قصص منوعة

قصة تأبط شرًا | قصص

ADVERTISEMENT

في سالف الزمان ، كان هناك رجل يسمى ثابت بن جابر ، من قبيلة فهم ، لذلك يكنى بالفهمي ، توفي ثابت بن جابر في عام 607 من الميلاد ، وكان ثابت من أشهر شعراء عصره ، من الصعاليك ، والعدائيين ، في أيام الجاهلية ، وكان ثابت يعيش في الحجاز ، وكان بالأخص من بني تهامة ، واشتهر ثابت بإغارته المتواصلة عبى كل من قبيلة بني نفاثة ، بالإضافة إلى قبيلة بني صاهلة .

كان ثابت بن جابر ، شاعرًا جاهليًا ، وفي مرة من المرات ، وبينما كان هو في الصحراء الشاسعة ، رأى بها كبشًا ، فما كان منه ، إلا أنه حمله ، حتى يعود به إلى الحي ، الذي كان يعيش فيه ، وكان طيلة الطريق ، يحمل الكبش تحت إبطه ، وكان ذلك الكبش ، يتبول طيلة الطريق على ثابت .

فلما اقترب من الحي ، شعر ثابت بالإعياء ، وأن الكبش قد تثاقل حمله عليه ،فما كان به ، إلا أنه اضطر إلى رميه ، وإلقائه على الأرض ، فإذا به غول ، فلما رأى قومه ذلك ،سألوه : ” ماذا تأبطت يا ابن جابر ؟ ” ، فقال لهم ثابت : ” تأبطت غولًا ” ، فقالوا له : ” يا ثابت ، إنك قد تأبطت شرًا ” ، ومن تلك اللحظة ، وقد أطلق عليه تأبط شرًا ، وعرف بهذه التسمية بين قومه ، والناس جميعًا .

ومن الجدير بالذكر ، أن تأبط شرًا ، كان من أبرز شعراء العصر الجاهلي ، الذي تم ترجمة العديد من أشعاره إلى العديد من اللغات ، فيما بعد ، وفيما يلي القصيدة التي كتبها ، لما حدث في موقف الغول ، الذي تأبطه :

ألا من مبلغ فتيان فهم .. بما لاقيت عند رحى بطان
فإني قد لقيت الغول تهوي .. بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها ‏:‏ كلانا نضو دهر .. أخو سفر فخلي لي مكاني
فشدت شدة نحوي فأهوى .. لها كفي بمصقول يمان
فأضربها بلا دهش فخرت .. صريعًا لليدين وللجران
فلم أنفك متكئًا لديها .. لأنظر مصبحًا ماذا أتاني
إذا عينان في رأس قبيح .. كرأس الهر مشقوق اللسان
وساقًا مخدج وشواه .. وثوب من عباء أو شنان

ومن بعض ما قال تأبط شرًا أيضًا ما يلي :

إذا المرء لم يحتل وقد جد جده أضاع وقاسى أمره وهو مبدر
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلًا به الخطب إلا وهو للقصد مبصر
فذاك قريع الدهر ما عاش حول إذا سد منه منخر جاش منخر
أقول للحيان وقد صفرت لهم وطابي ويومي ضيق الجحر معور
هما خطتا إما إسار ومنة وإما دم والقتل بالحر أجدر
وأخرى أصادي النفس عنها وإنها لمورد حزم أن فعلت ومصدر
فرشت لها صدري فزل عن الصفا به جؤجؤ عبل ومتن مخصر
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا به كدحة والموت خزيان ينظر
فإبت إلى فهم ولم أك آيبا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
فإنك لو قايست باللصب حيلتي بلقمان لم يقصر بي الدهر مقصر

ومما قاله تأبط شرًا أيضًا ما يلي :

أغرك مني يا بن فعلة علتي عشية أن رابت على روائبي
وموقد نيران ثلاث فشرها وآلامها إذ قدتها غير عازب
سلبت سلاحي بائسًا وشتمتني فيا خير مسلوب ويا شر سالب
فإن أك لم أخضبك فيها فإنها نيوب أساويد وشول عقارب
ويا ركبة الحمراء شرة ركبة وكادت تكون شر ركبة راكب

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby