شخصيات اسلامية

من هو محمد النفس الزكية

ADVERTISEMENT

[ad_1]
E57D2571 AE1B 4144 A918 C8B36E60457A

محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط الهاشمي القرشي،  بن علي بن أبي طالب يعد من أشهر الثوار الإسلاميين على الحكم العباسى، كان رجلا في غاية الشجاعة و فارساً شديد الهيبة في قلوب الناس، و قد توفي فى 6 ديسمبر 762م، كان رضي الله عنه ذو همة سامية، وسطوة عالية، لنتعرف على هذه الشخصية التاريخية الجليلة من خلال هذا المقال.

صفات محمد ونسبه الشريف

كان محمد النفس الزكية من الشجعان الأبطال ، تميز بشجاعته الكبيرة ، و قوته الشديدة ، وكان شديد السمرة  و أفضل أهل بيته ويسمونه المهدي ، وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ، نظرا لعلمه و زهده كما انه لم يكن يحب الحكم ولا الخلافة، وكان كثير الصلاة و الصوم والدعاء لله عز وجل.

ولد بالمدينة سنة 100 هـ ، كنيته هي أبا عبد الله، وقيل أبا القاسم، هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، بن علي بن أبي طالب،  بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أمه هي هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد  العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

كانت زوجته هي أُمّ سلمة بنت أبي محمّد بن الحسن المثنّى، و قد ترك عدة أبناء هم القاسم و هو الأكبر ومن عقبه ملوك المغرب السعديون والعلويون، و عبد الله الأشتر  و الحسن وقال بعضهم الحسين،  والطاهر،  إبراهيم و أحمد و  يحيى و موسى و محمد،  أما البنات فهن  فاطمة ، وزينب، أم كلثوم ،وأم سلمة، وأم علي.

أسباب ثورته ضد بني العباس

في سنة 132هـ، حصلت المعركة الفاصلة التي هُزم فيها الأمويون، وظن العلويين أن هدفهم قد تحقق أخيرا، لكن العباسيين كانوا لهم بالمرصاد، وأعلنوا أبي العباس خليفة، وهذا ما أثار غضب محمد الذي اتهم العباسيين باغتصاب السلطة، فاكتسب تأييدًا شعبيًا كبيرًا، وقد ساعده في هذا احترام وتقدير عامة الناس له، وخاف أبو جعفر المنصور من تفاقم ثورته، فاستخدم كل الوسائل للقبض عليه لكنه لم يفلح لأن محمدًا توارى عن الأنظار خوفاً من فشل ثورته التي تعتبر في بدايتها.

بعد أن امتنع محمد وأخوه إبراهيم عن مبايعة أبي جعفر المنصور، ألح في طلبهما، وعزل والي المدينة بسبب تساهله في البحث عنهم و تعاطفه معهم، فأمر بالقبض عليه ومصادرة أمواله وعزل كل رجاله ثم حبس أسرة محمد في السجون، وقام بتعذيبهم اشد العذاب ، حتى مات الكثيرون منهم تحت وطأة التعذيب، و رغم ذلك استمر محمد و أخوه إبراهيم في الهرب حتى بدأ المنصور يستخدم الحيلة والمكر، فتوجه إلى عبد الله والد محمد يتودد له ويظهر له محبته المزيفة لأبنائه، و أكد له انه لا يريد لهم سوى الخير، وعندما لم يحصل على معلومات من أبيهم عن مكانهم لجأ إلى وسيلة الترهيب فأمر المنصور بالقبض عليه وسجنه مع أسرته.

ثمً لجأ إلى حيلة أخرى، فكتب رسالة على لسان أنصار محمد، موجهة إليه ، يطلبون منه الإسراع في إعلان الثورة ضد بني العباس، وقد حمل الرسالة رجل إلى أبيه في سجنه، لكي يخبره عن مكان ابنه محمد، وكادت الخطة أن تنجح لولا أنّ كاتباً شيعياً للمنصور أعلم عبد الله بالأمر، ففشلت الخطة.

سجن أسرة محمد لم يزده إلا عزيمة و قوة وإرادة لمواصلة الكفاح ضد طغيان العباسيين، فقام بتوسيع علاقاته حتّى استطاع كسب تأييد الكثير من المسلمين.

أمام نشاط محمد و تأييد العامة له شعر العباس بالقلق، و قام بتنفيذ أخر خططه اللئيمة عندما اختار والياً للمدينة معروف بجبروته وقسوته، حيث قام بزيارة عبد الله والد محمد النفس الزكية في السجن، و هدده بإزهاق روحه بشكل مباشر إذا لم يخبره عن مكانه، و عندما لم يصل معه إلى نتيجة توجّه إلى المسجد و اعتلى المنبر و أخاف الناس بشدة ثم أرسل العيون للبحث عن محمد في كل مكان حتى عثر عليه، لكن تمكن محمد من الهرب ونجا بنفسه ورجاله، وبعد فراره قام الوالي بالصعود إلى المنبر مجددا مستخدما أسوء أنواع الشتائم و الكلام المبتذل، قابلته جموع الناس بالشتائم كذلك ورجموه بالحجارة، ففر هاربا يستنجد بالمنصور الذي وجه إليهم رسالة تهديد ووعيد، لكن لم تفلح في تهدئة النفوس الغاضبة، ففضّل أن يحضر بنفسه إلى المدينة للسيطرة على الأوضاع في سنة 144هـ وفي موسم الحج نصب خيمة خارج المدينة، حيث لم يجرؤ على دخولها، وطلب حضور آل الحسن وهم مكبلون بالأغلال، واستفسر عن مكان محمد، فلم يدلوه على مكانه، فأمر بسَوقهم إلى الكوفة على إبل بدون وطاء، وهناك وضعهم في سجن مظلم، كانوا لا يعرفون فيه الليل من النهار، ومات الكثير منهم بسبب التعذيب الشديد.

كانت أخر خطط المنصور الماكرة للقبض على محمد، هي إرسال الرسائل المزورة على لسان قادة جيش المنصور يبايعون محمد فيها، وانطلت الحيلة على محمد وصدق فحوى الرسائل، وبعد رحلة طويلة من الهروب و العذاب لما أصاب أسرته و آل بيته، وتحت ضغط أنصاره بإعلان الثورة، أعلن محمد النفس الزكية عن دعوته، وسيطر على المدينة، وأخذ البيعة من أهلها بالمسجد النبوي في أول رجب سنة 145هـ، وتقدم بموكب من مائتين وخمسين مقاتلاً إلى سجن المدينة، وفتحوا أبوابه أمام السجناء المظلومين، ثم طافوا كل أرجاء المدينة وهم يهتفون بشعارات الثورة ضد الحكم العباسي.

ثم استولوا على بيت المال، وقبضوا على الوالي وأودعوه السجن، ثم اعتلى محمد المنبر و ألقى خطبته للناس، محدداً هدفه من الثورة بحرب الطاغية المنصور، واستصدر من “مالك بن أنس “، فتوى تجيز للناس التحرر من بيعة المنصور إلى مبايعته.

 حرب محمد النفس الزكية وفشل الثورة

بينما كان المنصور مستغرقاً في بناء عاصمته الجديدة بغداد، أتته أخبار من المدينة عن تحركات النفس الزكية و تأييد عامة الناس له، فغضب غضباً شديداً ، وعاد إلى الكوفة للسيطرة على الأوضاع، فرأى أن يبدأ الخطوة الأولى برسالة إلى محمد يعرض فيها السلام و عندما لم يتوصلا إلى حل سلمي، قام المنصور بالاستعداد لمواجهة حاسمة اختار فيها ابن عمه عيسى بن موسى بن محمد العباسي قائد للحملة، و هذا لكراهيته الشديدة له حيث كان يتمنى قتله في المعركة لكي لا يحصل على ولاية العهد من بعده.

فوصل عيسى إلى المدينة، وكتب إلى كبراء أهلها يستميلهم و يغريهم ويرهبهم تارة، حتى تفرق عن محمد الكثير من الأنصار وبقى معه القليل، وكان الإمامان أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس من أنصاره، وبدأ الهجوم ، وتحرك أبو جعفر المنصور ناحية المدينة وحاصرها العباسيون من ثلاث جهات، تاركين الحرية لمن يرغب في الاستسلام، وتسلّل جيش العباسيين الذي كان عدده أربعة آلاف مقاتل إلى شوارع المدينة ولاذ البعض بالفرار و من بقي لقي حتفه، لكن محمد أصر على البقاء مع أهل المدينة، و رفض أن يتركهم في المعركة لوحدهم والفرار إلى مكة، فحمل سيفه ونزل إلى ساحة القتال بكل قوة وشجاعة.

مقتل محمد النفس الزكية

خرج محمد النفس الزكية ومن معه فقاتلوا قتالاً شديداً، حتى قتل محمد عند أحجار الزيت قرب المدينة على يد قحطبة بن حميد، الذي فصل رأسه عن جسده،  وقدّمه إلى عيسى الذي أرسله إلى المنصور، والذي أمر بأن يُطاف به في شوارع الكوفة.

كان مقتله يوم الاثنين بعد العصر، لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145 هـ، وقبره يوجد بالبقيع، وقد قتل وعمره خمس وأربعين سنة، ولم يكتفوا بقتل محمد النفس الزكية بل أحدث العباسيين مجزرة رهيبة وقتلوا أبناء الحسن عليه السّلام و حتى أتباعهم، وعلقوا جثتهم لثلاثة أيام، ثم أمر عيسى بإلقاء الجثث في مقابر اليهود تجنبا لتذمر العامة، لكن هناك طائفة شيعية لا تزال تعتقد أن محمد النفس الزكية لم يقتل ولا يزال حيا، بل وتعتقد أيضا أن الإمام الراحل هو المهدى المنتظر. [1]

[ad_2]

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby