قصص اطفال

قصة المزارع والدروس المستفادة منها

ADVERTISEMENT

قصة المزارع 

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك مزارعًا يعيش مع زوجته، وكانوا فقراء لم يكونوا يملكون شيئًا إلا مزرعة صغيرة يزرعونها ويأكلون ما تخرجه الأرض ويعطوا للفقراء الفائض منهم، ولم يكن لديهما أولاد لكنهم كانوا محبوبين من كل جيرانهم.

وكان المزارع وزوجته راضيين بما هم فيهم وسعداء، وفي يوم من الأيام وجد المزارع دجاجة في المزرعة ليس لها صاحب، فأخذها ووضعها في مزرعته لتأكل وتتغذى، وفي صباح أحد الأيام وبينما كان المزارع يسير في المزرعة، وجد أن الدجاجة قد وضعت بيضة.

فلما ذهب ليأخذ البيضة اكتشف أنها مصنوعة من الذهب، ففرح المزارع وذهب مسرعًا إلى زوجته، وقال لها انظري ماذا وجدت، لقد وضعت الدجاجة بيضة ذهبية، ففرحت زوجة المزارع، وقالت له هيا اذهب للسوق وبع تلك البيضة الذهبية، واشتري لنا بثمنها بعض اللحم وملابس جديدة.

فذهب المزارع وباع البيضة واشترى ملابس جديدة ولحم لذيذ له ولزوجته، وفي اليوم التالي عندما خرج المزارع ليتفقد الحقل وجد بيضة ذهبية أخرى، فعاد مسرعًا لزوجته وأعطاها البيضة، ففرحت وطلبت منه أن يذهب ليبيعها ويشتري لهم مزيد من الملابس والأشياء الجميلة لمنزلهم.

وقد قام المزارع وزوجته بحبس الدجاجة فق قفص جميل حتى لا تذهب بعيدًا عن مزرعتهم وظل المزارع كل صباح ينتظر الدجاجة حتى تبيض بيضتها الذهبية، فيأخذها ويبيعها ويشترى طعام وأشياء جديدة له ولزوجته، وتوقف المزارع وزوجته عن زراعة أرضهم التي كانوا يأكلون منها.

وبالرغم من أن المزارع وزوجته لم يعد ينقصهم شيء وأصبحوا في رغد من العيش، إلا أنهم أصبحوا أكثر طمعًا وبخلًا وأنانية، فلم يعودوا يعطوا الفقراء شيء، وقد تعاملوا بتعالي مع جيرانهم، ولم يعد أحد من جيرانهم يحبهم كما في السابق.

وفي صباح أحد الأيام قال المزارع لزوجته لابد أن بداخل تلك الدجاجة كنزًا كبير من الذهب، فلماذا ننتظر كل صباح حتى نحصل على بيضة ذهبية واحدة إذا كان بإمكاننا أن نذبح تلك الدجاجة ونحصل على الكنز ونصبح أغنى عائلة في تلك القرية، ولدينا الكثير من المال.

قالت زوجة المزارع إنها فكرة رائعة هيا بنا لنذبحها فورًا، وبالفعل جلبت الزوجة السكين، وأعطته لزوجها الذي قام بسرعة وذبح الدجاجة، وفتح بطنها لكنه لم يجد سوى أمعاء الدجاجة، فحزن المزارع وزوجته لأنهم لم يجدوا الكنز، وشعروا بالحسرة الشديدة.

والأسوأ من ذلك أنهم لن يحصلوا على المزيد من البيض الذهبي بعد اليوم، وحتى لن يجدوا زرع ليأكلوا منه في أرضهم التي أهملوها، وأدرك المزارع وزوجته أنهما فقدا كل ما يملكون بسبب طمعهم.

الدروس المستفادة من قصة المزارع

والدروس المستفادة من تلك القصة أن الطمع عواقبه وخيمة، فالحكمة الشعبية تقول ” إن الطمع يقل ما جمع”، وقد نهانا ديننا الحنيف عن الطمع لأنه يمحق البركة من الرزق.

كما أن الحكمة تقول أن العبيد ثلاثة عبد الرق وعبد الشهوة وعبد الطمع، والرضا بما منحه الله لنا هو من أعظم النعم التي يمكن أن ينعمها الله تعالى على أي إنسان، فالله تعالى هو الذي يرزقنا ونعمه علينا لا تعد ولا تحصى.

وبالرغم من أن الله تعالى حبب الإنسان المال فقد قال عز وجل ” وآتى المال على حبه” إلا أنه أمره أن  الإنسان لا يجب أن يجعل همه جمع المال، كما أن الله تعالى أمرنا بالإنفاق وإعطاء الفقراء من اليتامى والمساكين حقهم لأن المال هو هبة من عند الله يؤتيها من يشاء ويجب أن نشكره عليها والشكر يكون بمساعدة الفقراء.

وقد نهانا ديننا الحنيف عن الشح فقد قال المولى عز وجل، ” ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” والشح هو المنع، فبالرغم من أن الشح وحب المال من الغرائز التي وضعها الله في نفس البشر، إلا أنه أيضًا أمرهم بالخلاص من تلك الصفات ومجاهدة نفسه

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام  ” ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف ” وفي هذا الحديث تحذير من خطورة حرص الإنسان على المال والتعالي فإن تلك الصفتين قد تذهبان بكل ما يملك الإنسان مثلما يأكل الذئب الجائع الغنم.

قصة المزارع الطماع

وهناك حكاية أخرى عن مزارع طماع تحكي لنا الكثير من العبر والدروس المستفادة، وتقول الحكاية أنه في يوم من الأيام كان هناك مزارعًا يملك مزرعة بيرة وبها بئر، وكان البئر مليء بالماء فكان يبيعه للناس من أصحاب المزارع المجاورة.

فجاء أحد جيرانه ممن كانوا يشترون منه الماء وعرض عليه أن يشتري منه البئر حتى لا يضطر لشراء الماء كل مرة، وقد وافق المزارع وطلب مبلغ محدد من المال مقابل أن يبيعه البئر، فوافق الجار ودفع المبلغ المطلوب ووقع عقد مع جاره، لكن المزارع أخبره أن عليه أن يعود إليه في الغد ليستلم البئر.

وبالفعل ذهب الرجل وعاد لجاره في اليوم التالي ليطالبه بالبئر الذي اشتراه منه، لكنه تفاجأ بالإجابة فقد أخبره أنه قد باعه البئر لكنه لم يبع له الماء الموجود بداخل البئر، وأنه سيظل ينتفع بهذا الماء ويبيعه.

لكن الرجل رفض هذا الحديث وقال للمزارع أنه إذا لم يسلمه البئر ويسمح له بالانتفاع بالبئر فإنه سيلجأ للقاضي، سخر المزارع من الرجل وقال له إنني رجل ذكي وقد عرفت كيف أتلاعب بك، وأنت الآن لا تستطيع أخذ الماء حتى لو لجأت للقاضي.

فقرر الرجل أن يذهب للقاضي وأخبره بما جرى، فذب القاضي للمزارع وأمره أن يسلم البئر للرجل، فأخبره المزارع أن العقد ينص على أنه باع البئر فقط.

لكن القاضي كان ذكي وعادل، فقال للمزارع إذن قم فخذ ماءك من البئر واذهب لأن البئر ملك هذا الرجل وليس لك الحق في الاقتراب منه بعد الآن، فجن جنون  المزارع المخادع لكنه اضطر أن يسلم البئر للرجل وهو مذهول.

الدروس المستفادة من قصة المزارع الطماع

والدروس المستفادة من تلك القصة أن الخديعة لا تضر إلا بصاحبها، وأيضًا فإن الإنسان المسلم يجب أن يرفي بالعقد لأن اله تعالى أمرنا بذلك، فقد قال تعالى في أول سورة المائدة” يا أيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود” والعقد هو عهد فالإنسان المؤمن إذا عاهد مسلم أخر على بيع أو شراء أو شركة أو غير ذلك يجب أن يوفي بهذا العقد، ولا يغدر أو يخون فهذا ليس من صفات المسلم

أيضًا فإنه من أهم الدروس المستفادة من تلك القصة أن العقود والمعاملات المادية مع أي شخص يجب أن توثق وتكتب في عقد، لأن في ذلك حفظ للحقوق وطاعة لله عز وجل لأنه أمرنا بذلك.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby