قصص اجتماعية

قصة واقعية عن فتاة بارة بوالدها

ADVERTISEMENT

لاشك إن
بر الوالدين هو مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة ، وهناك الكثير من القصص الواقعية
التي تدلنا على أنه لا يوجد إنسان يترك أمرًا من أمور الدنيا في سبيل بر والديه
إلا عوضه الله خيرًا منه في الدنيا قبل الآخرة .

والقصة
التالية حدثت لفتاة كان والدها تاجر وله أربعة بنات وكانت هي أكبرهما ، ولكن
والدتها قد توفيت وتركتهم في رعاية والدهم الذي رفض أن يتزوج مرة أخرى بعد والدتهم
حتى لا تقوم زوجته الأخرى بإيذاء بناته أو مضايقتهم لأنه كان يحبهم كثيرًا .

ومع مرور
الوقت كبرت البنات وكبر الأب أيضًا ، وبدأ الخطاب يتقدمون لبناته ، وفي البداية
كان الخطاب يطلبون يد الفتاة الكبيرة أولًا ، ولكنها كانت ترفض وطلبت من والدها أن
يزوج أخواتها الصغار أولًا لأنها إذا تزوجت أولًا فلن يقوم أحد برعاية أخواتها بعد
أن أصبح الوالد كبير في السن .

وبفعل بدأ الأب يزوج الفتيات واحدة تلو الأخرى ، ولم يتبق سوى الأخت الكبرى ، وعندما تقدم لها خاطب رفضت وقالت لوالدها أنها لن تتزوج وتتركه وهو في سن يحتاج معه إلى من يرعاه وتخشى إذا تزوجت أن يمنعها زوجها عن والدها ، وفشلت كل محاولات الأب لإقناع ابنته بالزواج حتى مرض وظلت ابنته معه ترعاه بينما كان أخواتها منشغلين بحياتهم حتى مات الأب .

بعد وفاة
الأب عرفت بناته أنه قد ترك لهن وصية وعندما فتحنها وجدن والدهم قد وصاهم بعدم بيع
البيت إلا بعد أن تتزوج أختهم الكبرى لأنها لا تملك مكانًا أخر تعيش فيه ، غضبت
الفتيات الثلاثة الصغريات من وصية والدهن ، واتفقن على عدم تنفيذها وبيع البيت
لأول مشتر يعرض مبلغ مناسب .

وبالفعل
أتى رجل غني وعرض شراء المنزل بمبلغ كبير ، فلما عرفت الفتاة الكبيرة بالأمر اتصلت
بالتاجر وطلبت منه أن يعطيها مهلة عدة أشهر قبل تنفيذ عقد البيع حتى تجد لها مكان
مناسب أخر لتعيش فيه ، وقد كان المشتري رجلًا كريمًا ووافق على طلبها ، وقال أنه
سيتركها في المنزل ولن يطالبها بتسليمه حتى توفر لنفسها مكان كريم تعيش فيه .

ولكن بعد
عدة أيام وجدت الفتاة أن المشتري يتصل بها ، فظنت أنه قد تراجع عن كلامه ويريد
استلام المنزل ، ولكنه أخبرها أنه يريد رؤيتها لأمر هام ، فذهبت الفتاة إليه في مقر
عمله لتستطلع الأمر ، وكانت المفاجأة أنه يقدم إليها صك تنازل عن المنزل بأكمله
لها ، وقال لها أنه يسعده أن تقبل منه هذا المنزل مهرًا لها ، لأنه عرف قصتها وعرف
أنها آثرت رعاية والدها على أن تتزوج وتكون لنفسها أسرة وهو يسعده ويشرفه أن تكون
زوجته .

وافقت
الفتاة وتزوجت من الرجل الثري وبعد الزواج وجدت أنه أيضًا رجلًا صالح وحنون وأنه
لم يكن من بين من تقدموا إليها في السابق رجلًا مثلًا ، فشكرت الله كثيرًا الذي
عوضها خيرًا ، وهذه هي ثمرة برها بوالدها وإحسانها إليه في ضعفه ، مثلما أحسن
إليها ولإخوتها وهم صغار .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby