قصص منوعة

قصة أشهر المستذئبين في التاريخ

ADVERTISEMENT

المستذئب أو الرجل الذئب هو حيوان أسطوري كان موضوع العديد من القصص في جميع أنحاء العالم،  ووفقًا لبعض الأساطير  فإن المستذئبين هم أشخاص يتحولون إلى ذئاب شريرة وقوية في وقت معين من الليل، ويصبحوا وحوش متعطشة للدماء لا يستطيعون السيطرة على شهوتهم لقتل الناس والحيوانات.

وفي الواقع فإننا لا نعرف متى وأين نشأت أسطورة الرجل الذئب، ويعتقد بعض المؤرخون أنها ظهرت لأول مرة في ملحمة جلجامش، وهو أقدم نثر معروف في العالم، حيث هجر البطل الأسطوري جلجامش حبيبته لأنها حولت رفيقها السابق إلى ذهب.

أيضًا ظهر المستذئبون في الأساطير اليونانية حيث تقول الأسطورة أن ليكاون ابن بلاسيو قد أغضب الإله زيوس عندما قدم له وجبة من بقايل صبي تمت التضحية به، فعاقبه زيوس وحوله هو وأبنائه إلى ذئاب.

أيضًا في الفلكلور الإسكندنافي القديم ظهرت قصة المستذئب في أسطورة أطلق عليها اسمThe Saga of the        Volsungs قصة أب وابنه اكتشفوا جلود الذئب التي كانت لديها القدرة على تحويل الناس إلى ذئاب لمدة عشرة أيام، فارتدى الأب والابن الفراء ، وتحولا إلى ذئاب ودخلا في حالة من الهياج القاتل في الغابة، وانتهت تلك الحالة عندما هاجم الأب ابنه وتسبب في إصابته إصابة مميتة، لكنه نجا عندما أعطى الغراب اللطيف ورقة للأب بها قوى شفائية.[1]

قصة بيير بورجوت وميشيل فردان:
لم يتوقف ذكر المستذئبين على الأساطير فقط، ففي العصور الوطى ظهرت عدة مزاعم حول ظهور مستذئبين حقيقيين، بينما كان هؤلاء في الواقع قتلة متسلسلين وأكلي لحوم البشر، وكان لفرنسا النصيب الأكبر من تلك القصص.

ففي عام 1521م على سبيل المثال زعم رجليين فرنسيين وهما بيير بورجوت وميشيل فردان أنهما تحولا لذئبين بعد أن أقسموا الولاء للشيطان.

فحسب الرواية التي ذكرها بورجوت أنه يسير في الغابة يرعى أغنامه وصادفته عاصفة رعدية وبينما هو يكافح لحماية أغنامه ظهر أمامه ثلاثة فرسان يرتدون ملابس سوداء وقد أخبرهم أنه يخشى أن تسرق الحيوانات المفترسة أغنامه.

فقال له أحدهم أنه إذا اعترف به كسيد له فلن يضيع أيًا من خرافه أبدًا، وأنه قبل الميثاق وقبل يد الفارس، لكنه بعد عدة سنوات كان قد سئم من ذلك، فاستدعاه رجل أخر يسمى فردان وقام بربطه وهو عاري في الغابة ودهنه بدهان حوله إلى ذئب شرير.

وكان لفردان القدرة على التحول لذئب أيضًا، وكان الاثنين يرتكبان جرائم دموية ضد المسافرين والأطفال في المنطقة، أولاً خطفوا صبي يبلغ من العمر 7 سنوات ومزقوه إرباً،  كما أكلوا طفلة صغيرة كاملة باستثناء ذراع وقتلوا عمال زراعيين دون تمييز.

اعترف بورغوت أيضًا بتمزيق حلق صبي يبلغ من العمر 9 سنوات بأسنانه، وكان دافعهم الرئيسي لتلك الجرائم هو طعم الدم الدافئ، في النهاية تم القبض عليهما وحرقهما أمام جموع من الحشود الغاضبة.[2]

قصة مستذئب دول:
أيضًا كان جيل جارنييه قاتل فرنسي أخر أدعى أنه مستذئب ولقب في التاريخ باسم” مستذئب دول” وجيل غارنييه كان ناسك منعزل يعيش خارج بلدة دول في مقاطعة فرانش كومتي في فرنسا

و كان قد تزوج ونقل زوجته إلى منزله المنعزل ولأنه غير معتاد على إطعام أكثر من مجرد نفسه ، فقد وجد صعوبة في إعالة زوجته  مما تسبب في استياء بينهما

و خلال هذه الفترة فقدت القرية العديد من الأطفال أو عُثر عليهم ميتين وأصدرت سلطات مقاطعة فرانش كومتيه مرسوماً يشجع ويسمح للناس بالقبض على المستذئب المسئول عن قاتل الأطفال وقتله.

وفي إحدى الأمسيات ، عثرت مجموعة من العمال الذين يسافرون من بلدة مجاورة على ما اعتقدوا في الضوء الخافت أنه ذئب ولكن صرح البعض أنه كان رجل يرتدي زي ناسك ويحمل جثة طفل ميت، ,بعد فترة وجيزة تم القبض على جيل غارنييه.

ووفقًا للروايات فإنه ادعى أيضًا أنه يملك مرهمًا يحوله إلى ذئب، وأيضًا تم إعدامه حرقًا حتى الموت.

سواء كان بورغ أو فردان أو غارنييه مصابين بمرض عقلي ، أو تصرفوا تحت تأثير مادة مهلوسة أو كانوا مجرد قتلة بدم بارد  فهذا أمر مطروح للنقاش.

لكن من المحتمل أن الأمر لم يكن مهمًا للأوروبيين المؤمنين بالخرافات خلال القرن السادس عشر فبالنسبة لهم  لا يمكن أن يرتكب مثل هذه الجرائم الشنيعة إلا وحش مروع مثل المستذئب.

قصة مستذئب بيدبورغ:
قد يكون بيتر ستوب وهو مزارع ثري من القرن الخامس عشر في بيدبورغ بألمانيا ، أكثر المستذئبين شهرةً بينهم جميعًا.

فقد عرفه المجتمع على أنه أرمل لطيف بدرجة كافية وأب لطفلين مراهقين ، تضمن له ثروته قدراً من الاحترام والتأثير. لكن هذا كان وجه بيتر ستوب الظاهر فقط لكنه كان يخفي وجه أخر متعطش لإراقة الدماء، وهذا هو الدافع لارتدائه ثوب الذئب

كانت الكاثوليكية والبروتستانتية في حالة حرب من أجل قلوب وعقول السكان، مما أدى إلى جلب الجيوش الغازية من كلا العقيدتين إلى بيدبورغ.

وكان هناك أيضا تفشي للطاعون الأسود لذلك  لم يكن الصراع والموت غريباً عن شعوب المنطقة والتي ربما وفرت أرضًا خصبة لإيقاظ أفعال ستوب الكريهة

لسنوات عديدة كان المزارعون حول بيدبورغ في حيرة من أمرهم بسبب الموت الغريب لبعض أبقارهم، فيومًا بعد يوم ولأسابيع عديدة ، كانوا يجدون الماشية نافقة في المراعي ، ممزقة كما لو كانت قد أكلت من قبل حيوان متوحش.

لكن الأبقار لم تكن النهاية فقد بدأ الأطفال يختفون، واختفت أيضا بعض الشابات من الطرقات، وتم العثور على بعضهن مشوه بشكل مروع، ومرة أخرى اشتبه السكان في الذئاب.

وفي النهاية تم إلقاء اللوم على بيتر في عمليات القتل المروعة بعد محاصرته من قبل الصيادين الذين ادعوا أنهم رأوه يتحول من شكل ذئب إلى شكل بشري.

وقد تعرض لإعدام مروّع بعد أن اعترف تحت التعذيب بقتله بوحشية للحيوانات والرجال والنساء والأطفال وأكل رفاتهم.

كما أعلن أنه يمتلك حزامًا مسحورًا يمنحه القدرة على التحول إلى ذئب حسب الرغبة، وليس من المستغرب أن الحزام لم يتم العثور عليه.

ومع ذلك فذنب بيتر مثير للجدل لأن بعض الناس يعتقدون أنه لم يكن قاتلًا ولكنه ضحية مطاردة سياسية

وقد لا تكون هناك طريقة الآن لمعرفة ما إذا كان بيتر ستوب كان كبش فداء مناسبًا للسلطات وأن الذئاب الحقيقة كانت مسئولة عن عمليات القتل أو أنه كان قاتلًا متسلسلًا مجنونًا من النوع الأكثر فظاعة.[3]

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby