قصص اسلامية

قصة رجل لم يدخل المسجد منذ 60 عامًا

ADVERTISEMENT

إن التعامل مع النشء في الصغر هو الذي يشكل طريقهم في الحياة ، فمن يعنف أولاده في الصغر يفقدهم في الكبر وحتى لو كان هذا التعنيف من أجل تنفيذ أمر الله ، فأسلوب الأب العنيف في التربية وتوجيه أبنائه للصلاة قد يكون هو السبب في بعدهم عنها ، وفي هذا الصدد يحكي لنا الشيخ عمر عبد الكافي الداعية المعروف قصة وقعت معه .

يقول الشيخ ذهبت في يوم إلى أحد المساجد لكي أصلي وبينما أن هناك ، كان بجواري رجلًا يبلغ من العمر 65 عامًا جاء إليّ وتحدث معي قائلًا : أتعلم يا شيخنا أني لم أدخل المسجد منذ أن كان عمري خمس سنوات ، وأنا الآن أبلغ من العمر 65 عامًا ولم أدخل المسجد إلا هذا الأسبوع ، فتعجب العالم الجليل وقال له : لماذا حدث ذلك ؟

فقال له وأنا في الخامسة من العمر دخلت المسجد وقمت بفرض الوضوء ثم دخلت لأصلي ، ووقفت لأصلي بالصف الأول فلكزني رجل لكزه عنيفة في كتفي وقال لي صلي بالصف الخلفي ، ولم يكن بالمسجد إلا نصف صف هم فقط من يصلون بالمسجد ، فلا زالت أثر هذه اللكمة في عقلي فخرجت حينها من المسجد ولم أعد إلى بيت الله إلا هذا الأسبوع .

فقد كان لهذا الأسلوب السيئ في التعامل من الرجل مع طفل صغير لم يتجاوز الخمس أعوام أكبر الأثر في هجر الصبي لبيت الله وعزوفه عن الصلاة في المساجد ، لذا يجب علينا أن نتعامل مع الأطفال في المسجد كما كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يتعامل معهم ، فعن أنس رضي الله عنه : لقد كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم عندما يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة } رواة مسلم .

وهناك حديث يتوارد على ألسنة بعض الناس ليس له سند صحيح عن رسول الله ، ولا يصح الاستدلال به حيث يقول جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم ، ولقد ضعفه كل رواة الحديث وهو ليس ثابت عن رسول الله وما يكذبه أيضًا أفعال رسول الله مع الأطفال بالمساجد .

فعن شداد رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله في صلاة العصر حاملًا الحسن ، وتقدم الرسول صلّ الله عليه وسلم للصلاة ووضع الحسن بجواره ثم كبر للصلاة ، فصلي وصلينا ورائه فسجد سجدة وأطال بها ، فيقول شداد فرفعت رأسي فوجدت الحسن على ظهر رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو ساجد ، فعدت إلى سجودي .

ولما قضى رسول الله صلّ الله عليه وسلم من الصلاة قال الناس : يا رسول الله لقد أطلت السجود حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ، فقال رسول الله : {كل ذلك لم يكن ولكن ابني إرتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته} رواه النسائي والحاكم .

وأيضًا روى عبد الله بن بريده عن أبيه أنه قال : لقد خطبنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يتعثران ويقومان ، فنزل الرسول صلّ الله عليه وسلم وأخذهما وصعد بهما إلى المنبر ، ثم قال رسول الله صلّ الله علية وسلم : { صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة ، رأيت هذين فلم أصبر } رواه أبو داود .

وتروي لنا السير أيضًا أنه حينما كان رسول الله يسجد كان  الحسن والحسين يقومان بالوثب على ظهره ، وحينما كان يريد أحد منعهما يقول له رسول الله دعهم ، وكان نبينا الكريم حين يقضى الصلاة يضعهما في حجره ، وفي رواية أخرى عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم أنه قد خفف في صلاة الفجر ، فسأله الصحابة لم خففت يا رسول الله فقال : {سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي فأردت أن أفرغ له أمه } رواه أحمد بإسناد صحيح .

فهكذا كان تعامل نبينا مع الأطفال بالمساجد لذا لا يصح أبدًا أن نطرد أو نعنف أطفالنا في بيت الله ، ويأمرنا الإسلام بتعليم أطفالنا الصلاة وهم بسن السابعة ، ومكان تعليمهم هو بيت الله فهو مدرسة الأمة ، التي لا يجوز لأحد أن يطرد الأطفال منها لأنهم رجال المستقبل الذين يحملون الدين على أكتافهم.

ومن هنا يجب التأكيد على السير على درب النبي في معاملة النشء فلقد كان لنا في نبينا أسوة وقدوة كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِر} {سورة الأحزاب الآية 21 }

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby