قصص اجتماعية

قصة جحا والحمار وابنه | قصص

ADVERTISEMENT

كان يا مكان ، في قديم الزمان ، وذات يوم من الأيام ، كان جحا وابنه ، يسيران في طريقهما ، متجهين إلى سوق المدينة ، وكان وقتها جحا ، يمتطي حماره ، وكان يتصف حماره بصغر حجمه ، أما ابنه فكان يمسك أمام أبيه جحا ، بلجام الحمار ، وكان كل منهما يحدث الآخر .

وفي أثناء الطريق ، مر كل من جحا وابنه ، على جماعة من الناس ، وقد تهامسوا على جحا ، وأخذوا يتحدثون عن ركوبه على الحمار ، ويستنكرون عليه أن يترك ابنه هكذا ، يسير أمامه على قدميه ، فكر جحا قليلًا ، ورأى أنهم على صواب .

بعد قليل ، نزل جحا من فوق الحمار ، وأشار إلى ابنه ، أن يركب مكانه ، وقام جحا بدور ابنه ، حيث أمسك هو باللجام ، وظلا يستكملان مسيرهما ، متجهين إلى السوق ، وعلى مقربة من بئر ، كانت تجتمع النساء حوله ، ويقمن بملء الماء ، كان جحا يمر من هناك ، فتحدثت إليه إحدى النساء ، وقالت له : ” ما بالك سا أيها الرجل ؟ أراك لا تشفق أبدًا على حالك ، فعلى الرغم من أنك رجل عجوز ، ولا يمكنك أن تسير ، أراك تترك ابنك اليافع هذا ، يمتطي هو الحمار ، وأنت الذي تسير على قدميك ” .

اقتنع جحا بذلك الكلام ، وعلى الفور ، امتطى الحمار خلف ابنه ، واستكملا المسير ، بعد قليل ، توسط قرص الشمس ، بحرارته الشديدة ، منتصف السماء ، مما ترتب على ذلك ، سخونة في الجو ، فقام جحا بإبطاء حركة الحمار ، بسبب ذلك الجو شديد الحرارة ، فضلًا عن ثقل حمله ، حيث كان يحمله ، وابنه معًا .

ولما أصبح جحا وابنه ، على مشارف سوق المدينة ، كان هناك جمع من الناس ، كانوا يجلسون ، فهم أحدهم ، وقال : لجحا وابنه : ” ألا تستحيان أيها الرجلان من أنفسكما ؟ أتركبان على ظهر الحمار أنتما الاثنان معًا ؟ ألا تلاحظان أن الحمار قد بطأ سيره ، وأصبح لا يقدر على التحمل ؟ ” .

شعر جحا بالخجل ، والحياء ، فنزل هو وابنه ، من على الحمار ، وأكملا طريقهما ، سيرًا على الأقدام ، ولما توغلا في السوق ، تعجب الجميع من الموجودين في السوق ، من حال جحا وابنه ، واستنكرا أن يسير جحا وابنه على أقدامهما ، في مثل ذلك الجو ، شديد الحرارة ، ويتركان الحمار هكذا ، يسير من دون حمل .

فقال واحد منهم ، يسخر من شأنهم ، وحالهم : ” لا ينقصكما أيها الرجلان ، إلا أن تقوما بحمل الحمار على ظهريكما ، هنا شعر جحا بالضيق ، والانزعاج الشديد ، من جميع الناس ، وقال جملةً شهيرةً ، عرفت عنه : ” إن إرضاء جميع الناس ، فعلًا غاية لا يمكن أن تدرك ” .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby