قصص امثال

قصة أشأم من طويس | قصص

ADVERTISEMENT

يزخر التراث العربي الفريد بالعديد من الأمثال الشعبية التي قيلت في التشاؤم ، ولعل أشهرها المثل القائل أشأم من طويس ، وطويس هذا كان مطرب ينقر الدف في عهد الإسلام ، وكان أول من غنى باللغة العربية حينها ، فقد كان من يطرب وقتها يطرب بالفارسية لا العربية .

وطويس تصغير لطاوس وهو كنيته التي صغرها الناس ، لأنه انتهج طريق الحانات والغناء ، واسمه هو أبو عبدالمنعم عيسى بن عبدالله الذائب ، وسمي بالذائب لأنه كان يردد بيتًا يقول فيه : قدْ براني الشوقُ حتى صرتُ من وَجْدي أذوبُ ، وقد ولد طويس سنة 11هـ بالمدينة المنورة وهي نفس السنة التي توفي فيها رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

سبب ارتباطه بالشؤم :
أما عن ارتباطه بالشؤم ونظرة الناس له بصورة سيئة ، لأن ميلاده تزامن مع موت رسول الله ، فقد ولد يوم مات الرسول ، وفطم في نفس اليوم الذي مات به أبو بكر رضي الله عنه ، واحتلم يوم مقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وتزوج يوم قتل عثمان رضي الله عنه وأرضاه ، وحتى حينما ولد له تزامن ذلك مع يوم مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، لهذا كان يراه الناس شؤمًا وهو نفسه كان يقر بذلك .

موقفه مع سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت :
ومن المواقف التي وقعت معه أن عمر بن عبدالعزيز خرج إلى الحج ذات يوم وهو والي المدينة ، وكان في من خرج أيضًا بكر بن إسماعيل الأنصاري ومعه سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ، فطلب إليهما طويس أن ينزلا ببيته حينما مرا عليه وهم عائدين فقال له بكر بن إسماعيل قد البعير إلى منزلك ، بينما اعترض سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت قائلًا : أتنزل على هذا المخنت ؟

فقال بكر : إنما هي ساعة نجلسها ثم نذهب ، وحينها احتمل طويس كلام سعيد بن عبد الرحمن ولما وصلا إلى بيته وجدوه نظيفًا مرتبًا ، وقدم لهم أشهى الطعام والفاكهة ، وبينما هم جلوس سأله بكر عن غنائه ، فأخرج دفه وغنى لهم تلك الأبيات :

يا خليلي نابني سُهـدي لـم تنم عيني ولم تكدِ
كيف تلحوني على رجـلٍ مـــؤنسٍ تلتذّهُ كبدي
مثل ضوءِ البدر صورتـهُ ليس بالزُمَّيْلةِ النكِــدِ
مـــن بني آل المغيرة لا خاملٍ نَكْسٍ ولا جَحْدِ
نظرت عيني فلا نظرت بعده عيني إلى أحَــــدِ

ولما انتهى من غنائه التفت إلى سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت ، وقال له أتدري من قائل هذه الأبيات ، ثم أكمل حديثه قائلًا : قالته خولة ابنة ثابت عمتك في مناجاة عمارة بن الوليد بن المغيرة ، فأسند بن عبدالرحمن رأسه إلى صدره وخر صامتًا ، فقال له أبو بكر : لو لم تسمعه ما أسمعته ما أسمعك ما سمعته ، ولما بلغت القصة عمر بن عبدالعزيز : قال واحدة بواحدة والبادئ أظلم .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby