قصص حروب

قصة معركة عين شمس | قصص

ADVERTISEMENT

بلغ عدد الجنود الذي أرسلهم عمر بن الخطاب اثني عشر ألف مقاتل ، من بينهم عدد من كبار الصحابة أمثال : الزبير بن العوام ، وعبادة بن الصامت ، والمقداد بن الأسود ، ومسلمة بن مخلد وغيرهم ، فاغتبط المسلمون بمقدمهم ، وكان الهدف التالي لعمرو بن العاص هو فتح بابليون ، فعسكر في عين شمس واتخذها مقرًا له ، وراح يستعد لمهاجمة الحصن .

موقع عين شمس الاستراتيجي :
والمعروف أن موقع عين شمس يصلح لأن يكون قاعدة عسكرية ، فهو مرتفع من الأرض يحيط به سور غليظ ، ويسهل الدفاع عنه ، وتتوفر فيه المياه والمؤن ، وضع عمر بن العاص خطة تقضي باستفزاز الجنود البيزنطيين ، حملهم على الخروج من حصن بابليون ، ليقاتلهم في السهل خارج الأسوار .

خطة عمرو بن العاص للقتال :
ويبدو أن تيودور قائد الجيش البيزنطي شعر بالقوة ، بما كان تحت إمرته من المقاتلين ، فخرج من الحصن على رأس عشرين ألفًا وسار بهم باتجاه عين شمس ، وكانت على مسافة ستة أميال أو سبعة من المعسكر الإسلامي ، للاصطدام بالمسلمين ، وتلقّى عمرو أنباء هذا الخروج بسرور بالغ ، فعبأ قواته استعدادًا للقاء المرتقب ، ونفذّ خطة ذكية للإطباق على القوات البيزنطية .

تنفيذ الخطة :
ففصل فرقتين من جيشه يبلغ عدد أفراد كل فرقة خمسمائة مقاتل ، وأرسل أحدهما إلى أم دنين ، والأخرى إلى مغار بني وائل عند قلعة الجبل شرقي العباسية ، وكانت بقيادة خارجة بن حذافة السهمي ، وسار هو من عين شمس باتجاه القوات البيزنطية المتقدمة ، وتوقف في موضع العباسية الحالي ، ينتظر وصول جموع البيزنطيين ليصطدم بهم .

انتشرت القوات البيزنطية في السهل إلى الشمال الشرقي من الحصن ، وإذ بلغهم خروج المسلمين من عين شمس ، سروا بذلك وظنوا بأنهم ضمنوا النصر عليهم ، فتعاهدوا على القتال حتى الموت ، ولم يعلموا بخطة عمرو العسكرية ، ثم حدث اللقاء ولعله كان في مكان وسط بين المعسكرين الإسلامي والبيزنطي عند العباسية اليوم .

المعركة :
وأثناء احتدام القتال ، خرج أفراد الكمين الذي أعدّه عمرو فاجتاحت فرقة خارجة مؤخرة الجيش البيزنطي ، التي فوجئت وأخذت على حين غرة ، فتولى أفرادها الفزع ، ودبّت الفوضى في صفوفهم ، وتقهقروا نحو أم دنين ، فقابلتهم الفرقة الأخرى ، وأضحوا بين ثلاثة جيوش ، فانحّل نظامهم ، وإذ أدركوا أن لا أمل لهم في المقاومة والصمود لاذوا بالفرار لا يلوون على شيء ، ونجحت فئة قليلة منهم بلوغ الحصن وهلكت فئة كبيرة ، ودخل المسلمون إلى أم دنين مرة أخرى ،ووطدوا أقدامهم على ضفاف النيل ، وجرت المعركة في (شهر شعبان عام 19هـ) الموافق ( شهر يوليه عام 640م) .

استغلال عمرو بن العاص للنصر :
عندما بلغت أنباء الهزيمة من بحصن بابليون من الجند خافوا على أنفسهم ، ففر على بعضهم عبر النهر إلى نقيوس إلى شمال من منف ، وبقي بعضهم الآخر في الحصن للدفاع عنه ، استغل عمرو بن العاص انتصاره الحاسم هذا ، فنقل معسكره من عين شمس وضربه في شمالي الحصن ، وشرقه في البساتين والكنائس ، وهو المكان الذي عرف فيما بعد بالفسطاط ، ثم سار إلى مدينة مصر( منف) واستولى عليها بدون قتال ، ولم يستطع الجيش البيزنطي الموجود في الحصن أن يمد لها يد المساعدة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby