قصص اسلامية

قصة دحية الكلبي مع هرقل ملك الروم

ADVERTISEMENT

كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يرسل الرسل إلى ملوك العالم ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان منهم من يقبل الدعوة ومنهم من يردها ، من بين هؤلاء الملوك كان هرقل وكان بالشام فأرسل إليه رسول الله صلّ الله عليه وسلم الصحابي الجليل دحية الكلبي يدعوه إلى الإسلام .

وكان هذا الصحابي الجليل جميل المحيا وسيمًا يشبه في ملامحه الغربيين ، وهناك بعض الروايات التي كانت تقول أن جبريل عليه السلام عندما كان يتشكل في صورة بشر كان يتمثل في صورة دحية الكلبي ، وقد اختار الرسول دحية لملامحه التي كانت تشبه أهل الروم حتى يبدو وكأنه منهم ، أخذ الصحابي الجليل دحيه الكلبي  برسالة كتبها رسول الله يدعو فيها هرقل إلى دين الإسلام .

وكان هرقل يتميز بتدينه أي يعرف دين النصرانية جيدًا ، وكان يقرأ الإنجيل ويعرف المبشرات التي جاء بها عيسى عليه السلام ، من أن هناك نبي سوف يرسل إلى الناس اسمه أحمد وهذا كما ورد بالإنجيل ، وعندما جاءته الرسالة من عند رسول الله احتار هرقل وجمع قساوسة الروم واستشارهم في ذلك الأمر .

فقال لهم هرقل : إن هذا الرجل قد نزل بأرض العرب ويقصد بذلك رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وقد أرسل إلى إحدى ثلاث خصال : أن أتبعه على دينه أو أن نلقي إليه الحرب أو ندفع إليه الجزية ، وبعدها أكمل هرقل وقال للقساوسة لقد عرفتم فيما تقرؤون في الكتب أن هذا النبي ليأخذن أرضكم ، فهلم نتبعه أو نعطيه الجزية ونترك حربة أبدًا ما حيينا .

فغضب قومه وثاروا عليه جميعًا وقالوا له : تدعونا إلى أن نترك النصرانية وأن نكون عبيدًا لأعرابي جاء من الحجاز ، فلما رأى أنهم لن يتبعوا محمدًا وقد أفسدوا عليه الروم ، قال لهم سأرسل إليه برسالة ولكن لا تغضبوا ولا تحدثوا فتنة ، فطلب رجل من نصارى العرب فأحضروا له أعربي نصراني من قبيلة تنوخ .

فطلب منه هرقل أن يدقق في ثلاثة أشياء عندما يقابل النبي صلّ الله عليه وسلم لكي يتأكد من أنه رسول الله ، ثم قال لهذا الرجل من بني تنوخ : خذ هذا الكتاب وأذهب مع رسوله يقصد الصحابي دحيه الكلبي ، فذهب هذا الرجل مع الصحابي دحية إلى رسول الله ، وكانت الأشياء التي طلب منه هرقل أن يدقق فيها هي : أولًا إذا أعطيته كتابي فأنظر هل يذكر عن كتابة الذي أرسله إلى شيئًا ؟

والثانية : انظر إذا قرأ كتابي هل يذكر الليل ؟ أما الثالثة : انظر بين كتفيه هل ترى شيئا يريبك ؟ ذهب هذا الرجل ووصل إلى النبي بكتاب هرقل فأخذ الرسول صلّ الله عليه وسلم الكتاب ووضعه على حجره ، ثم سأله الرسول من الرجل ؟ فقال الرجل أنا من تنوخ .

فدعاه الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى الإسلام ، لكن الرجل أبي وقال أنا على دين قومي ولا أريد أن أغير ديني ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم لكل الحضور : صدق الله حيث قال إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ، ثم قال له رسول الله : يا أخ تنوخ إني قد أرسلت برسالة إلى صاحبك ويقصد بذلك هرقل فأمسكها فلم يزال الناس يمسكون منه الخير وله فيهم خير ما دام في الأمر قضاء ، أي لأن هرقل احترم كتاب رسول الله فسيظل علي ملكه .

فقال التنوخي في نفسه هذه الأولى فقد ذكر رسول الله رسالته إلى هرقل ، وكتب الأولى على جلد سيفه ، ثم قرأ معاوية كتاب هرقل وإذا فيه هرقل يقول : يا محمد بعثت إليّ تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، فأين النار ؟ فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم عجبًا سبحان الله فأين الليل إذا جاء النهار ؟

أي أن الله يدبر مكان النار فليست القضية أين ستكون النار ؟ فقال التنوخي هذه الثانية فقد ذكر رسول الله الليل ، وهنا أخرج التنوخي جلد سيفه ثانية ثم كتبها ، وتبقت الثالثة أن يرى التنوخي ما بين كتفي رسول الله ولكن كيف يفعل ذلك ؟ ولما أراد الرسول صلّ الله عليه وسلم أن يكرم ضيفه تقدم سيدنا عثمان رضي الله عنه وأخرج له هدية عبارة عن ثياب صفر جميلة وأعطاها له .

فأخذها التنوخي ولكنه كان منشغل البال بالثالثة ، ومشى التنوخي ثلاث أو أربع خطوات فقال له رسول الله صلّ الله عليه وسلم : يا أخ تنوخ فالتفت ويقول التنوخي : فأقبلت إلى رسول الله فكشف صلّ الله عليه وسلم عن ظهره ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه فإذا هو بارزٌ قليلًا ، وقال له رسول الله : انظر ها هنا ثم امضي إلى صاحبك فلقد أخبر الوحي رسول الله صلّ الله عليه وسلم بما يريده هرقل .

وقد فعل ذلك رسول الله صّل الله عليه وسلم  حتى تقوم الحجة على هرقل ، فلقد كان نبينا كيسًا فطنًا كشفت له الأمور وجعل رحمة للعالمين ، وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يدعو الكبير والصغير للهداية وإتباع دين الله في كل حين ، وهذا واجب على أبناء قومه من المسلمين أن يتبعوا هداه ويحملوا راية الدعوة والتوحيد من بعده .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby