ومن منا لا يشعر بالراحة عند قراءة أو سماع القرآن الكريم ، فأياته تمس القلوب وتطمئنك وتحل لك الكثير من المسائل الدنيوية ، وسور القرآن الكريم ١١٤ سورة تنقسم الي ٨٢ سورة مكية و١٢سورة مدنية ، بالإضافة إلى أنه لقراءة كل سورة فضل يختلف عن السور الأخرى ، كسورتي الفلق والناس المعروفين بالوقاية من الحسد ، وسورة الكهف التي هي نور بين الجمعتين لمن قراءها يوم الجمعة ، أما سورة يس فهي قلب القرآن كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وتضم سورة يس اسماء الله الحسنى الخلاق العليم ، في قوله تعالى ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ) ، صدق الله العظيم .
عناوين
فضل سورة يس
سورة يس من سور القرآن الكريم المكية وعدد آياتها ٨٨ أيه ، وكما تحدثنا في البداية ان يوجد سور لها فضل تتميز به عن غيرها من السور ، فعن فضل سورة يس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ( إن لكل شيء قلبًا ، وقلب القرآن يس) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هي من سور القرآن الكريم التي تشعر الإنسان بالتيسير والبركة في الأمور ، ولكن ورد عن الكثير من الأحاديث الضعيفة جدًا والمكذوبة عن فضل يس فوجب التنويه عنها ، مثل :
– (من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات) .
– ( من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورًا له) .
– ( من داوم على قرأتها كل ليلة ثم مات مات شهيدًا) .
– ( من دخل المقابر فقرأ سورة يس، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات).
سبب نزول سورة يس
نعلم جيدا أن السور كانت لا تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة مرة واحدة ، بل آيات متفرقة ، فأول ٩ آيات من السورة نزلت بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يقرأ قرآن في المسجد ، فكان يجهر بالقراءة ، فكان الكفار ينزعجوا من قراءة القرآن ، والبعض منهم كانت أيديهم تلتف حول اعناقهم “إنا جعلنا في اعناقهم أغلالًا فهي الي الاذقان فهم مقمحون” ولا يستطيعوا النظر “وجعلنا من بين أيديهم سدًا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” ، ولأن الرسول كان رحيم بقومه رغم قسوتهم عليه ، فدعا لهم أن يرفع الله عنهم هذه الأعراض .
قصة أهل القرية
القرآن الكريم مليء بالحكم والمواعظ وقصص السابقين حتى تكون مرشد وعبرة لنا نستفيد منها ، وفي سورة يس قصة أهل القرية فما هي القصة بالتفصيل كما ذُكرت في السورة .
كانت هناك قرية ضالة ، فأراد الله أن يرسل لهم من يهديهم إلى الطريق المستقيم ، فأرسل الله إليهم رسولين ، فكذبوهم أصحاب القرية ، فأرسل الله رسول ثالث ليساندهم ولكنهم أيضا كذبوه ، وكان حجة أهل القرية في التكذيب للرسل، أن هؤلاء الرسل بشر مثلهم وأن الرسل من وجهة نظرهم ما هي إلا ملائكة .
لم ييأس الثلاثة رسل بل حاولوا هداية أصحاب القرية مرارًا وتكرارًا ، فلم يستجيب اهل القرية بل بدئوا في التوعد للرسل بالإيذاء اذا لم يتوقفوا عن الدعوة لعبادة الله ، وحدثت ضجة في القرية بسبب أن بعضهم بدء في التسأل حول من الله ، وما هي كيفية عبادته ، و البعض الآخر رأوا أنهم أصبحوا يتشاءموا من الرسل الثلاثة ، واستمر الوضع على ذلك إلى أن سمع عن دعوتهم رجل من قرية بعيده ، فجاء إلى أهل القرية ليهديهم ، ولكن بمجرد إعلان الرجل لإيمانه بالله أمامهم و محاورتهم ، انهالوا عليه بالضرب ، وهناك روايتان في هذا الجزء ، رواية تقول أنهم استمروا في ضربه حتى مات ، والرواية الثانية أنهم رجموه بالحجارة حتى الموت ، ولكن في الحالتين كان الرجل يرفع يده للسماء داعيًا لهم بالهداية إلى طريق الله .
دعاء سورة يس
نعلم جميعًا أنه عند ختم القرآن يجب أن نردد الدعاء الموجود بنهاية المصحف الشريف ، فكذلك يوجد بعض السور التي يحبذ الدعاء بعدها ، بعد الانتهاء من قرآة سورة يس هناك دعاء محبب قرأته وهو مأخوذ من كتاب أبواب الفرج :
” اللهم صلي وسلم و بارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بسم الله الذي لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا مفرج فرج عنا يا غياث المغيثين أغثنا ، أغثنا يا رحمن يا رحمن ارحمنا يا رحمن ارحمنا اللهم إنك جعلت (يس) شفاء لمن قرآها ولمن قرئت عليه ألف شفاء والف دواء والف بركة والف رحمة والف بركة والف رحمة والف نعمة ، و سميتها على لسان نبيك محمد صلى الله عليه وسلم المعمم تعم لصاحبها خير الدارين والدافعه تدفع عنا كل سوء وبليه وحزن وتقضي حاجتنا احفظنا عن الفضيحتين الفقر والدين سبحان المنفس عن كل مديون ، سبحان المفرج عن كل محزون ، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون ، سبحان من إذا قضى أمرا يقول له كن فيكون (فسبحٰن الذي بيده ملكوت كل شيء و اليه ترجعون) يا مفرج فرج عنا همومنا فرجا عاجلا ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم ارزقني رزقا حلالًا بلا كد واستجب دعائي بلا رد ” .
