قصص اجتماعية

قصة عن حب وتضحية الأم

ADVERTISEMENT

قصة الأم التي فقدت عينها

كانت تعيش أم ولديها عين واحده فقط، وكان أبنها يكره شكلها، وكانت أمه محرجة للغاية من شكلها، وكانت هذه الأم تدير متجرًا صغيرًا داخل سوق للسلع الرخيصة والسلع المستعملة، كما كانت تجمع القليل من الحشائش وتبعها أيضاً، فكانت تعمل أي شيء مقابل الحصول على المال لأبنها ولكنها دوماً تحرج من شكل عينها، كان في إحدى الايام حين كان ابنها في المدرسة الابتدائية، كان يوجد يوم احتفالي بالمدرسة، وحضرت الأم لتكون ابنها، ولكن كان الابن محرجاً كثيراً بسبب عين والدته، كيف يمكنه أن يفس لاصدقائه شكل عينها ثم رمها طفلها بنظرة بغيضة وهرب، في اليوم التالي في المدرسة كان زملائه يسخروا منه ويقولوا له”أمك لديها عين واحدة فقط ؟!” وكان الطفل في أشد إحساس بالخجل.

تمنى الطفل في هذا اليوم لو أن أمه تختفي من هذا العالم، ثم قال لأمه “أمي، لماذا لا ليس لديك العين الأخرى ؟! أنت بهذا تجعلني أضحوكة زملائي لماذا لا تموتي؟ ” ولكن الأم لم ترد، وبعد هذا شعر الطفل بقليل من السوء، لكن في ذات الوقت، شعر بالرضا عندما ظن أنه قال ما كنت يريد قوله منذ وقت طويل، وبما أن الأم لم تعاقب الطفل، فأنه لم يعتقد أنه جرح مشاعرها بشدة.

في هذه الليلة، استيقظ الابن وذهب إلى ليشرب كوبًا من الماء، وإذا به يجد أمه تبكي بالمطبخ بهدوء بمفرده فهي كانت تخشى أن توقظ انبها، ألقى الابن نظرة عليها ثم ابتعد حاسساً بالندم عن الشيء الذي قاله لها سابقًا، كان الطفل يشعر بشيء يعتصر في زاوية قلبه، ولكن مع كل ذلك، ظل يكره والدته التي كانت تبكي على حال عينيها، لذا قال الطفل في ذاته سأكبر وأنجح، لأنني كرهت أمي هذه ذات العين الواحدة وسئمت من فقرنا المدقع.

وقد درس الابن بجد، وترك والدته وعاش في مدينة سيول ودرس هناك، ومن ثم قبل في جامعة سيول بكل سهولة لتميزه، ثم تزوج واشترى منزل من ماله الخاص، وقد رُزق بأطفال أيضًا، وهو الآن أعيش في سعادة كونه رجل ناجح جداً، وطوال هذه المسيرة لم يتذكر أمه ابداً.

كانت هذه السعادة تكبر يوم بعد يوم، ثم في يوم أتى شخص غير متوقع لزيارة الابن وكانت أمه التي لا تزال بعين واحدة، فشعر الابن وكأن أن السماء كلها تنهار علي، وقد هربت ابنته الصغيرة خائفة من عين الام، ثم وسألها الابن: “من أنت؟ أنا لا أعرفك” وكأنه يحاول أن يخفي الحقيقة، ومن ثم صرخ في وجهها “كيف تجرؤين على القدوم إلى منزلي وتخويف ابنتي! اخرجي من هنا حالاً” وبالرغم من هذا، أجابت الام بهدوء “أبني، أنا آسف جدًا، ربما انا ذهبت إلى عنوان خطأ، وفي لحظة اختفت، وقد أعتقد الابن أنها لم تعرفه وكان مرتاحاً جداً لهذه الحقيقة، وأخبر نفسه أنه لن يهتم أو يفكر في أمه لبقية حياته.

وفي يوم من الأيام، وصلت رسالة إلى منزل الابن، وكانت الرسالة تتعلق بلقاء في  المدرسة القديمة للابن، لكن كذب الابن على زوجته قائلاً إنه ذاهب في رحلة عمل، بعد لقاء المدرسة، دذهب الابن إلى بيته القديم، وقد قام بهذا بدافع الفضول، وإذ به يجد والدته ملقاه على الأرض الباردة، ولكنه لم يذرف دمعة واحدة، وكان في يد الأم قطعة من الورق وكانت رسالة لأبنها كتبت فيها:

ابني،

أعتقد أن حياتي كانت طويلة  وهذا يكفي، تأكد أنِ لن أزور سيول بعد الآن، لكن لي طلب منك  فأنا أريدك أن تأتي لزيارتي من حين لآخر لأني أفتقدك كثيراً، وقد عرفت أنك قادم لاجتماع مدرستك القديمة وكنت سعيدة جدًا ولكنني قررت عدم الذهاب إلى المدرسة حتى لا تغضب مني، آسف لأنني لا أملك سوى عين واحدة، وكنت دوماً محرجًا بسببي.

الأمر بدأ عندما كنت أنت صغيرًا جدًا، ثم حدث لك حادث وفقدت عينك، كوني أم ، لم أتحمل الوقوف وأنا أشاهدك وأنت تكبر بعين واحدة فقط، لهذا قد أعطيتك عيني وطالما كنت فخورة جدًا بابني الذي كان يرى عالماً جديداً من خلال عيني، لم أكن منزعجة منك أبدًا بسبب أي شيء قد قولته أوفعلته لي، المرات التي كنت فيها غاضبًا مني كنت أقول لنفسي، أنك مازالت صغيراً ولا تدرك معنى الكلام، أفتقدك كثيرا يا بني وانا احبك، فانت تعني العالم كله بالنسبة لي، يا بني نصيحتي لك لا تكره أي شخص على الإطلاق بسبب إعاقته، كما علم أطفالك أن لا تقللوا من احترام الوالدين، لا تتجاهل تضحيات أبيك وأمك، فهم من يعطوك الحياة ، ويربونك بشكل أفضل مما كانوا هم عليه، فلا توجد طريقة لسداد ما قامن به الام لأطفالها، كل ما يمكننا فعله هو محاولة منحها ما يحتاج إليه من الوقت والحب والاحترام.

قصة هناك ديون لا يمكن أن نسددها

بعد أن حقق الابن الكثير من النجاح في حياته المهنية، شعر الشاب في أن يرد الجميل إلى والدته على كل ما فعلته من أجله طوال عمره، ثم قال لها “أمي ماذا يمكنني أن أمنحك؟ ما يمكنني أن أفعله من أجلك؟ أرغب بشدة أن أقدر كل التضحيات التي قمتي بها من أجلي وكل الحب الذي غمرتني به طوال حياتي”.

كانت الأم متفاجئة جداً ثم قالت له “لماذا تفكر بهذا يا بني؟ أنا لم أقم سوا بواجبي، وانا دوري كأم أن أقوم بذلك، فأنت ليس عليك تعويضي بشيء، حتى لو كنت تريد هذا، فلا توجد طريقة يمكن للرجل أن يسدد لوالدته كل حبها وتضحياتها من أجله.

على الرغم من رفضها الدائم لطلب أي شيء من ابنها، استمر هو في الإصرار، وحتى تضع حد للمناقشة، قالت له”حسنًا ، إذا كنت مصمم لهذا الحد، نام الليلة معي على سريري كما كنت تفعل عندما كنت طفلاً، فقال لها هذا طلب غريب أن تطلبه ولكن إذا كان يرضيكي، فسأفعل”.

بمجرد أن نام الابن، قامت الأم وأحضرت دلوًا من الماء وسكب كوبًا مملوءًا بالماء بجانب أبنها، فشعر الابن بالانزعاج من الماء التي تحته، وفي أثناء نومه تحرك بعيدًا إلى الجانب الآخر الجاف من السرير، ثم استقر فيه، فسكبت الأم كوبًا آخر من الماء على الجانب الآخر من السرير خلال نومه فسعى الابن حتى يجد مساحة في كل السرير لم يجد، وإذا به يستيقظ فيجد أن كل جزء من السرير رطب حقاً، فقام ورأى والدته والقدح في يدها.

سأل الابن أمه “ماذا كنت تفعلين يا أمي؟ لماذا لا تتركيني أنام؟ كيف تتوقعين مني أن أنام بهدوء وراحة على هذا السرير المبلل؟

قالت له الأم “لقد نمت معك، وأنت تبلل السرير في طقولتك كل ليلة ومن ثم أقوم بتغيير ملابسك وأنقلك إلى الجزء الجاف من السرير، بينما كنت أنام انا على الجانب المبلل منه حت ترتاح أنت، فأنت أردت أن تعوضني فهل يمكنك النوم هنا ولو لليلة واحدة معي على هذا السرير المبلل إذا استطعت، وإذا قمت بهذا سأعتبر أنك دفعت لي كل تضحياتي لأجلك، من بين جميع ديون التي بالعالم، فإن هناك ديون التي لا يمكن تسددها أبدًا وهو التي ندين بها لأمهاتنا، وأعلم جيداً أنك جزء من لحم ودم أمك، لا تنسى هذا لأنها لا تنسى هذا أبدًا.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby