قصص اسلامية

قصة التحية والإستئذان في الإسلام

ADVERTISEMENT

يحكى أنه كان بعض الأمراء واقفًا ذات يوم في الطريق يكلم تاجرًا ، من وجهاء التجار ، فمر بهما عبد أسود ، وحيّا الأمير ، فرد عليه التحية ، فتعجب التاجر ، وقال للأمير : أتحيي عبدًا أسودٌ يُشتري بالمال مع علو شأنك ؟ وعزة سلطانك ؟!. ..فأجابه الأمير : كيف لا أحييه؟ وهل يليق بي أن يكون هذا العبد أكبر مني أخلاقًا وأجمل أدبًا ؟ فقال له التاجر : حقًا يا مولاي إنّ هذا لمن أدب الملوك .

حسن التحية :
ويحكى عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضيّ الله عنهما ، أنه أتته جارية بباقة من الورد ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله تعالى ، فقال له بعض من حضر : أتعتقها يا أمير المؤمنين لأجل تحية صغيرة ؟ فقال : ألم تقرأ..قول الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) صدق الله العظيم .. الآية 86 من سورة النساء .. وأردف قائلا : لم أجد أحسن من غير عتقها ، وهذه غاية في الكرم والأدب .

الاستئذان عند الزيارة :
قال رجل لرسول الله صل الله عليه وسلم : أأستأذن على أمي ؟ قال : نعم ، قال : إني أخدمها ، أفأستأذن كلما دخلت عليها ؟ فقال : أتحب أن تراها عارية ! قال : لا .. فأجابه رسول الله : فاستأذن.

أبو موسى الأشعري وعمر بن الخطاب :
ويروى أيضا عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أنه قال : كنت جالسًا في مجلس من مجالس الأنصار ، فجاء أبوموسى الأشعري فزعًا ، فقلنا له : ما أفزعك ؟ قال : أمرني عمر رضي الله عنه وأرضاه أن آتيه ، فأتيته ، فاستأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي ، فرجعت .. ثم أتيته ثانيًا ، فوجدته ينتظرني ، وقد أنكّر عليّ ، فقال : ما منعك أن تأتيني ؟!

فقلت له : قد جئت فاستأذنت ثلاثًا ، فلم يؤذن لي بالدخول ، وقد قال : عليه الصلاة والسلام : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثًا ، فلم يؤذن له فليرجع ) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال لي عمر : لتأتني على هذا الحديث بالبينة وإلا عاقبتك ، فقال كبير المجلس : لا يقوم معك إلا أصغر القوم ، فقام أبو سعيد ، فشهد له عند عمر ، أن هذا الحديث قاله رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال عمر لأبي موسى الأشعري : إني لم أتهمك ، ولكني خشيت أن يقول الناس على رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

رواية حسن البصري عن رابعة العدوية :
ويروى عن حسن البصري ، رحمة الله عليه ، قصد زيارة رابعة العدوية ، رحمة الله عليها ، في جماعة من أصحابه ، فلما وصلوا الباب ، فقالوا : أتأذنين لنا في الدخول ؟ فقالت : تمهلوا ساعة .

وجعلت الكساء ، بينها وبينهم سترًا ، وأذنت لهم ، فدخلوا ، وسلموا عليها ، فأجابتهم من وراء السّتر.. فقالوا : لم جعلت بيننا وبينك سترًا ، فقالت : أمرت بذلك في قوله سبحانه وتعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ) صدق الله العظيم ..الآية 53 من سورة الأحزاب .. وواجب على الرجل ألا ينظر إلى امرأة أجنبية بحال ، فإنه قبل أن يجازي به في الآخرة يجازي به في الدنيا .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby