قصص منوعة

قصة شاعر فقير مع فار

ADVERTISEMENT

يحكى أنه من بعض النوادر الطريفة ، أنه قد حدث للشاعر محمد إبراهيم موقفًا ، يتمثل في أن هذا الشاعر كان شاعرًا فقيرًا ، لا يمتلك في بيته أي طعامٍ ، لكنه كان كثير القراءة ، والاطلاع ، وكان شغوفًا بحب الأدب ، وفي يوم من الأيام ، دخل فأر إلى بيت الشاعر محمد إبراهيم ، فوجد أنه يعيش في بيت متهالك ، وقد دخل إليه ذلك الفأر ، باحثًا عن الكلأ ، أو أي شيء ، يسد به جوعه ، فأخذ يتجول في البيت ، ويذهب هنا ، وهناك ، ويروح ،ويجيء ، عله يجد أي شيء .

لكن ذلك الفأر المسكين ، بعد طول عناء ، وعقب أن قضى الفأر وقتًا ، ليس بقليل ، في بيت الشاعر ، لم يجد فيه أي من أنواع لطعام ، أو الشراب ، وإنما كا ما قد وجده في البيت بأسره ، هو عبارة عن مجموعة كبيرة جدًا ، من المؤلفات ، والكتب الضخمة .

فلما لم يحصل الفأر على مراده ، ولم يتوصل إلى ما يرغب فيه ، هم بلملمة نفسه ، واختفى فجأة من البيت ، بلا رجعة ، وكان الشاعر يعلم بوجوده ، وأخذ ينتظر عودته إلى البيت مرةً أخرى ، فلم يأت إليه أبدًا ، ولم يعود بعدها إلى البيت مرة ثانية ، فشعر الشاعر بمشاعر فياضة ، وافتقاد غير عادي ، لذلك الفأر ، فكتب هذه القصيدة التالية ، إليه ، حيث يقول فيها :

نلت عطفي وحناني .. ثم فارقت مكاني
يا ترى هل تهت عني .. أم نهاك الأبوان ؟
كنت لي خير أنيس .. نشطًا في كل آن
ولكم تبدو لطيفًا .. في تناء وتدان

ليس ما تفسده لي .. من إدام في أواني
ليس لي زيت وزرع .. وطعام في جفان
ليس من شيء عليه .. يتعادى الأخوان
ليس ما يوجب هذا .. منك فارجع بأمان

بسم الفأر بخبث .. بسمة فيها ازدراني
قال لي والقول منه .. مثل سهم قد رماني
كل ما قلته حق .. وغني عن بيان
ما الذي أفعل في أر .. كان بيت رمضاني

أتغذى بقريض .. لفلان وفلان
ومقامات الحريري .. تحت ديوان ابن هاني
ورسوم لرفاق .. علقت في الجدران
والدي أمس وأمي .. في رجوعي سألاني

يا ترى إذ غبت عنا .. كنت في أي مكان ؟
قلت قد كنت ببيت .. من أعاجيب الزمان
وذا شئتما أن .. تنظراه فاتبعاني
رأياه ثم قالا .. وهما لي ناصحان

إن ذا بيت أديب .. مولع بالشعر عان
لا تلجه بعد هذا .. فهو يعدي بالتداني
قلت والقلب من الغي .. ظ يعاني ما يعاني
أ من أجل المال أبقى .. مفردًا من دون ثاني

أو ما بكفي بأني .. ذو معان وبيان
وضمير لي شريف .. عرفته الثقلان
وكذا حتى من الفي .. ران أرمى بهوان
قال يا خير أديب .. دعك من ذا الهذيان

اكتسب المال لتحظى .. من رفاقي بالتداني
ووداعًا إن أمي .. وأبي ينتظراني

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby