فوائد سورة الضحى الروحانية | انستا عربي

سورة الضحى 

سورة الضحى هي سورة نزلت في مكة سميت بهذا الاسم لافتتاحها بالقسم بالله في وقت الضحى، وهي سورة مكية ، ومن معاني الكلمات الواردة في سورة الضحى:

• وَٱلضُّحَىٰ : وهو قسم بالنهار كله ، افتتحت به السورة وسمي باسمها.
• وَٱلَّیۡلِ إِذَا سَجَىٰ : أي والليل إذا أقبل بظلامه، وسجى معناها جاء وأقبل.
•  مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ : ما تركك و ما أبغضك، و قلى معناها ترك أو كرهك.
•  وَلَلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ : واعلم يا محمد أن الدار الآخرة خير من الدار الدنيا، وما فيها.
•  وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ : ولسوف يعطيك ربك من نعيم الأخرة ، الكثير والكثير حتى ترضى.
• أَلَمۡ یَجِدۡكَ یَتِیمࣰا فَـَٔاوَى : ولدت يتيما يا محمد و مات أبوك قبل أن تولد.
•  وَوَجَدَكَ ضَاۤلࣰّا فَهَدَىٰ : ووجدك في هذه الدنيا لا تعرف عن ما الإسلام و القرآن ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم.
• وَوَجَدَكَ عَاۤىِٕلࣰا فَأَغۡنَىٰ : ووجدك فقير لا تملك شئ فأغناك بفضله ونعمته ورزقه ، ورزقك من خيره.
• فَأَمَّا ٱلۡیَتِیمَ فَلَا تَقۡهَرۡ : فأما اليتيم فلا تعامله معاملة سيئة، ولا تقهره ، وَأَمَّا ٱلسَّاۤىِٕلَ فَلَا تَنۡهَرۡ : وأما السائل فلا تعنفه ، وتحتقره أو توجه له العنف.
•  وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ : وتكلم عن نعم الله عليك.

الفوائد الروحانية لسورة الضحى

• القسم بالأزمنة دليل على قدر الأزمنة والوقت ، والذي يجب على كل إنسان أن يحافظ عليه ويقدره ولا يهدره ، ويعرف له قدره الذي جعل الله سبحانه وتعالى يقسم به، فلا يقسم سبحانه إلا بكل ذي شأن حتى ولو جهل حكمته الإنسان.
• ثم القسم بأجزاء اليوم لما لكل جزء من عباده تميزه عن غيره، ولكل عبادة قدرها ، كما لعبادات الليل قدرها.
• النفي الوارد في أية  مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ يبث في النفس المؤمنة الاطمئنان لرحمة الله وعنايته، على الرغم من أن الأية موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه سبحانه كريم على عباده الصالحين، من سار على خطى الحبيب وسنته وعمل بكتاب الله.
• يستفيد المسلم العاقل من هذه الأية ( وَلَلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ ) في العمل من أجل الاخرة والتي هي خير من الدنيا ، وأيضاً عدم التعلق بالدنيا أو الحزن على فوات ما فيها من مصلحة دنيوية زائلة.
• ذكر اليتيم وحالة ، حث النفوس المؤمنة على رعاية اليتيم والرفق بحاله، وهو ما أكدته أحاديث النبي، وآيات القرآن الكريم.
• الهدى هدى الله فلا يغتر شخص بهداية الله له، ولا ينتقص من غيره لمعصية ظاهرة عليه ، بل يحمد الله على الهداية ويدعو للناس بالهدى، فإذا كان الله هو من هدى نبيه للإيمان وللكتاب ، فما بال حال المسلم البسيط، وتؤكد الأية في التفسير أن القرآن يهدي للصلاح ، وقد أكدت آيات أخرى عديدة على هذا المعنى ومن بينها أيات في سورة البقرة ( شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ).
• التعلم أن الرزق بيد الله وحده يغني من يشاء ويريد أن يهديه، ويرزق من يشاء سبحانه، و هو معنى مؤكد كذلك في آيات اخرى مثل ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَـٰلِقٍ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ).
• توجيه المسلمين إلى السلوك السليم الواجب اتباعه مع السائل والمحتاج و الفقير، فإما إكرامه بالعطاء أو صرفه دون إهانة أو تجريح وزجر.
• تنبيه لأصحاب القلوب المريضة التي تجحد فضل ونعم الله عليها وهو أمر بذكر نعم الله، والنظر فيما حولهم من فضل الله عليهم.

مقاصد سورة الضحى

يذكر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالنعم التي من الله بها عليه في كل مراحل حياته، من الصغر وحتى الشباب و الكبر، و يذكره سبحانه بقدرته على على ضحد أقوال الكافرين و ما يثيره ، سواء القول بأن الله قد ترك النبي ، وجافاه، و وعد الله لنبيه بخير الآخرة، والأمر بالرحمة على الفئات الضعيفة من اليتامى والفقراء، وشكر الله وحمده وذكر نعمه.

موضوعات سورة الضحى

• الاهتمام بالوقت وأجزاء اليوم، بالعبادة والعمل.
• التأكيد على رعاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.
• الوعد الرباني بخير الدنيا والآخرة.
• الأيتام والعطف بهم.
• الفقراء ووجوب اللين معهم.
• الاعتراف بفضل الله سبحانه وتعالى ونعمه على عباده.

الدروس المستفادة من سورة الضحى

• قيام الليل للعبادة والعمل بالنهار و الاجتهاد.
• اطمئنان القلوب رعاية الله ، وتدبيره لشؤون العباد.
• الاجتهاد في العمل و كثرة الاستغفار وطلب العفو من الله لينال العبد الاخرة الأبقى من الدنيا الزائلة.
• عطاء الله وخزائنه لا تنفذ، والرضا وجب على كل مسلم.
• ذكر حال اليتم الذي عليه النبي ، حتى يضمد جراح القلوب الحزينة لفراق أبويها ، فهذا النبي مع شأنه ومكانته عند ربه ورفعة قدره ولد يتيم.
• وأما عن السائل المحتاج فلو لم يستطع المسلم جبر حاله ، لا يرده بعنف.
• نعم الله الكثيرة لا تعد ولا تحصى فلا يجب تعديد النقص والابتلاء ونسيان أو نكران أنعم الله.

فضل سورة الضحى

لم يرد حقيقة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يخص سورة الضحى من فضل أو أثر عن غيرها من سور القرآن الكريم لكن فضلها كفضل باقي سور وآيات القرآن الكريم وهي

• الحديث يضل على فضل القرآن الكريم عامة ، (تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة).
• ما اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ تعالى يتلونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسونَه بينَهم إلَّا نزلت عليهمُ السَّكينةُ، وغشيتهمُ الرَّحمةُ وحفَّتهمُ الملائِكةُ وذَكرَهمُ اللَّهُ فيمن عندَه» (الألباني [1455]. [1]

أسباب نزول سورة الضحى

قيل في نزول سورة الضحى عدة أقوال منها ، أنه صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحي فأذاه الكفار فجاءت السورة للرد على أقوالهم ومن ذلك الأثر الوارد في أحاديث وروايات منها:

• أخبرنا أبو منصور البغدادي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسن السراج ، حدثنا الحسين بن المثنى بن معاذ ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان الثوري ، عن الأسود بن قيس ، عن جندب قال : قالت امرأة من قريش للنبي – صلى الله عليه وسلم – : ما أرى شيطانك إلا [ قد ] ودعك . فنزل : ( والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ) رواه البخاري عن أحمد بن يونس ، عن زهير ، عن الأسود ، ورواه مسلم عن محمد بن رافع ، عن يحيى بن آدم ، عن زهير. [2]