قصص امثال

قصة مقولة أراد أن يوثقني فربطته

ADVERTISEMENT

لقد ترك العلماء والأئمة إرثًا من الأقوال التي تركت خلفها بصمة مميزة لمواقفهم في الحياة والتي تثبت مدى حكمتهم وفطنتهم ، وقد كان الإمام أبو حنيفة النعمان واحدًا من الأئمة الأربعة الذي تميز بحسن تصرفه في مختلف المواقف والأمور ، وكانت له مقولة مميزة وهي “أراد أن يوثقني فربطته”.

لقد قال أبو حنيفة النعمان هذه المقولة في إشارة إلى أحد المواقف مع أبي العباس الطوسي وهو أحد علماء السنة والجماعة كما أنه من أعلام التصوف السني ، ولكنه كان يُكّن في نفسه بعض الغيرة لأبي حنيفة وهو ما أدى إلى الاحتكاك في أحد المواقف التي أظهر فيها أبو حنيفة حكمته المعروفة .

قصة المقولة :
كان الطوسي يحمل رأيًا سيئًا في أبي حنيفة ، ولم يكن يخفى ذلك الأمر على أبي حنيفة ، وذات يوم دخل أبو حنيفة على أبي جعفر المنصور ، وكان عنده كثير من الناس ، حينما رآه الطوسي قال :”اليوم أقتل أبا حنيفة” ، ثم قال :”يا أبا حنيفة إن أمير المؤمنين يدعو الرجل منا فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو ؛ أيسعه أن يضرب عنقه ؟

فطن أبو حنيفة إلى مكيدة الطوسي ومحاولته للإيقاع به في الخطأ ، فسأله قائلًا :” يا أبا العباس ؛ أمير المؤمنين يأمر بالحق أو الباطل؟ ، فأجابه :”بالحق” ، حينها قال أبو حنيفة :” أنفذ الحق حيث كان ولا تسأل عنه ” ، ثم قال لمن كان قريبًا منه :” إن هذا أراد أن يوثقني فربطته “.

وقد قال ابن داوود عن هذه الواقعة أن الناس في أبي حنيفة منهم الحاسد والجاهل ، ولكن أحسنهم حالًا عنده هو الجاهل ، فعلى الرغم من أن الطوسي لم يكن جاهلًا إلا أن نار الغيرة قد أكلت قلبه تجاه أبي حنيفة ، لذلك كان يريد أن يوقع بينه وبين الخليفة المنصور ، ولكن حكمة أبي حنيفة وفطنته ردت كيد الطوسي في الحال .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby