قصص اسلامية

قصة أبي العاصي والقلادة | قصص

ADVERTISEMENT

قال الحق سبحانه وتعالى : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ).. صدق الله العظيم ، بعد أن نصر الله عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعز جنده بمدد من عنده سبحانه ، وهزم المشركون في بدر بأن قتل منهم سبعين ، وأسر منهم سبعون كان بينهم : العباس عم النبي صلّ الله عليه وسلم ، وعقيل بن أبي طالب ، ونوفل بن الحارث ، وأبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب ابنة رسول الله صلّ الله عليه وسلم .

ولم يكن قد شرع الله التفريق بين المؤمنة والكافر ، ولذلك بقيت السيدة زينب رضيّ الله تعالى عنها ، مع زوجها أبي العاص بن الربيع كزوجة له ، وعاشا معًا في مكة رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة .

أبا العاص والقلادة :
فلما أسر أبو العاص بن الربيع ، أرادت السيدة زينب أن تفك أسره ، وأن تفديه فلم تجد إلا قلادة من ذهب ، كانت أمها السيدة خديجة رضيّ الله تعالى عنها، قد جهزتها بها ، فأرسلت القلادة مع أحد المسافرين إلى المدينة لتفدي بها زوجها ، أبا العاص بن الربيع من الأسر .

فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ، فقال : ( هذه قلادة زينب ، جهزتها بها أمها خديجة ، فإن رأيتم أن تردوا لها قلادتها ، وتفكوا لها أسيرها ) .. فأجابوه لذلك على أن يبعث بها إلى المدينة .

قتل الأسير وإبقائه على قيد الحياة :
وأسرى جمع أسير ، والأسر هو نبع العبودية والرق ، لأن الأسير وقع في قبضة عدوه الأقوى منه ، ومادام قد وقع في قبضة عدوه الذي هو أقوى منه ، فإنه يمكن أن يقتله أو يأخذه عبدًا ، وفي هذه الحالة لا نقارن بين أسير أصبح عبدًا وبين حر ، وإنما نقارن بين قتل الأسير وإبقائه على قيد الحياة.

الشريعة الإسلامية وحقن الدماء :
وعلى ذلك يكون تشريع الله سبحانه وتعالى في تملك الأسرى ، إنما أراد الله به أن يحقن دماءهم ويبقي حياتهم ، لأن الأسير مقدور عليه بالقتل ، وكان من الممكن أن يترك سبحانه الأسرى ليقتلوا وتنتهي المشكلة ، ولكن الحق سبحانه وتعالى أراد أن يحفظ حتى دم الكافر !

أسباب حقن الدماء :
لماذا ؟.. لأن الله هو الذي خلقه ، وأتى به إلى هذه الحياة ولذلك فهو يحفظه ، وثمة أمر آخر هو : عسى أن يهتدي بعد ذلك ويؤمن ، أو يخرج الله من صلبه ذرية تعبد الله تعالى وتوحده سبحانه ، ومعلوم أن الإسلام لم يبتدع نظام الرق ، بل جاء ليحرر الرقيق من رق عبودية البشر ، إلى عز العبودية لخالق البشر سبحانه وتعالى .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby