قصص اسلامية

قصة عبدالله بن سلام مع اليهود البهت

ADVERTISEMENT

رُوى أن عبدالله بن سلام لما سمع بمقدم رسول الله صلّ الله عليه وسلم أتاه فنظر إلى وجهه الكريم فعلم أنه ليس بوجه كذاب ، وتأمله فتحقق أنه النبي المنتظر ، فقال له : إني سائلك عن ثلاثة لا يعلمهن إلا النبي : ما أول شرائط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ والولد ينزع إلى أبيه أم إلى أمه ؟

عبدالله بن سلام مع رسول الله :
فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : أما أوائل أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب ، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وأما الولد فإن سبق ماء الرجل نزعه ، وإن سبق ماء المرأة نزعته.. فقال : أشهد بأنك رسول الله حقًا ، فقام ثم قال : يارسول الله إن اليهود قوم بهت فإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك.

عبدالله بن سلام مع اليهود البهت :
فجاءت اليهود فقال لهم النبي صلّ الله عليه وسلم : أي رجل عبد الله فيكم ؟ فقالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا ، قال : أرأيتم إن أسلم عبدالله ؟ قالوا أعاذه الله من ذلك ، فخرج إليهم عبد لله ؟ قالوا أعاذه الله من ذلك ، فخرج إليهم عبدالله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، فقالوا : شرنا وابن شرنا وانتقصوه ، قال : هذا ما كنت أخاف يا رسول الله وأحذر .

عبدالله بن سلام وأهل الجنة :
قال سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه : ما سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض : إنه من أهل الجنة إلا لعبدالله بن سلام ، وفيه نزل قول الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ ) صدق الله العظيم .

وقال تعالى في كتابه الكريم : (مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا ) صدق الله العظيم ، فإن أردنا طمس الوجه حقيقة ، فهو الأمر الذي خاف منه عبدالله بن سلام وكعب الأحبار ، هذا ذهب إلى رسول الله وذاك ذهب إلى عمر ، وكل منهما كان يمسك وجهه خشية أن يطمس .

الحق تعالى وطمس الوجوه :
إذًا فقوله : (نَّطْمِسَ وُجُوهًا ) أي نجعلها قطعة لحم من غير تمييز ، أو نحول بينهم وبين قصدهم أي لا نمكنهم من الوصول إلى ما يريدون من صدهم الناس عن الإيمان برسول الله ، ( مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ ) .. أي نطردهم من رحمتنا ومن ساحة إيماننا .

مخاطبة الله لليهود :
فيقول الحق : (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ) .. ماداموا هم قد كفروا ! فيقال لهم : ألم تريد أن تكفر ؟ والله سيزيد لك الختم على قلبك وسنعينك على هذا الكفر ، فيقول تعالى : (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ ) صدق الله العظيم ، فإذا كنت تريد هذه فسنعطيك ما في نفسك ، فقال تعالى : (فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ ) صدق الله العظيم ، وسبحانه يخاطب اليهود ، واليهود يعرفون قصة السبت ويعرفون أنها واقعة حدثت .

وطردهم الله وأهلكهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابًا عظيمًا ، إذًا هو لا يأتيهم بمسألة وعيد بدون رصيد ، لا ، فهذا وعيد يسبقه رصيد ، أنتم يا معشر يهود ، تؤمنون به وتذكرونه وله تاريخ عندكم ، (ْ كمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ ) صدق الله العظيم ، والسبت : هو السكون والراحة ، ومنه السُبات أي النوم ، فسبت يسبت يعني يسكن واستقر وارتاح ، وقال تعالى : ( أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ ) صدق الله العظيم ، واللعن قالوا فيه : إنه الطرد والإهانة ، وقالوا معناه : إنه الإهلاك .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby