القران الكريم

فسيكفيكهم الله – انستا عربي

ADVERTISEMENT

جعل الله سبحانه وتعالى التوكل من أساسيات إيمان المرء ، لأن ذلك يعد من أعظم مستويات التوحيد ، فمن يستطيع أن يفعل شيء إلا بقدرة الله ، فصدق الاعتماد على الله يريح القلب ويزيح الهم ، و آيات التوكل على الله عديدة ومنهم قول الله تعالى “فسيكفيكهم الله..” الذي ورد في سورة البقرة الآية 138 ، حيث قال تعالى ”  فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” صدق الله العظيم .

تفسير قول الله تعالى “فسيكفيكهم الله”

أي سيحفظك الله من كيدهم وشرهم ، فكفاك الله شر فلان : أي حفظك الله من كيده ومنعه عنك وحماك وعصمك ، و”فسيكفيكهم الله” أي لا تلتفت إلى الكفار وإلى معاركهم ولا إلى كلامهم عن الله ، فإن الله سيغنيك ، فالكفار آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا ، وكان الله دائما يرد كيدهم في نحرهم .

ولعل تلك الآية كان بها الكثير من الطمأنينة للرسول الكريم وأصحابه الذين اتبعوه ، حيث قال له المولى عز وجل أنه كفيل بحمياته من كيدهم وسيعصمك من كيدهم ، وبالفعل فقد نجا الله رسولنا الكريم في عدة مواقف ، مثل يوم الهجرة كما ورد في سورة يس ، عندما اجتمع عليه الكفار أرادوا قتله ، فغشيهم النعاس وهم واقفون ومر الرسول من بين أيديهم وألقى على رؤؤسهم التراب ، وهم لا حول ولا قوة لهم ، لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله .

وأيضًا فقد نجاه الله عز وجل من تآمر يهود على قتله عدة مرات ، منها بني النضير حين دبروا قتله ، وأيضًا عندما أتت له سيدة يهودية بشاه مسمومة في خيبر فكل منها ، وكان يمكن أن يموت لولا أن حماه وكفاه الله عز وجل .

فائدة تكرار” فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم “

إن المتوكل على الله يشعر بالراحة والطمأنينة والسكينة لأنه لا يشعر بالقلق فهو يأخذ بالأسباب ويستعين بالله ، فستهون عليه مصاعب الحياة والقلق “أليس الله بكاف عبده” .

مجربات فسيكفيكهم الله

اجتمع الخوارج من مصر والبصرة والكوفة ، وقد ادعوا أنهم أتوا للحج ، لكنهم في الواقع كانوا ينون قتل أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه ، ولكنهم في الواقع لم يصلوا إليه بسهولة ، فقد قاتلهم الصحابة ، لكن الخوارخ لعنهم الله تمكنوا من الوصول إليه في النهاية ، وقتلوه وهو يقرأ في مصحفه .

بعد استشهاده رضي الله عنه ، قال عثمان بن نافع أنهم أرسلوا إليه مصحف سيدنا عثمان الذي كان يقرأ به وقت استشهاده ليصلحه ، فلما فتحه وجد دمائه الطاهرة قد سقطت على قول الله عز وجل “فسيكفيكهم الله ” ، وبالرغم من استشهاد سيدنا عثمان بن عفان إلا أنه لحق بحبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، أما من قتلوه فقد أجمع العلماء أنه ما منهم إلا وابتلاه الله بمرض أو موتة سوء وقيل أنهم قد جنوا جميعًا قبل موتهم .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby