قصص اسلامية

قصة الإمام مسلم وجمع الأحاديث

ADVERTISEMENT

الإمام مسلم هو واحد من أشهر أئمة الإسلام والذي قام بإخراج صحيح مسلم الذي يُعد واحدًا من أهم الكتب في الأحاديث النبوية الشريفة ، حيث أن الإمام مسلم كان شديد الحذر أثناء جمعه للأحاديث .

أصبح الإمام مسلم واحدًا من أبرز مصنفي كتب الحديث الشريف ، وهو يأتي بعد الإمام البخاري حيث ارتبط اسم الإمام مسلم بثاني أصح كتاب للأحاديث النبوية والمعروف باسم “صحيح مسلم”.

من هو الإمام مسلم :
إنه الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري ، وقد وُلد حوالي عام 206 هجريًا في نيسابور ، وكان بيته الذي نشأ فيه يتسم بالعلم والفضل ، لذلك أقبل منذ صغره على حفظ الأحاديث الشريفة والاستماع إليها .

رحلته في جمع الأحاديث :
تلقى الإمام مسلم علومه الأولى على يد شيوخ بلاده ، وحينما بدأ في جمع صحيحه أصبحت له رحلات واسعة عبر البلدان والأقطار الإسلامية عدة مرات ، حيث سافر إلى الحجاز من أجل أداء فريضة الحج وجمع الأحاديث النبوية من كبار الشيوخ هناك ، وقد قام بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة .

سافر إلى العراق متوجهًا إلى بغداد والبصرة والكوفة ، كما رحل إلى مصر والشام والري ، حيث ظل هكذا مرتحلًا لقرابة خمسة عشر عامًا وهو يطلب ويتحرى الدقة في جمع الأحاديث ، فتمكن من جمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث ، وقد أثنى عليه العلماء من عصره ومن العصور التي تلتهم .

التقى الإمام مسلم بمجموعة كبيرة من كبار المحدثين والشيوخ الذين تجاوز عددهم المائة ، وقد بدأ في جمع صحيحه وهو في سن صغيرة حيث كان عمره آنذاك 29 عامًا ، خلص الإمام مسلم من ثلاثمائة ألف حديث إلى 3033 حديث دون أي تكرار .

كانت مكانة الإمام مسلم عظيمة بين أهل عصره ، واشتهر بحسن مظهره وثيابه الجميلة ، وكان يطلب العلم ويجمع الأحاديث في الوقت الذي كان يعمل فيه بمجال التجارة من أجل العيش ، وكان يتحدث إلى الناس في متجره بفكر الرجل العالم ، وقد قال عنه الإمام النووي بأنه :”أحد الرحالين في طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان”.

لقاء الإمام مسلم بالبخاري :
التقى الإمام مسلم بالإمام البخاري أثناء رحلته الطويلة في طلب العلم ، وقد بلغ حب الإمام البخاري في قلبه حد إجلاله وإدراك مدى منزلته العظيمة ، وكل ذلك يظهر من خلال قوله وهو يتحدث إليه قائلًا :”دعني حتى أُقبّل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله”.

كان الإمام مسلم يلازم الإمام البخاري بعد أن التقاه ، وعلى الرغم من حبه الشديد له إلا أنه لم يرو عنه أي أحاديث ، وقد يرجع السبب وراء ذلك أنه لم يلتق بشيخه البخاري إلا خلال فترة أواخر حياته ، حيث أنه كان قد انتهى من تصنيف الصحيح .

وفاة الإمام مسلم :
توفي الإمام مسلم في نيسابور التي وُلد بها ودُفن هناك أيضًا ، ولم يترك ذرية من البنين حيث أنه كان قد أنجب بناتًا ، ولكنه ترك إرثًا عظيمًا من العلم ، وقد وافته المنية في الوقت الذي كان سهرانًا فيه من أجل التزود بالعلم .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby