قصص اطفال

قصة الفتاة اليهودية | قصص

ADVERTISEMENT

قصة من قصص الأطفال الدنماركية المترجمة ، للكاتب العالمي هانس كريستيان أندرسن ، وهو من أشهر الكتاب الدانماركيين ، وقد لقب بشاعر الدانمارك الوطني ، ولد عام 1805م وتوفي عام 1875م .

الفتاة اليهودية :
كان هناك بين الأطفال الصغار في مدرسة الفقراء ، فتاة يهودية صغيرة وطيبة وذكية ، بل هي أكثرهم لطفًا ، ولكن أمرًا واحدًا لم تستطع حله ، ألا وهو درس الدين حيث أنها كانت في مدرسة مسيحية !.

الفتاة اليهودية في درس الدين :
قرأت خلال درس الدين في كتاب الجغرافية من دون مشكلة ، حلت واجبً في مادة الحساب ، وسرعان ما انتهت من قراءة واجباتها كلها ، وبالرغم من أن كتابًا مفتوحًا كان أمامها لكنها لم تقرأ فيه ، جلست منصته فقط وسرعان ما تنبه المعلم إلى أنها كانت تتابع معهم تمامًا ، بل هي أفضل من الآخرين .

قال لها المعلم في لطف وجد : اقرأي في كتابك ، لكن نظرت إليه بعينيها السوداوتان اللامعتان ولم تجب ، وعندما وجه لها أسئلة حول المادة تمكنت من الإجابة عليها بشكل أفضل من الآخرين فقد كانت تنصت فقط .

والد الفتاة اليهودية :
كان أبوها فقيرًا لكنه رجل مستقيم ، وقد اشترط عند دخول ابنته المدرسة ألا تدرس المسيحية في درس الدين ، وأن تغادر الصف في هذه الحصة ، ولأن ذلك كان سيثير الشكوك من حولها ويؤدي لاحتقارها وسط الأطفال بقيت في الصف ، وهذا لم يعد ممكنا بعد الآن .

المعلم المسيحي والأب اليهودي :
ذهب المعلم إلى الأب قال له : إما أن تنقل ابنتك من هذه المدرسة ، أو تدعها تعتنق المسيحية ، كما أضاف : لا يمكنني أن أرى تلك العينين وذلك النداء في أعماقهما ، والروح العطشه لكلمات الإنجيل .

انفجر الأب بالبكاء ، أنا لا أعرف الا القليل عن ديننا ، ولكن أمها كانت ابنة إسرائيل ذات عقيدة ثابتة قوية ، ولقد أقسمت لها وهي على فراش الموت ألا تعمد ابنتنا كمسيحية ، وعليّ أن أصون وعدي… وتمت بعدها اخراج الفتاة الصغيرة من المدرسة المسيحية .

وكبرت سارة الفتاة اليهودية :
بعد مرور سنوات .. وفي إحدى المدن الصغيرة في جتلاند كانت هناك فتاة فقيرة ، من أتباع عقيدة موسى تخدم في بيت صغير ، كان اسمها سارة ، شعرها أسود أبنوسي ، وعيناها مثل عيون بنات الشرق غامقتان ، متألقتان تشعان بالضوء ، التعبير المرسوم على وجه تلك الفتاة الناضجة نفس التعبير الذي كان مرسوم على وجه الطفلة اليهودية في المدرسة .

يوم العمل ونداء السبت اليهودي :
كان أورغن الكنيسة يعزف ويدق كل يوم أحد ، وكان الصوت يسمع عند الجار المقابل في الشارع ، حيث الفتاة اليهودية تقوم بأعمالها المنزلية ، دؤوبة مؤمنة بندائها يوم السبت ، وكان يوم السبت يوم عمل بالنسبة للمسيحين فلا يمكن إحياء هذا اليوم المقدس الا في قلبها ، سارة لم تعتنق المسيحية ولن تترك عقيدة أهلها ، والعهد الجديد كان بالنسبة لها كتابً مغلقًا رغم أنها تحفظ الكثير منه ، وقد كان مثل ضوء في ذكريات الطفولة .

ذات مساء :
جلست ذات مساء في غرفة الجلوس تسمع سيدها وهو يقرأ عاليًا ، لقد تجرأت على سماع ما يقرأ فلم يكن ذلك كتاب الإنجيل ، بل كان كتاب تاريخ قديم ، لا بأس في انصاتها إليه ، كانت القصة التي يقرأها سيدها عن ملحمة لفارس يقاوم أعداء المسيحية ، ويسجن ثم يطلق سراحه ليكمل الجهاد ضد الأعداء وينتصر في النهاية بعد أن جعلهم يعتنقون المسيحية بسبب تسامحه وأخلاقه .

لكنها مازالت يهودية :
جلست الخادمة سارة الفتاة اليهودية ، التي جمعت دموع ثقيلة في عينيها المضيئتين الغامقتين ، جلست تفكر بقلب الطفلة التي كانت على مقعدها الدراسي وقد شعرت بعظمة كلمات الإنجيل ، فانثالت الدموع من عينيها ، لكنها مازالت يهودية ولا تنسا عندما ناداها ابن الجيران باحتقار في أحد أيام الأحد بالفتاة اليهودية ، عندما كانت تقف أمام باب الكنيسة تطل على الشموع التي تحترق والناس ترتل ، فمنذ ذلك اليوم وحين كانت طفلة حتى يومها ذلك والمسيحية تشدها مثل شعاع الشمس .

شجاعة الفتاة اليهودية مع العائلة :
مرت السنوات .. وتوفي السيد وكانت زوجته في عوذ فاستغنت عن الخادمة ، لكن سارة لم تغادر ، ظلت بجوار السيدة في الشدة ، وحافظت على الأسرة ، أخذت تعمل طول النهار وحتى ساعات متأخرة من الليل ، أعالت العائلة من تعب جبينها ، لم يكن للعائلة قريب يعيلها مثلما فعلت الفتاة ، وبعد أن ساءت حالة الزوجة سهرت الفتاة على مرضها ، كانت لطيفة كانت البركة لتلك العائلة الفقيرة .

روح الفتاة اليهودية المشتاقة للإنجيل :
قالت لها المريضة : تناولي ذاك الإنجيل واقرئي لي منه كل مساء ، فالمساء طويل وأنا بحاجة من الأعماق لسماع كلمات الله !.. وافقت سارة ، وأخذت الإنجيل وراحت تقرأ لها ، انثلت الدموع من عينيها ، وصار النداء في روحها أكثر وضوحًا ، سرت رعشة في بدنها رعشة لذكر الاسم المقدس ، أصاب الفتاة المسكينة الوهن والضعف أكثر بسبب المريضة التي كانت تجلس عند سريرها .

موت الفتاة اليهودية ودفنها في مقابر المسيحيين :
وقيل : يا للفتاة المسكينة سارة ، لقد تكبدت عناء العمل والعناية بالمريضة حدًا فوق طاقتها .. ووضعت سارة في ردهة الفقراء في المستشفى حيث ماتت ، ولكنها لم تدفن في مقبرة مسيحية ، فلم يكن هذا مكانًا للفتاة اليهودية ، بل في خارجها حيث كان قبرها عند الجدار!! فشمس الله تشرق على كل المدافن وكما أشرقت على القبور المسيحية أشرقت على قبر الفتاة اليهودية أيضًا ، وارتفعت أصوات التراتيل بجانب قبرها تسمعها هي من قبرها حتى وعظ القس قد وصلها .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby