قصص امثال

قصة هذا بلا أبوك يا عقاب

ADVERTISEMENT

إن الأمثال الشعبية هي التراث الشفهي الباقي من أجدادنا ، والحفاظ عليها وتداولها يعبر عن ثقافة كل شعب وكيفية تفكيره ومعيشته ، فالأمثال ما هي إلا أقوال قيلت نتاج التجارب والخبرات ، ويعد هذا المثل واحدًا من الأمثال العربية الشهيرة التي قالها شاعر وشيخ البلقاء نمر بن عدوان ، حينما كان يرثي حاله في وفاة ابنة عمه وزوجته وضحاء .

فقد كانت وضحاء زوجة نمر امرأة بارعة الجمال ، وقد أحبها وهام بها كثيرًا وكان أكثر ما يعجبه بها قوامها الممشوق ، فقد كان خصرها دقيق بطريقة عجيبة ، لدرجة أن ابنها عقاب كان يلعب ذات يوم بتفاحة في يده ، وكان أمه مستلقية على جنبها إلى جواره ، فكان يرمي بالتفاحة فتتدحرج لتمر من تحت خصر أمه وضحاء إلى الجانب الأخر .

وكانت عند نمر بن عدوان فرسة عزيزة على قلبه ، وكانت تمتاز عن بقية خيول القبيلة واعتاد نمر لدى رجوعه لبيته أن تقوم زوجته بربط الفرس حتى يتهيأ للعشاء وينام بعدها ، واعتاد نمر على هذا الحال حتى أتي يوم عاد به إلى المنزل ونست وضحاء أن تربط فرسه ، وبعد أن تناول عشائه جلس إلى زوجته وبعد ذلك سألها عن الفرس هل ربطته ؟

فخشت وضحاء أن تخبره أنها نست حتى لا يظن أن هذا عدم اهتمام منها ، وقررت أن تستيقظ في الليل بعد نومه وتخرج لربط الفرس ، وبالفعل هذا ما حدث ولكن سمع نمر صهيل الخيل ، وشعر بحركة في الخارج فظن أن هناك من يحاول سرقة الفرس ، فاستل سلاحه وخرج وذهب بالقرب من مكان الفرس وقال بصوت عال من هناك ؟

حاولت وضحاء ربط الفرس أولًا قبل أن تجيب على زوجها ، فلما لم يجب عليه أحد أيقن بوجود لص يحاول سرقة الفرس ، واستعد لمهاجمته وحينما لمح نمر طيف يتحرك أمامه ، عاجله بسلاحه فأجهز عليه ولم يكن الطيف سوى حبيبته وزوجته وضحاء أم ولده وابنة عمه .

حزن نمر على وضحاء وعظم حزنه حتى أنه امتنع فترة عن الزواج ، ولكن أشار عليه أبناء عمومته وأقاربه بالزواج من امرأة لرعاية ابنه الذي كان يتركه مع نساء القبيلة حينما يذهب للصيد أو الغزو ، فتزوج من امرأة أخرى ولكنها كانت أقل جمالًا من وضحاء ، وحاولت كثيرًا أن تحببه فيها لكنه لم يستطع نسيان زوجته الأولى .

وذات يوم رأى ابنه عقاب زوجة أبيه الجديدة وهي نائمة على جنبها ، فرمى بالتفاحة مثلما كان يفعل مع أمه ولكنها لم تتدحرج لتمر من تحت خصرها ، بل كانت تصطدم بها وتتوقف لأن جسدها لم يكن ممشوقًا كأمه وضحاء .

فذهب عقاب وقال لأبيه : كنت أحرج هذه التفاحة فتمر من تحت أمي دون أن تحس بها ، أم خالتي فالتفاحة لا تمر من تحتها وتصطدم بها فتستيقظ من النوم ، فقال له أبوه حينها : هذا بلا أبوك يا عقاب ومن وقتها ضربت مثلًا على الندم .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby