قصص امثال

قصة عند الصباح يحمد القوم السرى

ADVERTISEMENT

تراثنا العربي زاخر ومليء بالأمثال العربية ، بعضها عبارة عن مقولات بسبب حدوث موقف ما فصارت مثلًا بعد ذلك لحكمة ما فيه ، والبعض الآخر عبارة عن بيت شعري قديم ، ثم صار مثلًا بعد ذلك ، والمثّل الشهير (عند الصباح يحمد القوم السرى ) هو بيت شعري قديم ، وقصته كالآتي .

أول من قال هذا المثّل :
إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد ، لما بعث إليه أبي بكر الصديق رضيّ الله عنهما ، وهو باليمامة : أن سر إلى العراق ، فأراد سلوك المفازة .. فقال له رافع الطائي : قد سلكتها في الجاهلية ، وهي خمس للإبل الواردة ، ولا أظنّك تقدر عليها إلا أن تحمل من الماء ، فاشتري مائة شارف فعطشها ، والشارف من النوق هي المسن الهرمة ، ثم شقاها الماء حتى رويت ، ثم كتبها ، وكعم أفواهها .

قصة المثّل :
ثم سلك خالد بن الوليد المفازة ، حتى إذا مضى يومان ، وخاف العطش على الناس والخيل ، وخشى أن يذهب ما في بطون الإبل نحر الإبل ، واستخرج ما في بطونها من الماء ، فسقى الناس والخيل ، ومضى .

فلّما كان الليلة الرابعة ، قال رافع الطائي : انظروا هل تردون سدرًا عظامًا ؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك ، فنظر الناس فرأوا السدر ، فأخبروه فكبر وكبر الناس ، ثم هجموا على الماء .

الأبيات الشعرية التي قيل فيها المثّل الشهير : فقال خالد بن الوليد :  .. لله در رافع أنى اهتدى .. فوز من قراقر إلى سوى ، خمسًا إذا سار به الجيش بكى .. ما سارها من قبله إنس يرى ، عند الصباح يحمد القوم السرى .. وتنجلي عنهم غيابات الكرى ..

انتشار المثّل والمراد منه :
فصار قوله عند الصباح يحمد القوم السرى  مثلاً ، تناقلته الأجيال ، ويضرب هذا المثّل على الرجل الذي يتحمل التعب والمشقة الشديدين ، ابتغاء الراحة بعد ذلك .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby