التاريخ

من فتح الأندلس وفي أي عام

ADVERTISEMENT
الأندلس 
يطلق اسم الأندلــس على شبه الجزيــرة الأيبيرية، وهي تضمّ حاليا كلا من البرتغال وإسبانيا، ويفصلها عن بلاد المغرب مضيق جبل طارق أو ما يعرف بدرب الزقاق عند المؤرخين، ويعود سبب تسمية الأندلس إلى القبــائل التي استطونت منطقة الأندلس، والتي قدمت من شمــال إسكندنافيا، من النرويج، والسويــد، والدنمارك وغيرها، وكانت هذه القبائل تدعــى الواندال أو الفاندال باللغة العربية، ولذلك ســميت المنطقة فانداليسيا، نسبة إليهم، ومع مــرور الزمن حــرف هذا الاسم إلى أندوليسيا، ومن ثم الأندلس.
طارق بن زياد فاتح الأندلس عام 92 هـ 
يعـد طارق بن زياد أحد قادة الجيش الإسلامي وأشهرهم، وقد فتح الأندلس في عام 92 للهجرة – 711 ميــلادي، ولد طارق بن زياد في منطقة خنشلة في الجزائر في عام 50 للهجرة، وهو من قبيلة بربريـة تسمى نفزة، وقد تعلـم طارق بن زياد القراءة والكتابة منذ الصـغر، وحفظ بعضاً من سور القرآن الكريم وكذلك بعضـا من الأحاديث النبويـة الشّريفة، يـذكر أن طارق بن زياد كان أشقر اللون طويــلا، وضخم الهــامة.
يــذكر البَعض أن طارق بن زياد التحق بجـيش موسى بن نصير والذي أعجـب بشجاعته في القتال خلال الفتوحات الإسلامية الـتي شارك فيها، وكنتيجة لذلك فقد ارتفـعت رتبة طارق بن زياد العسكريـة حتـى أصبح قائدا للجيش المتجه لفتح الأندلس في عهد الخلــيفة الوليد بن عبد الملك، ومن الجدير بالذكر أن اسم المضيق الذي يفصل بين أوروبا وأفريقيا قد ربط باسم طارق بن زياد، حيث إن جيشه قد عبر هذا المضيق، ونزل على الجبل الّذي سُمّي فيما بعد بجبل طارق، نسبة إلى القائد طارق بن زياد، وقد انتصر جيش المسلمــين بقيادة طارق بن زياد على جيــش القوط بقيادة لذريــق، والذي فر من المعركة.
ومن الجديــر بالذكر أن طارق بن زياد كان قائــدا مقتدرا من النـاحية العسكريـة، وقد ظهر ذلك في إنشائه لمعسكـر في أراضي الأندلس، ويـعتبر هذا المعسكر قاعدة عسكرية دائمة لجيش المسلمين، ومهـمة هذا المعسكر تقديم المؤن والإمدادات للجيوش الإسلامية.
الفتوحات في الأندلس 
بعد فتح الأندلس توجه طارق بن زياد فاتحاً باقي مدنها، ونذكر من هذه الفتوحات ما يلــي:
#   توجـه طارق بن زياد نحو طُليطلة مـع جيشه الكبــير، وقد وزع جيشه على سرايا في مختلف أنحاء الجزيرة، وتوجه أيضا إلى إستـجة وهي إحدى مدن الجنوب، وفي طريــقه إلى إستِجَة فتــح كلا من شَـذونَة ومـورور، ومن بعدها فتح إستِــجَة بعد أن خاض فيــها حرباً عنـيفةً.
#   توجــه طارق بن زياد بـعد أن فتح إستِجَة إلى عاصــمة الأندلس طليطلة، وبعث بسَرِيّة إلى قرطبة، وأخرى إلى مُرْسِيَة، وكــذلك إلى غرناطة ومالقة، وكان عدد المجــاهدين في السرايا لا يتعدى سبعمئة مجــاهد، إلا أنـهم استطاعوا فتح قرطبة، وغرنــاطة، ومـالقة، وكذلك إلبيرة، أما مُرْسِيَة فقد فُتحت صلحا.
#   استطــاع طارق بن زياد دخول طليطلة دون قتــال، على الرغم مـن أن موسى بن نصير قد طلب منه ألا يتعـدى جيـان أو قرطبة، إلا أنـه خالف موسى بن نصير ومضى نحو طليطلة؛ لأنه وجـد أن الطريـق إليها كان مفتـوحا أمامـه.
#   اتجـه طارق بن زياد بعد أن فتـح عاصمة الأندلس نحو الشّمال، ووصل إلى قشتالة وليون وكذلك إسترقـة، واستـمر طارق بن زياد في ملاحقة فلول القوط حتـى وصل جبال جيليقية، كما عبر جبال أشتوريش، واستمر بزحفه حتـى وصل غسقونية الواقعة على المحيط الهادئ.
خطبة طارق بن زياد 
اشتــهر طارق بن زياد بخطبته المشهــورة التي بدأ فيها كلامه بقوله: “أيها النــاس أين المفــر؟ البحر من ورائــكم والعدو من أمــامكم”، وقد تميـزت خطبته بأنـها من النـثر الأدبي دون أن تكون فيها مقدمــات طويلة أو ألقاب عديــدة، وتتكون هذه الخطبة من ثلاثة أقسام رئيسـية وهي:
#   التّرهــيب: في هذا القسم وجه طارق بن زياد حديثه إلى أصحـابه، وشرح لهم الظّروف الـتي هم فيها، كما قـارن بين وضعهم ووضع أعـدائهم، ولجأ إلى تحكيم العقل بدلا من العـاطفة عندما أحرق السـفن ووضع جنوده في الصـورة الحقـيقية لما هم فيه.
#   التّرغــيب: لجأ طارق بن زياد إلى التّرغيب بعد التّرهــيب حتّى يزيد من حماسة جنـوده، فأوصاهم بالصمود والصبر حتى يجنوا ثمار جهادهم بنصر مظفـر على أعدائــهم.
#   الخطة الحربيّـة: في هذا القسم تحدث طارق بن زياد عن خطته الحربـية لفـتح الأندلس، وذكر لجنوده أن قَتلهم لملك الأعداء (لذريـق) سيكون مهمــا وسوف يسهــل عليـهم فتح الأنـدلس، كما أنـه قد قتل القأائد لذريق بنفسه.
قصة حرق السّفن 
اشتهـرت قصـة حرق السأفن بشكل كبير في التـاريخ الأوروبي بشكل خاص وفي التـاريخ الإسلامي بشكل عام، وقد ذكر في هذه القصـة أن طارق بن زياد قد أحرق سفنه الـتي عبر بها نحـو الأندلس، وذكر بعـض المؤرخين أن هذه القصة حقــيقة كان الغرض منها تشجــيع المسلمــين على القتال، في حين أن بعأض المؤرخين قد تحدثوا عن عدم صــحة هذه الرواية التي لم تُذكر إلا لتقلل من شـأن المسلمين وانتصـارهم وفتحـهم للأندلس، وقد ذكروا عدة أسبـاب لذلك وهي:
#   عــدم وجـود أي سند صحـيح في التاريخ الإسلامي لهذه الرواية إذ إنـها جاءت من روايات ومصادر أوروبيـة كُتبت عن أحـداث معركة وادي بِرباط.
#   عــدم وجـود أي رد فعل أو حتـى حديـث حول مسألة حرق السـفن من قبل الخليفة الولــيد بن عبد الملك أو موسى بن نصير أو حتـى تعـليق على جـواز مسألة الحرق من قبل علماء المسلمـين، وهذا يـحدث شكاً كبيرا في صـحة هذه الرّواية.
#   عــدم قـدرة الأوروبيــين على تفسـير أسباب هزيـمتهم أمام المسلمين، لذلك فقد أشاعوا خبر حرق السـفن من قـبل طارق بن زياد حتـى يضـع جنـوده في وضع قتــال لا بد منه إذ إن الموت يحيط بهم من كل جانب، وهذه القصـة قد ذكروها حتـى يقنعوا النـاس بأن خســارتهم في الحرب كان سببها عدم تكافؤ الظـروف بين جيشهم وجيش المسلمين.
#   عــدم حاجة المسلمــين إلى مثل هذه المسألة (حرق السـفن) حتى يزدادوا شجــاعة وهمّـة في الجهـاد، فقد جاؤوا إلى الأندلــس راغبــين في فتــحها وطالبين الجهاد والموت في سبيل الله.
#   ليـس من المقبـول أو المعقـول أن يقدم قـائد كطـارق بن زياد على إحراق سـفنه، وقطع طريـق العودة على جيشه، إذ إنّ هزيــمتهم أو حتى انسحـابهم من المعركة أمر طبــيعي ووارد.
#   عــدم امتـلاك جيش طارق بن زياد للسفن الـتي عـبروا بها نحو الأندلس، حيث ذكـرت بعض الروايـات أن هـذه السـفن قد استأجـرها طارق بن زياد من يوليان صاحب سـبتَةَ، ولا يحـق لطـارق بن زياد إحــراقها.
 
وفاة طارق بن زياد 
بعد أن انتهــى طارق بن زياد من فتـوحاته في الأندلس عاد برفقة موسى بن نصــير إلى الشـام، وأقام في دمشق واكتفـى بما حققـه من انتصـارات وفتوحات، وقد انقطـعت أخبـاره فيما بعد ويرى المؤرخون أنّ طارق بن زياد لم يقم بأي عمل بعد هذه الفــتوحات، ويـرجح أن وفاته كانت في عام 102 للهجرة.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby