قصص منوعة

قصة قبائل الأبوريجينيون | قصص

ADVERTISEMENT

قصة قبائل الأبوريجينيون بدأت من لآلاف السنين قبل أن يصل الأوروبيين لقارة استراليا، فقد سكنت عشائر متنوعة من الأبوريجينيون في شمال سيدني بقارة استراليا، وهم كانوا يعيشون في بداية الأمر على إمتداد الشواطئ الأمامية لاستراليا، وكانوا يقوموا بالصيد في المياه والمناطق النائية داخل المنطقة  ويحصلون على طعامهم من الغابات المحيطة بهم، وهم أناس مكتفون بأنفسهم ومتناغمون معاً، لم يحتاجوا البتة السفر بعيدًا عن أراضيهم، لأن الموارد التي كانوا يحتاجها كانت وفيرة للغاية في الطبيعة المجاورة، كما كانت التجارة مع المجموعات القبلية الأخرى مترسخة، وكل التنقل في داخل ارجاء أراضيهم كانت وفقًا للمواسم، فكان أبناء القبيلة يحتاجون للعمل اليومي لحوالي من 4 إلى 5 ساعات يوميًا في العمل حتى يضمنوا بقائهم على قيد الحياة، مع توفر هذا القدر الضخم من أوقات الفراغ، فقد طوروا الحياة الطقسية الغريبة نوعاً ومعقدة، وكذلك اللغة والعادات والروحانية والقانون الذي يحكم بينهم.

قصة قبيلة الأبوريجينيون

لطالما اعتبرت قارة أستراليا أنها القارة الوحيدة التي تم فيها المحافظة على السكان الأصليون قدر الإمكان وذلك لأنهم تمكنوا من التكيف من خلال الصيد والتجمع خلال عصرنا الحديث، الأبوريجينيون يتحدثوا فيما يقرب من 200 لغة متنوعة أو أكثر، كما أن لهؤلاء السكان الأصليين المئات من اللهجات وهي مسجلة جميعها في تاريخ قارة استراليا، وكان معظم السكان الأصليين أما يتحدثون لغتان أو الكثير من اللغات، كما ارتبطت كل هذه اللغات أو اللهجات بتجمع مجموعات من الأشخاص الذين انتشروا في كل الأراضي، ويعتبر الأبوريجينيون من أكبر الكيانات التي تم التعرف عليها والتي لها لهجات لغوية كثيرة.

ونتيجة لتواجد الأبوريجينيون في صورة مجموعات فقد أشار إليهم من قبل الأوروبيين باسم “القبائل”، فقد كان هناك ما يصل إلى حوالي 500 مجموعة تعيش معاً ومرتبطة إقليمياً، وكان يتشارك أعضاؤها نفس السمات الثقافية ويتفاعلوا مع بعضهم البعض أكثر من تفاعلهم مع باقي المجموعات المتنوعة بالمكان، ولكن رغم أنقسام هذه المجموعات إلا أنها لم تكن تمثل شكل لكيانات سياسية أو اقتصادية، وعلى الرغم من أن هذه اللغات قد تكون مشهورة الاستخدام من خلال هذه المجموعات للتواصل مع بعضهم البعض، إلا أن الهوية الفردية للشخص أو للجماعة كانت تقوم على الانتماءات والعضوية التي لها توجه محلي، فلم يكن متوفر وعي بهوية وطنية مشتركة، ومع هذا، فإن النظرة العالمية للشعوب الأصلية تتسم بأن تكون سطحية، فهم يتصوروا تلك المجتمعات أنها مجتمعات مليئة بالتفاهمات والسلوكيات المشتركة التي تتم خارج حدود المجموعة المحلية.

كيف تكونت قبيلة الأبوريجينيون

بدأت القبائل من خلال حركة الانتقال من إفريقيا إلى أستراليا في صورة مجموعة من الرحلات البحرية عن طريق جزيرة جنوب شرق آسيا، وتوضح الدراسات الحديثة إلى أن الرحلة الأخيرة لهم، من المحتمل أن تكون بين تيمور وساحل كيمبرلي الشمالي، وقد ظلت من أربعة إلى سبعة أيام من التجديف، وكانت هذه المجموعة مكونه بحد أقل 100 شخص وبحد أقصى 400 شخص.

وقد قيل أن قد شهدت استراليا، رحلات انتقال سابقة من البشر كانوا يأتون ايضاً من إفريقيا قبل 50000 عام، لكن في المراجعة التاريخية لهذه الأحداث، نشير إلى أنه لا يوجد دليل حقيقي ومقنع لدعم هذه الفكرة، ولكن كانت أحد أهم المواقع المحتملة المزعومة لهذه الحركات هي في شمال أستراليا، بالتحديد في Madjedbebe ، وهي عبارة عن ملجأ صخري في Arnhem Land، كما تشمل المواقع التي قيل أنها كانت مسكونة من قبل السكان الأصليين في جزيرة بارو وكاربنترز جاب في كيمبرلي، وديفلز لاير جنوب بيرث، وويلاندرا ليكس في نيو ساوث ويلز ، وواراتي روكشيلتر في فليندرز رينجز، ومن هنا يوضح أن هؤلاء الأشخاص سكنوا هذه المناطق من ألاف السنين وعاشوا على أراضيها.

لم يكن لدى السكان الأصليين أو  الأبوريجينيون رؤساء أو مؤسسات مركزية للرقابة الاجتماعية أو السياسية في مختلف المجالات، والكن أظهرت مجتمعات السكان الأصليين اتجاهات هرمية ومساواة، وكانت حياة الأبوريجينيون  تمتاز بأنها غير طبقية، وكانت مجتمعاتهم تسود فيها روح المساواة، بصرف النظر عن ضرور تبعية المرأة للرجل، لكن بالرغم من الأبوريجينيون أناس بسطاء، فهناك أدلة في بعض المناطق، مثل منطقة شمال شرق أرنهيم لاند  وجزر باتهورست وملفيل، وشبه جزيرة كيب يورك الغربية، وبين أراندا في وسط أستراليا، على أن كان لهم قادة أقوياء أستطاعوا أن يقودوا الأبوريجينيون بحكمة ومساواة برغم بساطة حياتهم.

في عام 1788، قد وصل الكابتن آرثر فيليب ومعه 1500 سجين وطاقم من مشاة البحرية ومجموعة من المدنيين لسيدني باستراليا، وفي السنوات العشر التي تلت هذا، قد انخفاض عدد السكان  الأبوريجينيون في أستراليا بنسبة 90٪، وهذا بسبب لثلاثة أسباب وهي دخول أمراض جديدة عليهم، أستيلاء المستوطنين لأراضي الأبوريجينيون كذلك الصراع المباشر والعنيف مع المستعمرين، كان الهدف الأساسي من الاستعمار هو التخفيف من أزدحام السجون البريطانية، وتوسيع الإمبراطورية البريطانية، كذلك السعي لإنشاء قاعدة بريطانية في جنوب العالم.

الثقافة والأحتفالات لدى الأبوريجينيون

هناك الكثير والكثير من الاحتفالات التي خلقت داجل ثقافة السكان الأصليين الأبوريجينيون، فقبل تعرضهم للاستعمار، كانت يتم عمل تجمعات عامة بين السكان المتجاورين  حيث كانوا يتاجرون ويناقشون ويتزواجوا والمزيد من الانشطة الاجتماعية، كانت هناك أيضًا احتفالات عندما يبلغ الأطفال الصغار لسن الرشد أو عندما يتوفى شخص منهم، وكانت تعتبر هذ الاحتفالات مقدسة للغاية، كما كان هناك أحتفالات بأكملها مع الأناس المجاورين وأحتفالات آخرى للرجال فقط أو أحتفالات للنساء فقط مثل بلوغ سن الرشد فكانت تقسم للرجال وللنساء، وكانوا يقوم العديد من الأبوريجينيون بإحياء الاحتفالات التي قام المستعمرون بقمعها بعد الاستعمار.

كما كان جزء من هذه الاحتفالات، يجب أن يرسم الأفراد جلدهم بالمغرة وهي عبارة عن صبغة نباتية، عادة ما يكون لدى كل شخص رسومات خاصة به وأنماط أما فردية أو عائلية لا يُسمح لأي شخص آخر أن يرسمها وهي رسومات تدل على قصة الشخص ومكانته، أما إذا تحدثنا عن الاحتفال بالرقص، فغالبًا ما تقرر تصميمات الرقصات وفقاً للقصة التي يتم سردها عن الشخص صاحب الاحتفال، يعتبر الرقص هو أيضا جزء كبير من ثقافة الأبوريجينيون.

لطالما كان السكان الأصليون مهتمين برواية القصص، فتعتبر ثقافة الأبوريجينيون لحد كبير ثقافة شفهية، لأنهم لم يكتبوا أي شيء عن تاريخهم قبل الاستعمار، فقد تم تناقل تاريخ الأبوريجينيون وقصصهم الإبداعية والمعتقدات والممارسات إلى حد كبير ع طريق النقل الشفهي، فكل ما يعرف عن القصص والفن والرقص والغناء للأبوريجينيون عرف بشكل شفهي، كما أن لديهم رقصات تمثل خلق الحيوانات وخلق الناس والحروب والزيجات، لقد تطورت رقصاتهم بسبب الاستعمار والعديد من الجيران المختلطين بهم، وكان الأبوريجينيون يخلقون رقصات تقليدية لإظهار التاريخ الغني لثقافة الأبوريجينيون.

يوجد اليوم الكثير من الأشخاص والمنظمات الذين يعملون بلا كلل لدعم وتغيير الحياة المعيشية للأبوريجينيون أو السكان الأصليين من خلال سعيهم إلى تغيير القوانين والسياسات ومواقف المجتمع حتى يتمكن الأبوريجينيون من الوصول إلى النجاح والازدهار، فعلى سبيل المثال، تقوم الأمانة الوطنية لرعاية الأطفال من السكان الأصليين والجزر (SNAICC) بعمل حملة شؤون الأسرة، والتي غرضها هو أن يتم وقف أي إيذاء للأطفال الأبوريجينيون وتوفير حق الرعاية لهم والتأكد من أن هؤلاء الأطفال والشباب يكبرون في أمان ويتم الاهتمام بهم جيداً من قبل الأسرة والمجتمع والثقافة.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby