قصص امثال

قصة حرامًا يركب من لا حلال له

ADVERTISEMENT

أحيانًا يضطر البشر إلى فعل أشياء مخالفة لقوانين الحياة أو لتعاليم الدين ، وهو بذلك يبرر فعلته هذه على أنه لم يجد طريقًا آخر تبعًا لزعمه ، مثلما يقول السارق أنه قد لجأ إلى السرقة كي يأكل ، وهناك العديد من الأمثلة على تلك الحالة التي عبرّت عنها الأقوال الشعبية في مختلف المواقف ، وقد كان المثل العربي القائل “حرامًا يأكل من لا حلال له” واحدًا من تلك الأمثلة التي تحدثت عن هذه المواقف .

قصة المثل :
يُذكر أن جبيلة بن عبدالله قام بالإغارة على إبل كان يمتلكها جرية بن أوس بن عامر ، وكان من بين تلك الإبل ناقة كانت تشتهر لدى العرب بحرمة ركوبها أيام الجاهلية ، وقد تركها الذين أغاروا على الإبل ، فلم يأخذوها معهم ضمن ما أخذوا من غنائم ، وكان في ذلك الوقت راعي الإبل هو ابن أخت جرية بن أوس بن عامر .

ركض الراعي باتجاه خاله من أجل أن يُخبره بما حدث مع الإبل ، فقال له جرية بن أوس :”ردّ عليّ تلك الناقة أركبها” ، وهو يتحدث عن الناقة المحرّم ركوبها التي تركها الغائرون ، فأجابه ابن أخته :”يا خال إنها حرام!” ، حينها قال جرية العبارة الشهيرة :”حرام يركب من لا حلال له” ، والتي أصبحت مثلًا شعبيًا ورد من العرب ليستند إليه الناس في المواقف التي يضطرون فيها إلى فعل أشياء من المفترض أنها غير لا ئقة مثلًا أو أنها محرمة .

ولعلّ قول جرية بهذه العبارة تبريرًا لموقفه لأنه لم يعد أمامه سوى تلك الناقة اليتيمة التي سُرق أصحابها ، على الرغم من أن العرب حرمّوا ركوبها ، وهو ما يحدث مع كثير من البشر حينما يرغبون في تبرير مواقفهم أو أفعالهم التي تبدو خاطئة ، وفي كثير من الأحيان يكون اضطرارهم أمرًا غير مقبولًا على الإطلاق ، إلا أنهم يلجؤون إلى حيلة جرية بن أوس في قوله : “حرامًا يركب من لا حلال له”.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby