قصة نزول الوحي – انستا عربي

الوحي هو كلام الله ، ومنزل الوحي هو جبريل عليه السلام ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه هو من نزل عليه الوحي ، وما كان نزول الوحي إلا استشرافا لفجر جديد وبداية جديدة للناس أجمعين ، فكان الوحي هو السبب في هداية الناس و تنويرهم إلى طريق الحق والهداية وهو الدين الإسلامي الحنيف ، وكانت عندئذ بداية دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام إلى الدين الإسلامي .
بداية نزول الوحي
في الوقت قبيل نزول الوحي ، كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثير الخلوات مع نفسه ، حتى أنه كان بين الحين والآخر يخرج من مكة إلى غار حراء يناجي نفسه ويتأمل في خلق الله ، وكان غير راضي عن قومه وعن عبادتهم للأصنام ، وما يفعله قومه من أفعال سيئة للضعاف والنساء والفتيات الصغيرات وغيرها الكثير .
كان عليه الصلاة والسلام يذهب في شهر رمضان ليجلس في غار حراء ، ومن ثم يقوم بإطعام المساكين ويخرج النفقات على الفقراء والمحتاجين ، وكان معروف عنه الصدق والأمانة حتى أنه لقب بالصادق الأمين .
في خلال شهر رمضان وعندما كان عمر النبي عليه الصلاة والسلام أربعين عاما ، تنزل عليه جبريل عليه السلام وكان نزول الوحي عليه شديدا ، فتفاجئ النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى جبريل فأخذ جبريل يضمه ويتركه ثلاث مرات ويقول له أقرأ ، فيرد عليه نبينا الكريم ما أنا بقارئ ، وحينها نزلت الآية الكريمة من سورة العلق : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ” .
طرق نزول الوحي
هناك عدد من الطرق التي كان ينزل بها الوحي على رسولنا الكريم والعديد من الرسل من قبله ومن أهمها :
- الرؤيا الصادقة أو الرؤيا الصالحة وهي ذلك الحلم الذي كان يحلم به الرسول عليه الصلاة والسلام في منامه وهو يراها حقا ، وقالت عليه الصلاة والسلام في ذلك : ” أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو تُرَى له ” .
- أن يرى جبريل عليه السلام رؤيا العين على مظهره الحقيقي ويقول له رسالات ربه ، ولا يراه أي بشر آخر .
- أن يتمثل جبريل في صورة رجل يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخبره أمر ربه ، ويمكن أن يراه الصحابة .
- أن يتجسد جبريل عليه السلام في جسد النبي صلوات الله وسلامه عليه ، وكان هذا النوع هو من أشد الأنواع إرهاقا وإيلاما لنبينا الكريم .
- الوحي بصورة مباشرة من الله سبحانه وتعالى كما في ليلة الإسراء والمعراج .
- كلام الله جل وعلى للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كما حدث في حديث الصلاة أثناء ليلة الإسراء أيضا ، وعلى الرغم أن رب العالمين كان يختص بها نبي الله موسى إلا أنها تحققت مع محمد عليه الصلاة والسلام .
- ما كان ينفث به جبريل إلى قلب رسول الله ، وفي هذا قال سيدنا عليه الصلاة والسلام : ” إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ” .
- نفت تلك الطرق بعض الأقاويل والافتراءات على أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقول هذا الكلام من تأليفه ومن رأسه وأنه كلامه هو وليس بوحي من رب السماوات .
نزول الوحي في اي سنة
كان نزل الوحي في شهر رمضان بالطبع ، بعد أن كان رسولنا الكريم مواظبا على الخلوة في غار حراء لمدة ثلاث سنوات متتاليات ، ويقال أنه كان يوم في منتصف الأسبوع يوم اثنين ، وبالأخص في يوم الواحد والعشرين من شهر رمضان .
أما عن نزول الوحي في أي سنة ميلادية فقد كان في حوالي سنة 610 ميلادية ، ويقال أنه كان وافق يوم العاشر من شهر 8 ، ويمكن القول بأن سن النبي صلى الله عليه وسلم آنذاك كان أربعين عاما ، بالتحديد كان عمر النبي حينها 40 سنة وست شهور وأثنى عشر يوما .