قصص اسلامية

قصص السلف في احترام المعلم

ADVERTISEMENT

وقد حرص السلف الصالح على تكريم المعلم وبالغ احترامه وتقديره ، وكان أولهم الصحابة أنفسهم ، حيث حرصوا على تكريم وتقدير وإظهار المحبة والاحترام لأهل العلم بينهم ، كانوا يعرضونها على معلم الأمة الأول محمد صلى الله عليه وسلم.

حتى الملوك السابقين حرصوا على تعظيم واحترام العلماء والمعلمين الذين هم ورثة الأنبياء ، وذلك لأن المعرفة أصل معرفة الهداية التي ينجو بها العباد من الضلال ، وهي أصل كل العبادة وهو الذي يعلّم العبد كيفية درء مؤامرة الشيطان ،

ورفع الله تعالى منزلة العلم والعلماء وأثنى عليهم. قال تعالى في كتابه الكريم: “إن الله ينزل من آمن فيكم ومن أعلم في مرتبة”. والعلم من أفضل العبادات للرب تعالى ، والدليل على ذلك أن الله قد جعل لطلبة العلم ومعلميه أجرًا عظيمًا ، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. له ، “من يدعو إلى الهداية له أجر مثل أجر من يتبعه ، دون أن ينتقص من أجرهم في أقل تقدير.” لتلك المعاني وتكريم المعلمين.

كما قال عبد الرحمن بن مهدي ، الذي درس على يد كبار علماء عصره ، مثل سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وغيرهما ، أنه في عهده عندما التقى رجل بمن هو أعلى منه. في العلم كأنه قد وجد غنيمة ، وعندما التقى بمثله في العلم ، كان يدرسه ، وإذا التقى من هو أقل منه في العلم ، أذل نفسه له وعلمه ، وهذا هو أخلاق العلماء التي اتصفت بأهل السلف ، لأنهم كانوا يتواضعون لمن هم دونهم ، إذ يذلون أنفسهم لمن هم أعلى منهم.

ومن قصص احترام السلف للمعلم احترام الإمام الشافعي رحمه الله لمعلمه الإمام مالك رحمه الله. وكان الشافعي يحضر دروس الإمام مالك ويلتزم به طوال حياته. فلما رآه مالك شعر أنه يستهزئ بالدرس ففصله. في غضون ذلك ، جاء رجل إلى الإمام مالك ليطلق سراحه. قال لزوجته: أنت طالق إن لم تكن أحلى من القمر. فقال له مالك: هي مطلقة.

ولما خرج الرجل استقبله الشافعي وسأله عن حديثه مع الإمام مالك فقال له الرجل فقال له الشافعي: لكن امرأتك أحلى من القمر. وسأله الرجل عن ذلك فقال له كلام الله تعالى: [1]خلقنا الإنسان أحسن صورة. فقال له الرجل: ثم نعود إلى الإمام. ماذا بك.

فلما دخلوا الإمام قال له الرجل: هذا قال إنك أخطأت. فأجاب الشافعي: يا شيخ ما قلته بل قلت كذا وكذا. ثم قال الإمام مالك: إن الشافعي على حق ومالك على خطأ.

شعر الإمام مالك أنه أخطأ عندما طرد تلميذه دون أن يكشف حقيقة عمله ، فسأله عما يفعله ، فقال له إنه يكتب ما قاله لأنه ليس لديه أوراق ، لذلك مالك. فقال له: اقرأ ما كتب. فكرر الشافعي كل ما قاله مالك في الدرس ، فتقلب الأيام ويحضر الإمام. علم مالك درسا لتلميذه النجيب. كان مالك جالسًا إلى جوار عمود فكتب عليه: من أراد علمًا ثمينًا فليذهب إلى محمد بن إدريس.

فلما قرأ الشافعي ما كتبه معلمه ذهب وكتب تحته: كيف يكون وهو تلميذ حذائك يا مالك؟ وهكذا كان الشافعي يجل شيخه ومعلمه طيلة حياته ، وهكذا كان تواضع العلماء والطلاب المتميزين وأخلاقهم.

ومن قصص السلف التي تشرح كيف احترم السلف أهل العلم ، قصص الخلفاء مع أهل العلم ، ومن تلك القصص ما رُوي عن عطاء بن أبي رباح كان عبداً أسود ، وهو كان من فقهاء التابعين وأخذ الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها وأم سلمة أبو هريرة وابن عباس وغيرهم.

كان عطاء يصلي فجاء أمير المؤمنين إلى سليمان بن عبد الملك ومعه ولديه ، فصليا خلفه ، ولما انتهت الصلاة جلس أمير المؤمنين وولديه ليسألوه. عن الحج وطقوسه فبدأ في الرد عليهم وهو يبتعد عنهم وجهه. كوني كسولة ، فأنا لا أنسى إذلالنا على يد هذا العبد الأسود ، وحديث سليمان لم يكن ازدراءًا للعطاء ، بل تشجيعًا لأبنائه لأنه علم أن المعرفة ترفع قيمة أصحابها ، وأن العلماء والمعلمين يجب أن يتعرضون للإذلال بأيديهم العامة.

ومن قصص احترام السلف للعلماء حب الناس لعبدالله بن المبارك العالم والفقيه. فقالت: هذا بالله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط.

كما درس بن المبارك على يد حماد بن زيد ، وفي اليوم الذي حضر فيه بن المبارك مجلسا كان حماد بن زيد حاضرا فيه ، فطلب الناس من حماد أن يطلب من بن المبارك التحدث معهم ، فقال له كيف يتكلم في مجلس أنت فيه ، فحلف عليه بن حماد أن يتكلم الناس ، فقام وقال لهم: حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد ، ولم يتحدث في هذا المجلس. حديث إلا حماد بن زيد.

ومن قصص السلف الصالح في احترام المعلم قصة الشيخ إبراهيم بن الحربي ، وكان عالما في الحديث ، وكان طالبا على يد الإمام أحمد بن حنبل ، ويوم وجوده. أخبرهم أن بعض الطلاب يفضلون حضور مجلسه على مجلس الإمام أحمد ، فعندما سألهم قالوا له نعم ، فأخبرهم أنك ظلمتني بتفضيلي على رجل ليس مثله ، ولن أفعل. اللحاق به في أي من ظروفه ، ولا تأتي إلي بعد يومك هذا ، لأنني لن أسمع لك شيئًا من المعرفة ، لهذا العالم العظيم ، رغم أنه وصل إلى مستوى من المعرفة جعله تلاميذًا وتلاميذًا. يسعى للتعلم من يديه ، لكنه لم يكن يومًا ما متعجرفًا بمعلمه ومعلمه ، ولم يكن مثله.

وقال عمر بن العزيز لأصحابه: خذوا من رأي من قبلكم ، فإنهم أعلم منك.

المراجع

المراجع
1خلقنا الإنسان أحسن صورة

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby