قصص تاريخية

قصة حياة الملكة ماري انطوانيت

ADVERTISEMENT

شخصية ونشأة ماري انطونيت

ماري أنطوانيت ولدت في الثاني من نوفمبر عام 1755 بفيينا بدولة النمسا، وتعتبر ماري أنطوانيت هي الطفلة رقم خمسة عشر أو الطفلة قبل الأخيرة لماريا تيريزا وهي كانت إمبراطورة النمسا، وكان والدها الإمبراطور الروماني فرانسيس الأول، وقد تعلمت ماري أنطوانيت بشكل نموذجي كيف تكون فتاة أرستقراطية تعيش بالقرن الثامن عشر وكان هذا يرتكز بصورة أساسية على كل من المبادئ الدينية والأخلاقية، بينما كان أشقاؤها يدرسون المواد الأكاديمية بصورة أكثر منها.

مع نهاية حرب السنوات السبع في سنة 1763، أصبح شكل التحالف بين النمسا وفرنسا ضعيف لذا سعت الإمبراطورة ماريا تيريزا لتقوم بتوطيد العلاقات والتحالفات مع فرنسا عن طريق تكوين علاقات زوجية، وهذه الطريقة كانت منتشرة وشائعة فيما بين العائلات الملكية الأوروبية في ذلك الحين، وقد كانت ماريا أنطونيا جوزيفا جوانا، أو التي تعرف باسم ماري أنطوانيت، أحدى الفتيات التي تزوجت لهذه الأسباب من الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا لتقوية العلاقة مع دولة فرنسا.

قصة حياة الملكة ماري انطوانيت

في عام 1765، قد توفي لويس دوفين دو فرانس والذي كان المعروفاً باسم لويس فرديناند، وهو كان ابن العاهل الفرنسي لويس الخامس عشر، وبعد وفاة لويس الخامس عشر، كان الوريث الوحيد هو لويس أوغست الذي كان حفيد للملك، وقد كان عمره في هذه الفترة هو 11 عامًا فقط ، وكان هو الوريث الشرعي للعرش الفرنسي، وفي خلال بضعة أشهر، أعلن كل من ماري أنطوانيت ولويس أوغست أو الملك الفرنسي المستقبلي لويس السادس عشر عن تخطيطهم للزواج من بعضهما البعض.

وفي عام 1768، قد أرسل ملك الفرنسي لويس الخامس عشر، معلمًا إلى النمسا ليعد الزوجة الملكية المستقبلية لحفيده، وحينها قد أكتشف هذا المعلم أن ماري أنطوانيت أذكى بكثير مما كان يُفترض أن تكون عليه بهذا العمر الصغير، كما أنه وصفها بأنها شخصية كسولة نوعًا ما وأنها تافهة للغاية، ومن الصعب جداً تعليمها، وقد كانت ماري أنطوانيت في هذه الفترة طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا فقط، كان شكلها جميل ورقيق، ولها عيون رمادية زرقاء ولها شعر أشقر رمادي، في مايو عام 1770، سافرت ماري انطونيت إلى فرنسا للزواج من لويس السادس عشر، وكان يرافقها 57 عربة ومعها 117 راجلًا وكان يجر العربات 376 حصانًا، وقد تزوجت ماري أنطوانيت من لويس أوغست في يوم 16 مايو 1770.

لم تستطيع الشابة الصغير أن تتلائم وتتأقلم مع الحياة الزوجية والتي من الواضح أنها لم تكن على الاستعداد لها، وكانت رسائلها المتكررة المرسلة للنمسا لمنزل والديها توضح مدى حنينها الشديد إلى الوطن، فقد كتبت في أحدى الرسائل “سيدتي، ووالدتي العزيزة، أتلقى دوماً رسائلك العزيزة  وتكون الدموع تسيل من عيوني”، كما تسرب لماري انطوانيت الشعور بالقلق من بعض الطقوس التي كان من المحتمل أن تقوم بها كونها سيدة من العائلة الملكية الفرنسية، ومن هذه الطقوس هو وضع أحمر الشفاه وغسل اليد أمام العالم بأسره”، فقد أشتكت في إحدى رسائلها أن من ضمن هذه الطقوس أنه مطلوب منها وضع مكياجها أمام العشرات من رجال البلاط.

وقد توفي الجد لويس الخامس عشر في عام 1774، وقد نصب بعده في الحكم لويس أوغست وأصبح الملك على عرش فرنسا وأصبح اسمه لويس السادس عشر، مما أدى بالطبع أن تكون ماري أنطوانيت، البالغة من العمر 19 عامًا أن تكون ملكة فرنسا.

وقد كانت شخصيات لويس السادس عشر وماري أنطوانيت مختلفة عن بعضها البعض كثيراً، فقد كان الملك لويس السادس عشر شخصاً انطوائيا وخجولاً ومتردداً، ومولعاً بالأنشطة الفردية مثل القراءة والأعمال المعدنية، أما ماري انطوانيت فقد كانت نابضة بالحياة وقوية وجريئة، ولها علاقات اجتماعية، وكانت تهوى المقامرة والحفلات والأزياء الفاخرة والباهظة، وكان حين يذهب الملك إلى الفراش قبل منتصف الليل، تبدأ ماري أنطوانيت نشاطتها من حيث الحفلات والسهرات، وكانت لا تستيقظ يومياً إلا قبل الظهر بقليل، كان الملك يقضي في العمل ساعات طويلة.

في عام 1778 ، قامت ماري أنطوانيت بإنجاب ابنتها ماري تيريز شارلوت، وقبل هذا بعام، وصلت إلى والدة ماري أنطوانيت بأن زواج ابنتها ولويس السادس عشر في خطر، لهذا أرسلت الإمبراطورة ماريا تيريزا على الفور ابنها وهو جوزيف الثاني وشقيق ماري أنطوانيت الأكبر إلى فرنسا حتى يحاول لحل أن مشاكل زوجية بين الزوجان ومن بعدها قاموا بإنجاب طفلتهما.

ومنذ عام 1780، شرعت ماري أنطوانيت في تمضية الكثير والكثير من الوقت في Petit Trianon، وهذه كانت قلعتها الخاصة التي توجد فوق أراضي قصر فرساي، وكانت الملكة تتواجد دائمًا بدون الملك، وفي خلال هذه الفترة تقريبًا، بدأت بعض الشائعات الأولى عن علاقتها مع الدبلوماسي السويدي الكونت أكسل فون فيرسن، وقد نشر عدد لا يحصى من المنشورات عن ماري أنطوانيت والتي تصفها بالجهل والإسراف والزنا.

كان معروف عن ماري انطونيت أنها دوماً تثير  الاضطرابات الشعبية مما تسبب في نشوب الثورة الفرنسية والتي أطاحت بالنظام الملكي في أغسطس عام 1792، وكانت ماري انطونيت هي رمزًا للتجاوزات الملكية وهي التي يُنسب لها القول التاريخي الشهير وهو “دعهم يأكلون الكعك”،قد لا يكون هناك دليل فعلي على أنها قالته بالفعل ولكن الكثيرين يتوقعوا أنها قالته، وقد قالته ماري انطونيت بتهكم عندما كان يفتقر الفرنسيين للخبز بسبب الثورة الفرنسية.

وفي يوم 14 يوليو 1789 ، قام 900 عامل وفلاح فرنسي بإقتحام سجن الباستيل للإستيلاء على الأسلحة والذخيرة، وكانت من هنا بداية الثورة الفرنسية، وفي السادس من أكتوبر من ذات العام، أحتشد جمع يقدر بحوالي 10 آلاف في خارج قصر فرساي وكانوا يطالبون بإحضار الملك والملكة إلى باريس، كان لويس السادس عشر في قصر التويلري في باريس، ولم يستطيع التصرف فهو متردد دائمًا وكان مشلول التفكير، وفدخلت ماري أنطوانيت مكانه على الفور، وقامت بمقابلة كل من مستشارين وسفراء وقامت بإرسال الرسائل العاجلة إلى الحكام الأوروبيين المختلفين، وكانت فيه تتوسل لهم لدعهم في إنقاذ النظام الملكي داخل فرنسا.

ثم قامت ماري أنطوانيت وعشيقها الكونت أكسل فون فيرسن بتدبير مؤامرة من خلال محاولة لهروب العائلة المالكة من فرنسا في يونيو 1791، لكن قبض عليهم وأعيدوا إلى باريس، وفي سبتمبر من ذات العام، وافق الملك لويس السادس عشر على وضع دستور جديد وضعته الجمعية الوطنية التأسيسية وبالمقابل أن تكون سلطته رمزية.

وفي صيف عام 1792، أثناء ما كانت فرنسا في حالة حرب مع النمسا وروسيا، دعا الزعيم  القوي ماكسيميليان دي روبسبير إلى الإطاحة بالملك، وفي سبتمبر 1792 بعد مرور شهر من المذابح الرهيبة داخل  باريس، قام المؤتمر الوطني بإلغاء النظام الملكي، وأعلن تأسيس الجمهورية الفرنسية، وتم إعتقال الملك والملكة.

وفاة ماري انطوانيت

في شهر يناير عام 1793 ، قامت الجمهورية الراديكالية الجديدة بإرسال الملك لويس السادس عشر للمحاكمة، والذي كانت إدانته الخيانة وتم الحكم عليه بالإعدام، وفي 21 يناير عام 1793، تم أخذه إلى المقصلة وإعدم بقطع الرأس، اما ماري انطونيت بصفتها زوجة لويس السادس عشر، تم قطع رأسها في 16 أكتوبر 1793 أي بعد تسعة أشهر من قطع رأس الملك لويس وهذا وفقاً لأمر المحكمة الثورية، وقد كانت تبلغ ماري انطونيت من العمر 37 عامًا، وقد أعدمت ماري أنطوانيت بقطع الرأس بالمقصلة.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby