قصة معركة موهاج | قصص
في اليوم التاسع والعشرين من أغسطس عام 1526م حدثت معركة موهاج والتي دارت بين جيش الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني ومعه حوالي 100 ألف جندي و800 سفينة والكثير من المدافع ، ومملكة المجر بقيادة الملك لويس الثاني وجيشه الذي لم يتعدى الـ50 ألف مقاتل .
أسباب المعركة :
كان السلطان العثماني يريد أن يسيطر على دولة أسبانيا ويجعلها كسابق عهدها ، ويفرق شملها حيث كانت في ذلك الوقت هي أقوى الدول التي تهدد مصالح الدولة العثمانية في منطقة البحر المتوسط ، وقد امتدت نفوذها في أوروبا حتى وصلت إلى ألمانيا .
أحداث المعركة :
سار السلطان العثماني بقيادة جيشة وعتاده إلى أن وصل لبلغارد ، ثم منها إلى نهر الطونة وقد قام بافتتاح عدة قلاع حربية على هذا النهر حتى وصل إلى وادي موهاكس بعد أن قضى 128 يومًا من بدأ حملته ، وبالطبع كان ينتظره الجيش المجري ومعه 5000 وحدة مساعدة جاءتهم من ألمانيا .
قام إبراهيم باشا الصدر الأعظم بوضع خطة شديدة الإحكام حيث أوهموا الجيش المجري بأن مقدمة جيش العثمانيون ستنسحب حتى يتدافع الجيش المجري عليهم ، ويقتربوا من المدافع والقناصة فيقوم الجيش العثماني بإطلاق المدافع ويقتنصهم القناصة العثمانيين ببنادقهم .
بدأ المعركة :
وفي يوم المعركة الحاسم الموافق 29 اغسطس 1526م ، قام السلطان العثماني سليمان القانوني بإلقاء خطبة على الجنود بعد صلاة الفجر مما أشعل فيهم روح الحماسة والقوة ، وفي عصر هذا اليوم ، هجم الجيش المجري على الجيش العثماني وقد أشتهر الجيش المجري في ذلك الوقت بالبسالة ، وقد بدأ الجيش العثماني بتنفيذ خطتهم في خداع الجيش المجري وأمر الصفوف الأولى من الجيش العثماني بأن تتقهقر للخلف حتى أندفع الجيش المجري في وسط الجيش العثماني وألحقوهم بضربات قوية من المدافع والبنادق حصدتهم حصدًا .
نتائج المعركة :
واستمرت الحرب إلى حوالي ساعة ونصف وانتهت بتقهقر الجيش المجري ، بعد أن غرق معظمه في المستنقعات بوادي موهاكس ومن بينهم الملك لويس الثاني وكبار القادة والأساقفة ، وقد أوقع الجيش العثماني حوالى 25 ألف أسير من الجيش المجري .
أما عن خسائر الجيش العثماني فقد نتج عن تلك المعركة فقده لحوالي ألف وخمسمائة قتيل وبضعة آلاف جريح ولكنها خسائر قليلة جدًا بالنسبة للهزيمة التي أوقعوها على الجيش المجري .
واحتفل الجيش العثماني بالنصر وقاموا بعمل استعراض أمام السلطان سليمان القانوني وبادله كبار الدولة العثمانية بالتهاني ، وبعدها تحرك الجيش نحو بودابست عاصمة المجر ودخلوها في توقيت عيد الأضحى ، ومكث السلطان في بوادبست حوالى ثلاثة عشر يومًا حيث عمد على تنظيم أمورها وشئونها الداخلية وقام بتعيين زابولي ملكًا على المجر وكان هو أمير ترانسلفانيا وأصبحت دولة المجر تابعة للخلافة العثمانية وتقلص حجمها ومن ثم عاد السلطان العثماني إلى بلاده .
وقد كانت معركة موهاكس من المعارك القليلة النادرة في التاريخ ، حيث أنها أحرزت الهزيمة البالغة بأحد أطرافها وكبلته خسائر عظيمة وانتهت في غضون ساعة ونصف فقط ، ومن نتائج تلك المعركة أيضًا أن الجيش العثمانى أطاح باستقلال دولة المجر وذلك بعدما ضاع جيشها وألحقته الهزيمة .
الجدير بالذكر أن دولة المجر لم تنسى تلك الهزيمة التي وقعت بهم إلى يومنا هذا ، فقد اعتبروا يوم المعركة هذه هو يوم شؤم وبمثابة النقطة السوداء في تاريخهم ، حتى بعد مرور أكثر من 400 عام على تلك المعركة ، وحتى الآن يضربون بتلك المعركة المثل فى الحظ السيئ ولهذا فأن هناك مثل شهير عند المجر يقول : أسوأ من هزيمتنا في موهاكس ويستعملونه إلى يومنا هذا .