قصص حروب

قصة العامل البرتقالي وحرب فيتنام

ADVERTISEMENT

طالبت فيتنام مونسانتو وهي شركة أمريكية أنتجت مادة كيميائية برتقالية سامة ، بدفع تعويضات لضحايا الهجوم الكيماوي البرتقالي ، فلقد سببت تلك المادة الكيميائية السامة برتقالية اللون الفوضى بين شعب فيتنام خلال حرب فيتنام ، وكان لها أثارًا جانبية موهنة لا يزال الكثيرون يشعرون بها حتى اليوم .

فما بين عامي 1961م و1971م أطلقت الطائرات فوق فيتنام القنابل الكيماوية السامة ذات اللون البرتقالي ، وعلى مدى السنوات الأربعين التي تلت نهاية حرب فيتنام ، تهربت الشركة الأمريكية مونسانتو إلى حد كبير من المسؤولية عن دورها في الهجوم الكيماوي ، الذي كان له آثار مدمرة على المدنيين الفيتناميين ، ولكن الآن تطالب الحكومة الفيتنامية مونسانتو بدفع تعويضات لضحايا العامل البرتقالي .

والعامل البرتقالي هو مادة كيميائية سامة ساعدت شركة مونسانتو في صنعها للجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام ، وهي مسئولة عن العيوب الخلقية وأمراض العديد من مواطني البلاد ، فسيكون هذا هو الجيل الفيتنامي الثالث الذي يعاني من تأثيرات تلك للمادة الكيميائية .

وخلال ذروة حرب فيتنام قامت القوات الجوية الأمريكية ، والفيتنامية الجنوبية برش المادة الكيميائية السامة من الطائرات والمروحيات على عدوهم ، وكانت الخطة الأصلية تسميم محاصيل الفيتكونغ ومحو غابات بأكملها ، تاركة الفيتكونغ معرضة للجوع وبالفعل نفذت هذه الخطة ، ولكن بتكلفة عالية بين عامي 1961م و1971م ، حيث دمرت تلك المادة الكيميائية التي كانت أقوى 13 مرة من قوتها المعتادة من قبل القوات الأمريكية ، ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية والغابات .

وفي حين كان من المفترض أن تدمر فقط تلك المزارع التي كانت تستخدم لإطعام جيش الفيتكونغ ، إلا أنها قتلت في الغالب مصادر الغذاء لأعداد لا تحصى من المدنيين الأبرياء مما جعلهم يموتون جوعاً ، وبالإضافة إلى الجوع تسبب العامل البرتقالي في مجموعة من المشاكل الصحية لما يقرب من أربعة ملايين شخص تعرضوا للمادة الكيميائية ، ووفقًا لمنتجي هذا السلاح كان من المفترض أن يؤذي النباتات فقط ، وليس الناس ولكن هذا لم يحدث .

وبعد هذه الحرب الكيميائية ولد الأطفال في جميع أنحاء فيتنام مع طفرات رهيبة ، بعضهم مع عيوب جسدية وعقلية ، والبعض الآخر مع تشوهات بالأصابع والأطراف ، والبعض دون عيون ، ولقد طلبت فييتنام من شركة مونسانتو تعويض العديد من الضحايا الذين ولدوا وهم يعانون من مشاكل عقلية وجسدية بسبب هذا السلاح المروع ، وجاء قرار فيتنام بالمطالبة بالتعويض كرد على أمر مونسانتو بدفع 289 مليون دولار إلى ديواين جونسون ، وهو رجل يدعي أن شركة “ريندوب وايدكيلير” قد ساهمت في إصابته بمرض السرطان .

وعن هذا يقول الناطق باسم وزارة الخارجية الفيتنامية نجوين فونج ترا : بعد الحكم التاريخي الذي صدر الأسبوع الماضي ، وربط القضية بالأضرار التي سببتها شركة مونسانتو لمواطنيها أثناء الحرب ، فهذه القضية هي أول سابقة ترفض الاتفاقات السابقة التي تنص على أن مبيدات الحشائش التي قدمتها شركة مونسانتو ، وغيرها من شركات الكيماويات الأمريكية أثناء حرب فيتنام إلى الجيش الأمريكي ليست ضارة بصحة الناس .

وبالفعل مونسانتو يجب أن تكون مسئولة عن تعويض الضحايا الفيتناميين ، بسب العامل البرتقالي وتلك الأضرار التي سببتها مبيدات الأعشاب الخاصة بتلك الشركة ، وفي عام 2004م عرض البروفيسور نجوين ثي نجوك فونج  صوره مع الأطفال المعاقين ، بسبب العامل البرتقالي وكل واحد منهم ولد مع خلل سببه هذا العامل في مدينة هوتشي .

وليست هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها فيتنام للحصول على تعويض فيما يتعلق بهجمات الكيماوية الأمريكية ، فوفقًا لشركة VN Express في عام 1984م توصلت شركة مونسانتو والعديد من الشركات الكيماويات الأمريكية الأخرى إلى تسوية ، تطلب منها دفع 180 مليون دولار إلى 291،000 شخصًا على مدار 12 عامًا .

وفي وقت لاحق من عام 2004م تم رفع دعوى قضائية جماعية ضد شركة مونسانتو ، وأكثر من 30 شركة مصنعة أخرى للمادة الكيميائية من قبل جمعية الضحايا الفيتنامية غير الحكومية في محكمة في نيويورك ، وتمت المصادقة على الدعوى من قبل الحكومة الفيتنامية ، وقد قاومت مونسانتو مزاعم أنها يجب أن تتحمل المسؤولية عن هجوم العميل البرتقالي .

حيث قالت : أن الحكومة هي من حددت المواصفات اللازمة لصنع Agent Orange ، وهي المسئولة عن تحديد متى وأين وكيف تم استخدامها ، فقد تم إنتاج المنتج البرتقالي لاستخدامه من قبل الحكومة ، ولقد مرت أكثر من أربعة عقود منذ أن استخدمت الولايات المتحدة الكيماويات السامة لأول مرة ، ولكن يبدو أن الجدل حول المسئولية النقدية للمادة البرتقالية بدأ للتو ، وستستمر المطالبة بحقوق كل من تضرر بسبب الحرب الكيماوية الفيتنامية السامة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby