قصص اسلامية

قصة عمر بن الخطاب وسارية الجبل

ADVERTISEMENT

إن مسألة التخاطر وهي التقاء الخواطر في لحظة واحده ، نجده أيضًا في غير الرسل ، ومثال ذلك في التاريخ الإسلامي ، لحظة أن كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشغولاً بالتفكير في جيش المسلمين المقاتل في إحدى المعارك .

سيدنا عمر وسارية الجبل :
فيروى أنه كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه  في المدينة يخطب على المنبر ، فإذا به يقول فجأة : يا سارية الجبل !! .. وهي كلمة لا موضع لها في منطق الخطبة ، ولكن كان فكره مشغولاً بالقائد الذي يحارب ، وسمع القائد وهو على البعد الأمر ، فانحاز إلى الجبل .

التخاطر :
ويقال في هذه المسألة : إن الخاطر قد شغل مع الخاطر ، مثلما تطلب أحدًا في الهاتف فيرد عليك الشخص الذي تريد الكلام معه ، قائلاً : لقد كنت على وشك أن أتصل بك هاتفيًا ، وهذا يعني أن الخاطرين قد انضبطا معًا .

سيدنا موسى وهارون والدعاء :
وإذا كان هناك ما يحدث في حياتنا العادية ، فما بالنا بما يحدث في الأمور الصفائية ، وفي أرقى درجاتها وهي النبوة ؟ أو أن الذي دعا هو موسى ، وما كان هارون إلا مؤمنًا والمؤمن هو أحد الداعيين ، ومادام الحق سبحانه وتعالى قد قبل دعوة سيدنا موسى عليه السلام ، فقد قبل أيضًا دعوة المؤمن معه .

ويظن بعض الناس أن إجابة الدعوة هي تحقيق المطلوب فور الدعاء ، ولكن الحقيقة أن إجابة الدعوة هي موافقة على الطلب ، أما ميعاد إنجاز الطلب ، فقد يتأجل بعض الوقت ، مثلما حدث مع دعوة سيدنا موسى عليه السلام ، على فرعون وملئه ،فحين دعا موسى وأمّن هارون ، جاءت إجابة الدعاء ، فقال تعالى في كتابه الكريم : (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ) صدق الله العظيم .

إجابة الدعاء بعد أربعين عام :
فبعد أربعين عامًا ، أجيبت دعوتهما ، ويحقق الله سبحانه وتعالى الطمس على المال ، فالسماء ليست موظفة عند من يدعو ، وتقبل أي دعاء ، ولكن قبول الدعوة يقتضي تحديد الميعاد الذي تنفذ فيه .

مشيئة الله وحكمته :
وهذه أمور من مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فالحق سبحانه وتعالى منزّه عن أن يكون منفذًا لدعاء ما ، ولكن هو الذي بيده مقاليد كل أمر ، فإذا ما أجيبت دعوة ما ، فهو سبحانه بمشيئته يضع تنفيذ الدهوة في الميعاد الملائم ، لأنها لو أجيبت على الفور فقد تضر .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby