قصص اسلامية

قصة سيدنا إبراهيم وذبح اسماعيل

ADVERTISEMENT

لقد أخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام يدعو الناس في العراق فلم يؤمن به غير زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام ، فخرج إبراهيم عليه السلام وزوجته ولوط واستقروا في فلسطين ، وحينها ابتلي سيدنا إبراهيم ببلاءٍ شديدٍ حيث علم أن هناك ملك جبار وظالم في مصر يغتصب كل امرأة متزوجة ، ويأخذها عنوة من زوجها وقد أرسل هذا الملك جنوده إلى إبراهيم عليه السلام ، وسأله عن زوجته فقال لهم أنها أخته فعادوا إلى الملك ، ولكن الملك أصر أن يأتوا بهذه المرأة .

وذهب الجنود ثانية إلى بيت سيدنا إبراهيم فحاول منعهم ولكنه لم يستطع ، ولم يجد أمامه سبيلًا إلا أن يدعو الله أن ينجي سارة من يد من هذا الملك الطاغي ، ولما دخلت سارة قصر هذا الطاغية دعت ربها أن ينجيها من جبروته وقوته .

فكان كلما حاول الاقتراب منها أو اغتصابها شُلت يداه فيقول لها الملك : ادعي ربك أن يشفيني فإذا فعلت لن اقترب منك ، فتدعوا سارة ربها فيعود الملك إلى طبيعته ، ويعود أيضًا هذا الماكر الظلم إلى شره ويحاول اغتصابها حتى ثلاث مرات فيتكرر هذا الأمر .

وفي أخر مرة استغاث بسارة فأغاثته فنادى على جنوده ، وقال لهم خذوا هذه المرأة إنها شيطان وأعطاها جارية وهى السيدة هاجر ، فلما وصلت سارة ومعها هاجر إلى بيت إبراهيم سأل سيدنا إبراهيم زوجته السيدة سارة ماذا فعل بك الملك ؟ فقالت : لقد نجاني الله ، وبعدها سافر كلا من إبراهيم وسارة وهاجر إلى فلسطين ، ولما رجعوا إلى فلسطين رأت سارة أن زوجها إبراهيم عليه السلام مضى به العمر ولم ينجب ، فزوجته هاجر حتى ينجب منها الولد .

فأنجبت السيدة هاجر منه إسماعيل عليه السلام ، وكان سيدنا إبراهيم فرحًا بمولده الأول فغارت سارة وأرادت أن يبتعد هو وهى عنها ، فأوحى الله إلى سيدنا إبراهيم أن يذهبوا إلى أرض قاحلةٍ خاليةٍ من الزرع والماء ، وكانت هذه الأرض القاحلة عبارة عن وادٍ بين الجبال ، إنها مكة التي كانت أرضًا خاليةً من الحياة ، وتركهم سيدنا إبراهيم هناك حيث لا يوجد بشر ولا حياة ولا زرع ، لقد ترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها إسماعيل ولم يتفوه بكلمةٍ واحدةٍ .

فنادت السيدة هاجر قائلة : يا إبراهيم لمن تتركنا ؟ فلم يرد عليها فأعادت جملتها ثانية يا إبراهيم لمن تتركنا ؟ ثم قالت أهذا أمر من الله ؟ فالتفت وقال نعم هذا أمر من الله ، هنا قالت السيدة هاجر المؤمنة بربها اذهب فلن يضيعنا الله ، فذهب إلى جبلٍ يدعو الله عز وجل أن يرزقهما من الثمرات ويجعل أفواجًا من الناس تذهب إليهما .

أما السيدة هاجر وابنه إسماعيل عليهما السلام فقد نفذ منهما الماء والطعام ،  وبقي الرضيع يبكى ويصيح من الجوع فصعدت السيدة هاجر إلى أرضٍ مرتفعة اسمها الصفا ، ثم ذهبت إلى أرضٍ أخرى اسمها المروة وأخذت تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، وانتهت بالمروة ثم أخذت تنادى ألا هل من مغيث ؟ ألا هل من مجيب ؟

وهنا سمعت السيدة هاجر صوتًا عند طفلها الذي يبكى ، فقد نزل جبريل عليه السلام يضرب الأرض بجناحه حيث تخرج الأرض ماء زمزم ، ثم قال جبريل لهاجر أن هذا المكان سيكون بيت الله ، فشربت السيدة هاجر وشرب وليدها ثم عاشت في هذا الوادي إلى أن مرت قبيلة من العرب بهم ، ولما رأى العرب الخير الموجود في هذا الوادي من ماءٍ وثمراتٍ ، استأذنوا أم إسماعيل عليه السلام أن يعيشوا معها في هذا الوادي .

وكان إبراهيم عليه السلام القاطن في فلسطين يذهب كل فترة إلى مكة ، ليتفقد السيدة هاجر زوجته وولده إسماعيل حيث بدأ يلعب ويشتد عوده ، ولما أتته الرؤية في المنام بأنه يذبح ولده إسماعيل ، امتثل لأمر ربه وذهب إلى إسماعيل عليه السلام وأخبره بما أمره الله به  ، فما كان رد فعل إسماعيل إلا أنه استجاب لأمر الله عز وجل وخضع  لطلب والده ، وقد استسلم إبراهيم وولده لأمر الله تعالى وفوضا أمرهما إليه .

وذهبا سويًا إلى مكانٍ بعيدٍ وهناك خلع سيدنا إسماعيل عليه السلام قميصه كي يكفنه فيه والده إبراهيم عليه السلام ، وجعل سيدنا إبراهيمُ ابنه منكفئ على وجهه حتى لا ينظر إليه فيرق له قلبه ويشفق عليه ، وفي هذه اللحظات العصيبة التي تنهمر فيها العبرات وتحتبس فيها الآهات داخل الصدور ، قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بوضع السكين على رقبة ابنه إسماعيل لينحرها .

فحدثت المعجزة وجاءت البشرى حينما نودي سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وإذا بكبشٍ عظيم أبيض أقرن قد بعثه الله تعالى فداءً لإسماعيل عليه السلام ، ومن وقتها أصبح هذا اليوم يومُ عيدٍ للمسلمين وهو عيد الأضحى الذي أصبح فيه الذبح نُسكًا من المناسك ، التي يتقَرب به العبد إلى الله سبحانه وتعالى ، وهذا تقديرًا لذكرى ما فعله سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام بذلك اليوم العظيم.

 

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby