما بقي معي أكثر سوى حفنة من المحاربين ؟

الخطة والاستعداد للمعركة :
فكان الجواب : هذا أمر بسيط ، كل ما عليك فعله هو اتباع تعليماتي .. قال يوغودايو : لا أسوار يختبيء رجالي خلفها للقتال ، من المستحيل أن أتمكن من مهاجمة عدوّي ، ابتسم الرجل النحلة وأجاب : لا حاجة لك إلى الأسوار، كل ماعليك فعله هو أن تدع العدو يهاجمك ، وبمساعدة عشرات الملايين من نحلات ياماتو ، لابد أن تلحق الهزيمة بأعدائك !!

اسمع .. عندما تحدد الزمان والمكان اللذين ستقاتل فيهما شقيق زوجتك ، ابن منزلاً خشب ، واملأه بمئات الجرار والأوعية الفارغة ، لكي نأتي نحن النحلات ونختبيء داخلها ، عليك أن تسكن في هذا المنزل مع رجالك العشرين وتحرص على أن يعلم عدوك بمكانك وأنت تستعد لمحاربته ، عندئذ لن يتأخر في مهاجمتك ، وحينئذ سنهب نحن النحلات بالملايين لمساعدتك ، إن انتصارك لمؤكد ، لاتخش شيئًا ، وافعل ما أمليه عليك .

تنفيذ الاتفاق والعمل بالنصيحة :
أراد يوغودايو الرد على النحلة ، لكنها اختفت وأفاق من حلمه ، نادى على الرجال وقص عليهم حلمه ، فاتفقوا أن ينقسموا كل اثنين على حدى ويذهبوا إلى مسقط رأسهم ، ليجمعوا ما أمكنهم من رجال ويعودوا إلى الكهف بعد ثلاثين يوما ، بقيّ يوغودايو وحده ، وبعد ثلاثين يومًا التقوا مجددًا في الكهف في كازاغي ياما ، وقد بلغ عددهم الثمانين ، عمل الرجال بنصيحة النحلة ، وهبوا يبنون منزلاً خشبيًا ، عند مدخل الوادي واضعين فيه حوالي الألفي جرة ، وما كادوا ينتهون من بناء المنزل حتى وصلت النحلات بعدد كبير ناهز المليوني نحلة… بعد ذلك ، أرسل أحد رجال يوغودايو لينشر خبر استعداد هذا الأخير لمقاتلة شقيق زوجته ، لم يمض يومان حتى وصل شقيق زوجته ليهاجمه .

المعركة :
بدأ يوغودايو القتال مستهترًا ، ليجر العدو إلى القتال بكامل قوته ودون أي حذر ، وما كاد مقاتلو العدو يظهرون جميعًا ، حتى خرجت النحلات من مخابئها وطارت أسرابًا أسرابًا ، في كل حدب وصوب ، لا يقف في وجهها عائق ، فما كان من رجال العدو إلا أن استداروا جميعًا ، ولاذوا بالفرار ، تطاردهم النحلات ورجال يوغودايو الثمانون الذين قضوا بمساعدة أكثر من النحل ، على كل رجل من رجال العدو ، فقد البعض منهم صوابه وأصابه الجنون !!

الانتصار :
ألحق يوغودايو الهزيمة بعدوه، واستعاد قلعته ، وتخليدًا لتلك الذكرى ، شيد معبدًا صغيرًا خلف كازاغي ياما ، جمعت وأحرقت فيه النحلات الميتة ، وكان يوغودايو يقصد هذا المعبد كل سنة للعبادة والصلاة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby