القران الكريم

ضوابط التفسير بالترتيب – انستا عربي ضوابط التفسير بالترتيب

ADVERTISEMENT

فضائل التفسير

إن علم التفسير يتعلق بكتاب الله عز وجل لذلك يعد أعظم وأجل العلوم على الإطلاق، فالإنسان لا يصل إلى الله إلا بالله، ولا يستطيع أن يرتبط بالله إلا بكتاب الله عز وجل.

وقد روى عثمان عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله” خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وعلم التفسير من علوم القرآن الكريم، ومن يتعلم علم التفسير فقد تعلم معاني القرآن الكريم وفهمها.

والمسلم مطالب بقراءة القرآن الكريم بتفكر وتدبر، والتدبر يأتي من الفهم، والتفسير هو طريق لفهم وتدبر القرآن.

وقد كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أول من فسر القرآن الكريم، ونحن نأخذ عنه صلوات الله عليه، كما فس الصحابة رضوان الله عليهم كلام الله في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، ومن بعد وفاته.

لكن تدوين التفسير جاء بعد ذلك في عهد بنيأمية، وقد كان العلماء الأوائل يدونون التفسير في كتب الحديث الشريف على عهد بني أمية، ثم جاء بعد ذلك علماء أفردوا كتب لعلم التفسير منهم بن ماجه، وقد كان تفسير الطبري رحمه الله هو أول تفسير مكتوب يصل إلينا كاملًا.

ضوابط التفسير

إن تفسير القرآن الكريم لا يجب أن يقدم عليه أي أحد، بل يجب أن يكون هناك ضوابط ومعايير يجب مراعاتها حتى لا يكون هذا التفسير قولًا على الله بغير علم، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز:” ومن أظلم ممن افتر على الله كذبًا أو كذب بآياته”.

سلامة العقيدة

إن أول ضابط من ضوابط التفسير المقبول أن يكون موافق لعقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام، فلا يصح التفسير بعقائد باطلة، بل يجب أن يكون التفسير على طريقة الصحابة والسلف من القرون الأولى للإسلام.

وقد وقع بعض المفسرين المتأخرين الذين لم يراعوا هذا الضابط في أخطاء جسيمة نتيجة سوء المعتقد حيث حملوا بعض ألفاظ القرآن الكريم معاني باطلة نتيجة لعقائدهم الفاسدة، مثال على ذلك تفسير الآية الكريمة :” وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة”، الناضرة تعني النضرة من الوجه، لكن بعض المبتدعة فسروا تلك الآية بتفسير باطل، حيث قالوا أن المعنى هو أنهم ينظرون لثواب المولى عز وجل، وينكر هؤلاء المبتدعة رؤية أهل الجنة لله عز وجل يوم القيامة، وهذا تحريف لمعنى الآية الكريمة.

بينما تفسير أهل السنة هو أن المؤمنين ستكون وجوههم في نضرة وجمال وأنهم ينظرون لربهم عز وجل يوم القيامة.

حمل كلام الله على الحقيقية

يجب أن يحمل المفسر النصوص القرآنية على حقيقتها وظاهر معناها اللائق بالله عز وجل، ولا يجب أن يعدل عنها إلى برهان أو استنتاج، فبعض المفسرون يئولون الآيات وهذه بدعة، لأن الأصل في الكلام هو حمله على حقيقته وليس على مجازه، لذلك يجب أن تفسر الألفاظ كما ذكرت في القرآن الكريم وفي لغة العرب، لأن القرآن الكريم تنزل بلسان عربي مبين.

ومن أمثلة ذلك قوله سبحانه وتعالى: ” وجاء ربك والملك صفًا صفا”، وهذه الآية على حقيقتها تعني أن المولى عز وجل سوف يجيء مجيئًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، لكن بعض المبتدعة يقولون أن معنى الآية هو ” جاء أمر ربك”، وهذا تأويل باطل لأن حقيقة الكلام تدل على مجيء الله تعالى لكن كيفية المجيء هي مجهولة لنا لأنه عز وجل لم يخبرنا بها.

الاعتماد على أصح طرق التفسير

الضابط الثالث هو الاعتماد على أصح طرق التفسير وهي ثلاثة طرق:

  • تفسير القرآن بالقرآن

بمعنى أن نأتي بآية من قول الله عز وجل ثم ننظر في القرآن لنجد آية أخرى تبين معنى الآية الأولى، ومثال على ذلك، قوله تعالى” وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل”، وسجيل جاء معناها في آية أخرى، وهي : ” لنرسل عليهم حجارة من طين” ، لذلك فإن سجيل تفسر بطين صلب تساقط عليهم.
أيضًا في سورة الفاتحة “مالك يوم الدين”، فقد ورد في سورة الانفطار قوله تعالى: “وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين”، فيوم الدين هنا من ظاهر الآيات يقصد به يوم القيامة.

  • تفسير القرآن بالسنة النبوية

حيث يجب أن نعتمد على أحاديث النبي عليهم الصلاة والسلام في التفسير وهي كثيرة، مثال على ذلك في قوله تعالى ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في تفسير تلك الآية، قال واعدوا لهم ما استطعتم من قوة، إلا إن القوة الرمي إلا إن القوة الرمي”، أي الرمي في الجهاد.

أيضًا عندما استشكل على الصحابة تفسير الآية ” والذين ءامنوا ولم يلبثوا إيمانهم بظلم”، فقد فسرعليه الصلاة والسلام الظلم بالكفر، واستشهد بقول لقمان لابنه ” إن الشرك لظلم عظيم”، وهنا فسر النبي عليه الصلاة والسلام القرآن والقرآن، ونحن نفسر بالقرآن وبكلام أشرف الخلق الذيلا ينطق عن الهوى.

  • تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين

الطريقة الثالثة من طرق التفسير المعتمدة هي التفسير بأقوال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثال على ذلك تفسير الآية الكريمة ” ومن الناس من يشتري لهو الحديث”، فاللهو في الآية يختلف عن اللهو المطلق، وقد فسر بن مسعود رضي الله عنه ” لهو الحديث الغناء والله الذي لا إله إلا هو” ورددها ثلاث مرات.

وأيضًا من أمثلة تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، تفسير مجاهد والذي كان تلميذًا لابن عباس حيث فسر الآية الكريمة ” يؤمنون بالجبت والطاغوت” بأن الجبت هو السحر والطاغوت هو الشيطان.

ورد تفسير قوله تعالى ” ثم استوى على العرش” عند علماء الصحابة والتابعين فإن الاستواء هي صفة ثابتة لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته، أما بعض المبتدعة فقد فسروها بأنه استولى، وهذا أمر خاطئ لأنه لا توجد في لغة العرب ما يقول أن معنى استوى هو استولى.

ومن ضوابط التفسير أيضًا أن يكون المفسر على إلمام بمجموعة من العلوم الأخرى التي تساعده في تفسير القرآن الكريم، ومن هذه العلوم، الفقه لأن علوم الفقه هي التي تساعد في التمييز بين النصوص الظاهرة والمجملة والمبينة والناسخ والمنسوخ ، ومعرفة ما يبدو أنه متعارض.

كما يجب أن يتعلم أسباب نزول الآيات وأماكن نزولها، لأن معرفة سبب النزول يساعد في فهم معنى الآيات، مثل تفسير الآية الكريمة ” إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما”، وقد يستشكل البعض ذكر كلمة جناح في تلك الآية الكريمة بالرغم من أن الصفا والمروة من فروض الحج.

لكن عند معرفة سبب نزول الآية كريمة فإن الاستشكال يزول، حيث أن المسلمين كانوا يتحرجون من السعي بين الصفا والمروة وكان على كل جبل منهما صنم قبل فتح مكة وكان الكفار يطوفون بهما، فنزلت الآية الكريمة لتخبرهم أنه لا جناح على المسلمون أن يسعون لله.[1]

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby