قصص عالمية

قصة الحالة الغامضة للآنسة في

ADVERTISEMENT

لا شيء يماثل الوحدة التي يعانيها المرء وسط حشد من الناس ، كثيرًا ما يكرر الروائيون ذلك إنه أمر يدعو للشفقة حقًا ، والآن أنا على الأقل بدأت أؤمن بذلك منذ حالة الآنسة في قصة مثل قصتها هي وأختها ، ولكن من خصائص الكتابة عنهما أن اسمًا واحدًا يبدو بالسليقة كافيًا لكلتيهما حقًا ، يمكن للمرء أن يذكر أسماء عشرات الأخوات مثلهما دفعة واحدة ، قصة مثل هذه من الصعب حدوثها ، إلا في لندن في الريف ، يمكن للجزار أن يكون موجودًا أو ساعي البريد أو زوجة القس ، ولكن في بلدة متحضرة للغاية تتقلص آداب الحياة الإنسانية لأقل حد ممكن .

نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع القصص الإنجليزي ، للكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف ، ولدت فرجينيا في لندن في 25 يناير 1882م ، و كان والد وولف يشجعها لكي تصبح كاتبة وقد بدأت الكتابة بشكل احترافي عام 1900، ومن أشهر أعمالها : الليل والنهار ، والأمواج ، أعمال فرجينيا  يتم قراءتها في كل أرجاء العالم ، حيث تمت ترجمة أعمالها لما يزيد عن خمسين لغة ، توفيت فرجينيا في 28مارس عام 1941م .

خارج سلسلة الحياة الإنسانية المتشابكة :
الجزار يوزع اللحم بسرعة على المنطقة ، ساعي البريد يدفع الخطابات في صندوق البريد وتسرع زوجة القس ، كما عرف عنها بقذف رسائله الرعاوية من خلال نفس الثغرة المناسبة : لا يوجد وقت كلهم يكررون لنضيعه لذا رغم أن اللحم لا يؤكل والخطابات لا تقرأ ، والملاحظات الرعاوية تعصى لا أحد يتعلم من ذلك حتى يأتي يوم يستنتج فيه هؤلاء الموظفون في صمت أن رقم 16 أو 23 لن يحتاج إلى خدمة بعد ذلك ، يتخطونه في دوراتهم والمسكينة الآنسة دجاي ، أو الآنسة في تقع خارج سلسلة الحياة الإنسانية المتشابكة ويتم تخطيها من الجميع وإلى الأبد .

الجزار وساعي البريد ورجل الشرطة :
السهولة التي يصيبك بها ، مثل هذا القدر توحى بأنه من الضروري أن يؤكد المرء على وجوده ليحمى نفسه من أن يتم تخطيه ، كيف يمكنك أن تحيا مرة أخرى ، إذا قرر الجزار وساعي البريد ورجل الشرطة تجاهلك ، إنه قدر فظيع أعتقد أنى سأصطدم بكرسي في هذه اللحظة الآن ، على الأقل يعرف قاطن الطابق السفلي أني حية .

الحالة الغامضة للآنسة في :
كي نعود للحالة الغامضة للآنسة في ، التي يخفي الحرف الأول من اسمها أيضًا ، شخصية الآنسة جانية في ، فليكن هذا مفهومًا : لا يستدعي الأمر أن يقسم الحرف إلى جزأين ،  كانتا تجوبان أنحاء لندن طيلة خمسة عشر عامًا ، كان من اليسير رؤيتهما في بعض غرف الاستقبال ، وقاعات العرض وعندما قلت آه كيف حالك يا آنسة في ، وكأن كنت معتادًا على رؤيتها كل يوم من أيام حياتك ، كانت ترد : أليس اليوم جميلًا أو يا له من طقس سئ هذه الأيام ، وبعدها تمضي في حالك تراكًا إياها كأنها تتلاشى في أحد المقاعد أو درج خزانة.

المشهد القصير :
إنك لم تفكر فيها على أية حال ، حتى تنفصل عن الأثاث بعد عام ، مثلًا وقد قيل نفس الكلام مرة أخرى ، أية رابطة دم أم أى سائل آخر ، كان يجري في عروق الآنسة في جعل قدري الخاص ، أن ألقاها مصادفة أو أبادلها التحية أو أبددها ، أيا تكن الجملة بشكل دائم ربما أكثر من أي شخص آخر حتى أصبح هذا المشهد القصير تقريبًا عادة ، لم تبد أية حفلة سمر أو حفلة موسيقى ، أو صالة عرض كاملة بحق إلا إذا كان الظل الرمادي المألوف جزءًا منها .

الشيء الغامض المفقود :
وعندما توقفت عن مطاردة طريقي منذ بعض الوقت ، علمت بشكل غامض أن هناك شيئًا مفقودًا ، لن أبالغ وأقول إن علمت أنها غائبة : إلا أن لن أتجنى على الحقيقة ، لو استخدمت عبارة أخرى محايدة .

هكذا بدأت أجد أني أحدق فيما حولي بالغرفة المزدحمة ، يغمرني إحساس بعدم رضا مبهم ، لا يبدو الجميع موجودين ، ولكن بلا شك كان هناك شئ ناقص ، في الأثاث أو الستائر أم أزيحت إحدى الصور من على الحائط ،ثم استيقظت في أحد الأيام مبكرًا في الفجر وصحت بصوت عال ، ماري في ، ماري في .

زيارة ماري :
إنها أول مرة أنا على يقين أن أحدا لم ينطق اسمها بهذا القدر من الاقتناع، لكن صوتي كأقل ما توقعت ، لم يستدع الشخص أو شبيه الآنسة في أمامي ، ظلت الغرفة غامضة ظلت أصداء صرختي ، تتردد في عقلي طيلة اليوم حتى تيقنت من أني سألقاها في زاوية طريق أو آخر كالمعتاد ثم أراها تخبر تدريجيًا ، وأشعر بالرضا ومع ذلك لم تحضر ! وأعتقد إني كنت مستاءة وأنا على هذه الحال ، قفزت الخطة الغريبة الرائعة إلى عقلي ، بينما استلقيت مساء متيقظة مجرد نزوة في البداية ، ثم تدريجيًا أصبحت جدية ومثيرة أني سأذهب لزيارة ماري في شخصيًا .

قبعة من أجل ماري في :
وقد فكرت في الأمر الآن ، آه كم بدا ذلك جنونًا وغريبًا ومسليًا ، أن أقتفى أثر ظل أن أرى أين عاشت ! وإذا عاشت وأتكلم معها كأنها شخص مثلنا جميعًا … تأمل كيف سيبدو الأمر لو أنك ركبت الأتوبيس ، لتزور ظل الجرس الأزرق بحدائق كيو، عندما تكون الشمس في منتصف السماء ، أو تمسك بزغب زهارة الطرخشقون في منتصف الليل في أحد مروج ساري .

ومع ذلك كانت المهمة أكثر روعة من أي مما قدمت ، وعندما بدأت أضع ملابسي ضحكت كثيرًا للتفكير أن مثل هذا الإعداد الحقيقي كان ضروريًا لمهمتي ،  الحذاء الطويل وقبعة من أجل ماري في.

المرض والموت :
بدا الأمر متناقضًا بشكل لا يصدق ، أخيرًا وصلت للشقة التي تعيش فيها ، وبعد رؤية اللافتة وجدتها تعلن بغموض مثل معظم الناس ، أنها كانت بالخارج وبالداخل على بابها في أعلى دور بالبناية ، طرقت الباب وقرعت الجرس وانتظرت وتفحصت لم يأت أحد ، وبدأت أتساءل إذا كانت الظلال يمكن أن تموت ؟ وكيف يدفنهم المرء عندما فتحت الخادمة الباب برفق ؟ كانت ماري في مريضة منذ شهرين ، وماتت أمس صباحًا في نفس الساعة التي ناديت فيها اسمها ، وهكذا لن ألتقي بظلها مرة أخرى .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby