قصص حروب

قصة حرب تحرير بنغلاديش | قصص

ADVERTISEMENT

كانت حرب تحرير بنغلاديش واحدة من الصراعات المسلحة التي دامت لما يقرب من تسعة أشهر ، وكانت نزاعًا اجتمعت فيه كل من باكستان الشرقية والهند ضد باكستان ، وقد نشبت الحرب بين باكستان الشرقية وباكستان خلال عام 1971م ، ثم تدخلت الهند في هذا الصراع بعد عدة أشهر ؛ لتكون بذلك مشاركة الهند قد جاءت في نهاية تلك الحرب والتي أدت إلى انفصال باكستان الشرقية والتي عُرفت باسم “بنغلاديش” لتصبح دولة مستقلة بذاتها .

الخلفية التاريخية :
ازداد نفوذ التجار الأوروبيين الذين دخلوا المنطقة خلال القرن الخامس عشر ، وقامت شركة شرق الهند البريطانية بفرض نفوذها على البنغال بعد وقوع معركة “بلاسي” خلال عام 1757م ، وقد حدث تمرد دموي خلال عام 1857م وأُطلق عليه اسم “تمرد سيبوي” والذي انتقل على إثره زمام الحكم إلى الملك بمساعدة نائب بريطاني يقوم بأداء المهام الإدارية .

حدثت العديد من المجاعات بمنطقة شبه القارة الهندية ومن بينها المجاعة الكبرى بالبنغال التي أرهقت البلاد بشدة خلال عام 1943م ؛ وكانت هناك عدة محاولات فاشلة قبل حدوث تلك المجاعة بعقود من أجل تقسيم البنغال إلى منطقتين منفصلتين ، وحينما قُسمّت الهند خلال عام 1947م ؛ نجحت محاولة تقسيم البنغال آنذاك وقد قام ذلك التقسيم على أسس دينية ، وأصبح الجزء الغربي من إقليم البنغال ينتمي إلى الهند ؛ أما الجزء الشرقي أصبح ينتمي إلى باكستان وعُرف باسم البنغال الشرقية (وعُرف فيما بعد باسم باكستان الشرقية) .

تمكنت البنغال الشرقية من إتمام الحركة الإصلاحية للأراضي خلال عام 1950م ، وكانت تمتلك حالة اقتصادية جيدة مع كثافة سكانية ؛ ومع ذلك كانت الطبقات الأرستقراطية في الغرب تفرض سيطرتها على حكومة باكستان وجيشها ، وقد بدأت النواة الأولى للخلاف بين المنطقة الشرقية والغربية خلال عام 1952م ؛ وذلك حينما بدأت حركة اللغة البنغالية في الظهور والتي كانت تهدف إلى جعل هذه اللغة هي الرسمية في باكستان .

أصبحت هناك حالات من الاستياء من مواقف الحكومة المركزية من القضايا الاقتصادية والثقافية ، وظهر على الساحة السياسية عصبة عُرفت باسم “أواميليك” والتي كانت تعبر عن صوت الشعب البنغالي ، وظهرت أيضًا حركة قومية في بنغلاديش بقيادة الشيخ مجيب الرحمن والتي نتج عنها حالة من الاستقلال التام خلال عام 1960م ؛ غير أن الشيخ مجيب الرحمن قد سُجن خلال عام 1966م ؛ فقامت لأجله ثورة شعبية ضخمة حتى أُفرج عنه خلال عام 1969م .

أحداث الحرب :
تم القبض على الشيخ مجيب الرحمن مرةً أخرى عام 1971م بأوامر صادرة من الرئيس يحي خان ؛ كما قام بإرسال عمليات عسكرية مستمرة لتهاجم باكستان الشرقية ، وقد أدت تلك الهجمات الدموية إلى مقتل الكثير من المدنيين ، كان الرئيس يحي خان يستهدف بهجماته أيضًا طبقة الهندوس والمفكرين ؛ مما جعل نحو عشرة ملايين شخص يفرون إلى الهند .

كان الشيخ مجيب الرحمن قد أعلن بشكل رسمي قبل القبض عليه أن بنغلاديش مستقلة وأمر كل الأفراد بأن يحاربوا حتى يخرج أخر جندي باكستاني من باكستان الشرقية ، ونتيجة للعنف الشديد الموجود بالهجمات العسكرية قامت الغالبية العظمى من قيادات عصبة أواميليك بالفرار إلى مدينة كالتكا بالهند حيث قاموا بتشكيل حكومة هناك .

دامت حرب تحرير بنغلاديش لما يقرب من تسعة أشهر متتالية ، وقامت القوات الهندية بدعم حرب العصابات التي تتبناها قوات التحرير وجنود البنغال النظاميين ، وقد نجحت مساعدات الجيش الهندي إلى قوات التحرير في تحقيق الانتصار المنتظر في باكستان في ديسمبر من عام 1971م ، وتمت السيطرة على نحو تسعين ألفًا من سجناء الحرب .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby